يعرف عن موتسارت أنه كان طفلا معجزة عندما كان يعزف على البيانو أو يؤلف أعمالا موسيقية. لم تكن موهبة فيلكس مندلسون بأقل من موهبة موتسارت بأي حال من الأحوال، فقد ألف في طفولته أعمالا رائعة يحسده عليها أعظم المؤلفين الموسيقيين الكبار. أبرز هذه الأعمال مج
يعرف عن موتسارت أنه كان طفلا معجزة عندما كان يعزف على البيانو أو يؤلف أعمالا موسيقية. لم تكن موهبة فيلكس مندلسون بأقل من موهبة موتسارت بأي حال من الأحوال، فقد ألف في طفولته أعمالا رائعة يحسده عليها أعظم المؤلفين الموسيقيين الكبار. أبرز هذه الأعمال مجموعة من ١٢ سيمفونية للوتريات فقط ألفها عندما كان صبيا بين الثانية عشر والرابعة عشر من العمر. لم ينشر هذه الأعمال في حياته لسببين: الأول أنه ألفها بمثابة تمرين دراسي وقدمها في منزل العائلة بأدائه وأداء أفراد عائلته وأصدقاء العائلة. السبب الثاني، هو عام يتعلق بطريقة تعامله مع النشر، إذ أنه لم ينشر أعماله إلا بعد أن يقتنع بجودتها ويرضى عن مستواها وتوزيعها وتوازنها الخ. كما كان يعود إلى أعماله القديمة وينقحها ويعدلها، وكان يخطط لإعادة كتابة واحد من أعظم واشهر أعماله، وهو افتتاحية حلم ليلة صيف التي ألفها ولم يتجاوز سنته السابعة عشرة من عمره القصير، فقد توفي وهو في الثامنة والثلاثين.
ألف مندلسون السيمفونية التاسعة المكتوبة لأوركسترا الوتريات سنة ١٨٢٣ عندما كان بيتهوفن في قمة شهرته، بينما كان الصبي مندلسون في الرابعة عشر. تبدأ السيمفونية بإيقاع ثقيل Grave في دو الصغير قبل أن تنقشع غيومه الداكنة فتتجلى زرقة سماء مفتاح دو الكبير الصافية البراقة ويتحول الإيقاع إلى سريعAllegro .
نلمس في الحركة الثانية البطيئة (في سلم مي الكبير ومزدوجة الإيقاع) تأثير هايدن وكذلك أصداء موسيقى باخ الذي يعتبر من بين ملهمي مندلسون في موسيقاه. أما الحركة الثالثة فهي في إيقاع ثلاثي وبنفس مقام السيمفونية الأصلي، وكتبها وفق التقليد البيتهوفني المعتاد - سكرتسو، وهي كلمة إيطالية تعني نكتة.
الحركة الأخيرة (سريع بحيوية) في دو الصغير بعنفوانها وعواطفها هي مقدمة ومثال لما سنسمعه من مندلسون لاحقا، وهي حركة مكتملة البناء وخير ما يمكن ختام هذه السيمفونية به.