اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جريمة الاسبوع ..الحُـبّ زرع البغضـاء بــين الاصدقـاء!

جريمة الاسبوع ..الحُـبّ زرع البغضـاء بــين الاصدقـاء!

نشر في: 7 يوليو, 2013: 10:01 م

 بغداد / المدىهل ينتبه أولياء الأمور إلى أن حياة أبنائهم قد تصبح في خبر كان داخل مقاهي الإنترنت المنتشرة في الشوارع والأحياء الشعبية ... إلى كل أب ... وكل أم ... تهمهم أرواح أبنائهم نهدي هذه الحكاية الخطيرة التي قتل فيها تلميذ بالثانوية أعز صديق له

 بغداد / المدى

هل ينتبه أولياء الأمور إلى أن حياة أبنائهم قد تصبح في خبر كان داخل مقاهي الإنترنت المنتشرة في الشوارع والأحياء الشعبية ... إلى كل أب ... وكل أم ... تهمهم أرواح أبنائهم نهدي هذه الحكاية الخطيرة التي قتل فيها تلميذ بالثانوية أعز صديق له بسبب غرام مراهقة وتصرفات فتاة فشل أبوها في تربيتها فراحت تلعب بعقول الطلاب المراهقين !
(ك و أ) طالبان بالثانوية أدمن الاثنان الجلوس بالساعات أمام شاشات الكمبيوتر في مقهى قريب من منزليهما لينفذا إلى هذا العالم الغريب والمتجدد ، حتى وقع الاثنان في غرام احدى الفتيات تعرفا عليها من خلال غرف ( الشات) وتنافس الصديقان على حبها وكانت هذه هي نهاية الصداقة وبداية منافسة حامية بين الصديقين انتهت بمشاجرة عنيفة بينهما فما كان من (ك) إلا قيامه بإحضار قطعة حديد( بوري)  ليضرب بها صديق عمره (أ) على رأسه فسقط الأخير غارقا في دمائه وسط ذهول جميع الموجودين بالمقهى ... وفر الجاني هاربا لا يصدق ماذا فعل بصديق عمره ... الجاني والمجني عليه يرحمهما الله ... فالجاني شاب صغير اصبح في لحظة ضعف مجرما متهما بالقتل ينتظر العقاب الذي هو مصيره المحتوم ، هذا المصير المجهول في احسن الظروف سيحيد به عن الطريق الذي رسمه لنفسه سلفا من طالب متفوق إلى مجرم .. أما المجني عليه فهو شاب مراهق أيضا دفع حياته ثمنا لشهامته فكانت النتيجة ان قتل في اجمل أيام عمره وعلى يد من ؟ على يد صديق عمره .. أذن فكلاهما يستحق الرحمة !... ( ك و أ) طالبان في الرابع الثانوي في ثانوية في حي الشعب لم يكونا مجرد طالبين في تلك المدرسة فما كان بينهما من صداقة قوية تجعل كل من يعرفهما يتأمل كثيرا في تلك الصداقة التي بدأت منذ كانا طفلين في المدرسة الابتدائية ... كانت صداقتهما نوعا آخر من الصداقة حتى اصبحا دون مبالغة يشبهان بعضهما لا في الطباع والصفات فقط ، بل في الشكل أيضا حتى لقبهما احد أصدقائهما بالتوأم سواء في المدرسة أم في الحي الذي يسكنان فيه.
غرام على النت
هذه المقدمة ضرورية قبل ان ندخل في أحداث الجريمة البشعة التي أودت بحياة (م) وعصفت بمستقبل (أ) ، أما سبب الجريمة فهي فتاة على الإنترنت تعرف عليها (ك و أ) عبر غرفة الشات في الإنترنت التي كان الاثنان يعتادان الذهاب إليه بعد المدرسة وأثناء أوقات فراغهما ليذهبا لقضاء وقت طويل أمام شاشات الكمبيوتر، وبالتأكيد تضاعف هذا الوقت بعد ان تعرف الاثنان على هذه الفتاة التي ألهبت بينهما المنافسة وأشغلتها على من يفوز بقلبها منهما ! لم يكن يعرف الاثنان في البداية انهما وقعا معا في حب فتاة واحدة ، ففي البداية كان كل منهما يصف لصديقه ملامح الفتاة التي عرفها وجهها دون ان يراها وكأنه يصف له فتاة أخرى وباسم آخر غير الفتاة التي يعرفها ، وعقب كل مرة يخرجان من مقهى الإنترنت يحدثان بعضهما عما حدث لها بالداخل مع فتاة الإنترنت ، وهما لا يدريان أنهما يتسابقان على حب فتاة واحدة ، ومرة تلو الأخرى بدا الاثنان يدركان في آن واحد انهما وقعا في فخ هذه الفتاة ولكن بعد ان قررا رؤيتها  ومقابلتها وكانت المفاجأة الكبرى ان هذه الفتاة طالبة في ثانوية قريبة من الثانوية التي يدرسون فيها ... ومن هنا بدأت العلاقة بينهما تأخذ منعطفا آخر وبدأت صداقتهما تتلوث وتفسد ..  