TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ترقبوا الفضائح

ترقبوا الفضائح

نشر في: 5 يوليو, 2013: 10:01 م

في الأيام القليلة المقبلة ، سيكشف رئيس  مجلس الوزراء نوري المالكي،  وخلال لقاء متلفز مع قناة  فضائية تابعة لحزب متنفذ في الحكومة ، الشخصيات السياسية و المسؤولين المتورطين بالفساد ، و "سيشرهم على الحبل "  ويعطي كل واحد من هؤلاء من سراق المال العام كتابه في يمينه، يوم لا ينفع لا مال ولا بنون ،  واللقاء لم يقتصر على فضح  ملفات  الفساد ، حسبما ذكرت ذلك وسائل إعلام محلية ،  بل  سيتناول  أيضا ،  جهات متورطة في دعم وتمويل المجاميع الإرهابية ، تنفيذا لأجندات خارجية   للإطاحة بالعملية السياسية .
 وسائل الإعلام ، واستناداً  إلى مصادرها ،  وصفت اللقاء،  بانه  سيكون "خطوة تاريخية شجاعة"  ستوفر للعراقيين فرصة الاطلاع على حقائق غامضة طيلة السنوات العشر الماضية ، والوصف جاء قبل عرض اللقاء ، ومن المرجح  كما هو الحال في المشهد العراقي ،  أن يكون بداية لعملية نشر غسيل الخصوم  والمنافسين لحين حلول موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة .
 مصادر وسائل الإعلام سربت المعلومات عن إجراء اللقاء ، فتحقق جزء من الهدف ، وبقي الآخر لحين  استكمال إجراءات نصب وضع  حبل الغسيل ، ومن المتوقع أن يكون طوله بمسافة اكثر من 100 كيلو متر ليضاف إلى خطوط الطول والعرض  .
في اكثر من مناسبة وفي اطار الجهود الرسمية ،  لمكافحة الفساد ، لوح مسؤولون كبار بفضح المفسدين ،  وكشف ملفات تورط قادة سياسيين ووزراء وأصحاب مناصب كبيرة  بسرقة المال العام ، وإقامة مشاريع استثمارية في عواصم عربية ، وينسب إلى رئيس كتلة نيابية  قوله  أن رئيس الحكومة،  يمتلك ملفات في حال الكشف عنها سيحصل زلزال سياسي  في العراق بقوة عشر درجات على مقياس ريختر ، ولكن وعلى حد تصريح  رئيس الكتلة "تراجع دولة رئيس الوزراء عن كشف الملفات ،  لتفادي حصول عواقب وخيمة لا تخدم مسار العملية السياسية " وكأنها تحافظ على مسارها الصحيح  بالفساد وسرقة أموال العراقيين.
على ذمة ما ذكرته وسائل الإعلام المحلية ، سيكون العراقيون على موعد مع صحة التسريبات بخصوص اللقاء المتلفز ،  وهل يتم فعلا الكشف عن ملفات خطيرة ، بالأرقام والأسماء الصريحة ، أم القضية لا تتعدى توجيه رسالة إلى جهات معينة تفيد بان صانع القرار،  يمتلك من الوثائق الدامغة لإدانتها وتقديم قادتها للقضاء لينالوا العقاب العادل ، ولاسيما أن الأوضاع  في العراق ،  شهدت حالات كثيرة تندرج ضمن ما يعرف بالتسقيط السياسي ، بوجود فريق ماهر  يمتلك خبرات فنية في إعداد سيناريوهات  لتسويق أفلام  سينمائية ،  تتناول قصص  قادة سياسيين،  تحولوا إلى "قجقجية" فهربوا ثروات البلاد إلى دول الجوار مقابل الحصول على حفنة من الدولارات ، ومن فضائل هذا السيناريو  انه جاهز للعرض في أي وقت ،  وخاصة حينما تحتدم الأزمة  ويتسع الخلاف  ، ويبدأ العد التنازلي لخوض استحقاق انتخابي جديد ، بالمشهد الأول تحت عنوان" ترقبوا الفضائح " بنشر أسماء أبطالها  على حبل الغسيل وخطوط الطول والعرض .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram