منجز جديد تترقبه الكرة العراقية اليوم يضاف إلى سجلها الذهبي في تاريخ مشاركات منتخبات الشباب في بطولات المونديال تحت 20 عاماً ، فالليوث تواصل سعيها إلى كتابة صفحة بيضاء باللغة التركية قبيل مواجهة الشمشون الكوري في الدور ربع النهائي الذي يعد من أهم المباريات التي نأمل اجتيازها بنجاح ليقف منتخبنا ضمن الأربعة الأقوياء في العالم ، وهو إنجاز لم تألفه كرتنا إلا في زمن المدرب الكفء عدنان حمد يوم قاد الأولمبي إلى المربع الذهبي في نهائيات أولمبياد أثينا عام 2004.
وبعيداً عن حسابات المواجهة النفسية التي أراها تصب في مصلحة شبابنا بحكم مناعة المغامرة العالمية التي اكتسبوها خلال مباريات الأدوار السابقة وسط دعم جماهيري كبير لم تمنعه ظروف الإقامة المكلفة من المساندة ، وقوة المنتخبات التي واجهها منتخبنا وحطم غرورها مثل إنكلترا وتشيلي وبارغواي ، فإن العامل المؤثر الذي يسبب في قلقنا اليوم هو معرفة المنافس الكوري بكل كبيرة وصغيرة في تشكيلة حكيم شاكر ودراسة مكامن قوته وضعفه عن كثب مثلما أفصح مدربه ، تلك المعادلة الخطيرة في قاموس كرة القدم التي غالباً ما تصعّب اللقاء عندما يحفظ خصمك مفاتيح لعبك وبالتالي لن يجد أي عائق في تعطيلها وتهديد مرماك و..هزيمتك.
وفي الوقت الذي لم ينته منتخبنا من نشوة الفوز على نظيره البارغوياني في واحدة من أهم المباريات التي لن تنساها كرتنا في سفرها الخالد ، فالواجب ان يتحذر اللاعبون ومدربهم من سوء إهداء الفرص المتوالية التي تجلت بأبرز صورها أمام البارغواي عندما تسمّر حارسها بالقرب من محمد حميد تاركاً شباكه تهزأ من رعونة (فرحان وهمام) وهما يركلان كرة عمياء بعيداً عن المرمى الفارغ وكأن ساقيهما ترتجفان من دهشة الانفراد بسهولة لتسجيل هدفين صريحين ، وهي حالة يُسأل عنها المدرب لعدم استفهامه ضمن مفردات الإعداد النفسي عن أسباب إضاعة الفرص بالجملة وإيجاد الطرق اللازمة للتخلص منها.
وبقدر ما نسجل إعجابنا بالتحدي الوطني الذي أظهره شبابنا لرد اعتبار الكرة العراقية أمام المدارس العالمية العتيدة وتشريفه العرب في اغلى بطولة بعد كأس العالم للكبار، فإن استياءنا واقع لا محال من ارتباك خط الدفاع في أكثر من لقاء تعرض خلاله الحارس محمد حميد إلى الضغوط لولا المدافع السد علي عدنان صاحب الاستبسال اللامحدود في اصعب المواقف بالرغم من الأخطاء غير المبررة التي يرتكبها نتيجة استنزاف طاقته لما يبذله من جهد مضاعف ، فضلاً عن إهمال زملائه مساندته في الخلف عند بدء طلعاته في العمق أو من الجناح أو غزوه دفاعات الخصوم بمحاولات الدخول بفدائية قلّ نظيرها لزعزعتهم ودك مرماهم بصاروخ (أرض – جو) على طريقة الجنرال عدنان درجال!
من دون شك ان دراسة حكيم شاكر سياسة منتخب كوريا الجنوبية في اللعب عبر متابعة مبارياته في المجموعة الثانية التي شهدت فوزه على كوبا 2-1 وتعادله مع البرتغال 2-2 وخسارته من نيجيريا 0-1 ثم تأهله كأفضل ثالث ومواجهته كولومبيا بصعوبة حتى حسم مصيره بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بتعادلهما 1-1 ، من المؤكد سيخدم أسلوب لعبه معها ويعد الخطة المناسبة لتنسيق جهوده مع الفريق كمجموعة وأفراد وتطبيق تعليماته التي نتمنى ان لا تكبل طموحات لاعبينا بواجبات دفاعية مراهناً على انقضاء الشوط الاول بلا خسائر إذ ان ضياع فرصة التقدم في هذا الشوط يزيد من محنتهم ويشتت تركيزهم ويشدهم سلبياً وربما يدفعون الثمن بخروج يتوافق مع سوء التحضير لا سمح الله .
ستكون الساعة السادسة مساءً لحظة زمنية حاسمة لنبض عربي واحد يدق بمشاعر التفاؤل لليوث الأبطال في ملعب (قادر هاس) في مدينة قيصري أملاً برفع علامة النصر لزعامة عراقية في مونديال الشباب تغازل كأسها الغائب منذ ان فلت من الأيدي القطرية في مونديال 1981 بأستراليا.
ساعة النصر في قيصري
[post-views]
نشر في: 6 يوليو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
brahim algerie
بالتوفيق اشاء الله ارادة اللعبين و حماس الانصار سيصنعون الفارق في النصف النهائي خاصة ورقة الانصار فانتم فقط من له هاد السلاح