إنها هذه الفتاة ... فتاة الإنترنت، لكن صعب على كل منهما ان يترك الآخر وصعب على احدهما ان يجيب عندما يسأله احد أصدقائه أين توأمك؟ فكان هذا السؤال يجعله يحن مرة أخرى لصديقه وتنتهي بينهما فترة الزعل التي بدأها احدهما ... حتى جاء اليوم الموعود ... يوم الحادث بعدما أنهيا (ك و أ) الدروس الخصوصية اتجها إلى مقهى الإنترنت ، كان الاثنان على موعد لمقابلة فتاة الإنترنت دون ان يعرف الآخر ، فكان الموعد سريا لكلاهما. فقط الفتاة هي التي تعرف وكأنها تريد ان تتلاعب بالاثنين معا . جلس (أ و ك ) أمام شاشة الكمبيوتر التي اختاراها ... نظراتها زائفة على باب المقهى وكأنهما يترقبان حدوث شيء متوقع حدوثه ، ولكن لم يكن هذا الحادث سوى انهما ينتظران مجيء الفتاة التي وعدتهما باللقاء ... دقائق معدودات وحضرت الفتاة ... فتحت الباب وألقت نظرة سريعة على من بالداخل وتسمرت عيناها للحظات على كل من (أ و ك) ، أعقبت نظراتها نظرات متبادلة بين ( أ و ك ) تحمل الكثير من الدلالات الحامية التي ستشتعل بعد ذلك من أجلها ، وبالفعل ما أن خرجت الفتاة حتى يتناول (أ و ك ) الاتهامات ، وقد كان الاثنان قد اتفقا معا حرصا على صداقتهما ألا يعرفانها مرة أخرى ولكن الأمور قد انكشفت أمامهما وارتفع صوت الاثنين معا في شجار عنيف وهو ما دفع صاحب المقهى لأن ينهرهما ليخرجا ليكملا مشاجرتهما ، ويتطور الشجار إلى عراك ، والعراك إلى تشابك بالأيدي ... منظر لم يعتد أصدقاؤهما عليه ، وتجمع الأصدقاء لا لكي يفرقا بينهما ولكن لكي يشاهدوا تلك المشاجرة التي بطلاها التوأم لتنافسهما على حب فتاة واحدة ... ولما اشتدت المعركة بينهما تدخل الأصدقاء للتفريق بينهما. وبالفعل نجحت جهودهم في التفريق بينهما وذهب كل منهما في ناحية إلا ان غضبهما لم يذهب والرغبة في الانتقام لم تهدأ ... جلس (أ) مع عدد من أصدقائه أمام مقهى الإنترنت بينما غادر (ك) مع عدد آخر من الأصدقاء وبعد قليل فوجئ الفريقان بعودة (ك) إلى ساحة المعركة مرة أخرى وفي يده آلة حديدية لا يعلم احد من أين أتى بها فهو لم يعتد على ذلك وما ان دخل في جانب (أ) حتى قام بالتهديد بها من بعيد ،ولما اقترب (أ) منه ليتفادى البوري عالجه بضربة قوية على رأسه أسقطته على الأرض غارقا في بركة من الدماء وسط ذهول الأصدقاء والمارة بينما فر (ك) هاربا لا يعلم إلى أين يذهب ... بعدما اكتفى بأن يرمق صديقه بنظرة الوداع وهو مسجّى على الأرض غارقا في دمائه يودع الحياة بآهاته ! على الفور ذهب أصدقاء (أ) به إلى احد المستشفيات ولكن بالطريق سلم روحه إلى بارئها وفارق الحياة ... متأثرا بالضربة الشديدة التي فجّرت دماغه ... استعلمت شرطة النجدة بالحادث وحضرت مع الشرطة المحلية وألقت القبض على (ك) عندما وجدته مختبئا في بيته ... في المركز حاول (ك) الانتحار أكثر من مرة للخلاص من عذاب الضمير الذي يلاحقه بعدما كان سبباً في إنهاء حياة صديق عمره !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram