الشاعر والإعلامي كاظم غيلان ، المعروف بين زملائه ، بانه يتعاطى مع الملف السياسي بأسلوب ساخر ، لا يخلو من فنطازية ، تتجاوز السائد والمألوف ،تعبيرا عن إحباط اماله في "العراق الجديد " بعد ان عاش معاناة طويلة طيلة عشرات السنين الماضية ، تعرض خلالها للسجن والملاحقة ، لانه كان يحلم كغيره من أبناء جيله ممن خاض غمار العمل السياسي بإقامة نظام ديمقراطي ، وتحقيق مبدا التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.
يقول غيلان انه منح مخيلته حرية التحليق في فضاء مفترض فتوصل الى فكرة تشكيل قائمة انتخابية بعنوان أم القوائم تيمنا " بأم المعارك ، وفوت بيها وعالزلم خليها" تضم شخصيات سياسية لم يحالفها الحظ في الحصول على مقاعد في البرلمان ، او مناصب حكومية خلال الدورات السابقة ، متبرعا مجانا بان يكون المسؤول عن حملتها الدعائية والترويج لرموزها " ومن لف لفهم" لاعتقاده بان المرشحين يستحقون الدعم الشعبي ، و"الاسناد المدفعي" من الخارج والداخل ، لينفذوا برنامج مشروعهم الوطني على ارض الواقع ، بما يحمل من فقرات تهدف لتحسين الأداء الحكومي بتوفير الخدمات والقضاء نهائيا على كل الأزمات الحالية والمحتملة ، والتوجه نحو بناء دولة المؤسسات والقانون ، ويكون العراقي في المستقبل القريب مثل تلك المرأة السعيدة بيتها يقع على الشط ، لانها تغرف من حيث تشاء ولا تبالي بأزمة شح المياه وتهديد دول المنبع بقطع مياه دجلة والفرات .
تحت الحاح زملاء غيلان من رواد نادي اتحاد الأدباء، ووعودهم بانهم سيدلون بأصواتهم لصالح قائمة" ام القوائم" كشف عن بعض المرشحين ، مشترطا عدم الاعتراض او التعليق ، لان العبرة ليس بالأسماء، وانما بالمشروع والبرامج ، فوضع القائمة بجوار صحن "اللبلبي" ، وبدأ بقراءة الأسماء ، عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق ، وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني ، والنائب المخلوع عبد الناصر الجنابي ، والمخلوع الاخر مشعان الجبوري ، مع زميله محمد الدايني ، والمتحدث السابق باسم الناطقية علي الدباغ ، ووزير الكهرباء الأسبق ايهم السامرائي ، واثناء القراءة ارتفعت أصوات المعترضين ، فرفعت الجلسة لدقائق استجابة لطلب الحاضرين بالذهاب الى دورات المياه ، ثم عاد الجميع الى المائدة لمناقشة الموضوع بوضعه على طاولة "التفكيك" لاستشراف النتائج الإيجابية المتحققة من تشكيل "ام القوائم" فدافع رئيس الجلسة عن وجهة نظره بان القائمة لا تقتصر على هذه الأسماء وانما تضم مسؤولين ووكلاء وزارات لطالما خاضوا حرب البسوس ضد التوجهات الطائفية ، لان صفحات جوازات سفرهم الدبلوماسية تشير الى قيامهم بزيارات الى ايران والسعودية وقطر وتركيا ، ودول أوربية والولايات المتحدة الأمر الذي يعني انفتاحهم على التجارب الديمقراطية في العالم المتحضر واستعدادهم لاستنساخها وتطبيقها في العراق ، ولاسيما ان بعضهم يمتلك أموالا طائلة جدا ، يمكن توظيفها في إقامة مشاريع إنشاء محطات كهربائية عملاقة وأخرى خاصة بتوفير الماء الصالح للشرب ، والصرف الصحي ، فينتهي الجدل والخلاف حول تمرير قانون البنى التحتية بجهود مرشحي" أم القوائم" ومدير دعايتها كاظم غيلان ، وتاييد من شرب على حسابه في يوم إعلان تشكيلها ، وتفكيك برنامجها السياسي .
أم القوائم
[post-views]
نشر في: 6 يوليو, 2013: 10:01 م