اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > حديث الناس..بسبب الإهمال فقد قدميه في مدينة الألعاب

حديث الناس..بسبب الإهمال فقد قدميه في مدينة الألعاب

نشر في: 7 يوليو, 2013: 10:01 م

فرصة لا تقدر بثمن ... شعر بها الطفل ( ع) الذي لم يتجاوز عمره الحادية عشرة عندما قرأ إعلانا معلقا في جدار رواق المدرسة يقول الإعلان ان المدرسة ستنظم سفرة إلى مدينة الألعاب ... المكان الذي يحبه كل الأطفال في مثل عمره ... اتفق مع زملائه بالصف على الاشتر

فرصة لا تقدر بثمن ... شعر بها الطفل ( ع) الذي لم يتجاوز عمره الحادية عشرة عندما قرأ إعلانا معلقا في جدار رواق المدرسة يقول الإعلان ان المدرسة ستنظم سفرة إلى مدينة الألعاب ... المكان الذي يحبه كل الأطفال في مثل عمره ... اتفق مع زملائه بالصف على الاشتراك بهذه السفرة ولم يكن يعلم (ع) وقتها ان كارثة منتظرة له أثناء صعوده إلى لعبة مع زملائه داخل مدينة الألعاب ! .. وان لحظات الرعب تنتظره في لعبة أحالت حياته إلى حزن وخوف من الأيام القادمة ! وبدأت الأحداث تتصاعد درجة ... درجة حتى وصلت إلى قمة الإثارة .. عاد الصغير إلى منزله يطلب من والديه الموافقة على القيام بهذه السفرة المدرسية مع زملائه ... وضع حقيبته المدرسية في غرفته وقبل ان يفكر في خلع ملابسه أو يسأل عن الطعام الذي أعدته له الأم قال لها : سوف تقوم مدرستنا بسفرة إلى مدينة الألعاب ...
هذه الكلمات كانت بداية القصة المؤلمة التي عاشها (ع) لحد الآن ... بعدها نظرت الأم إلى ابنها وبعاطفة الأم احتضنته وقالت له  ( ابني أخاف عليك من هذه السفرة ... ليش ما آخذك آني وأبوك إلى مدينة الألعاب) ،لكن (ع) لم يعطها فرصة للتفكير ... وأصر على الذهاب إلى السفرة ... وعندما عاد الأب من دوامه أبلغت الأم زوجها بما يريده ابنهما وابتسم الأب قائلا للأم   ( طالما سفرة مدرسية .. يعني ابني سوف يكون بأمان مع مدرسته ومعلميه ) ... وافق الأب على ذهاب الابن إلى السفرة المزمع قيامها ... أسبوع واحد هو الفترة الزمنية بين إعلان السفرة وساعة الصفر ... هذا الأسبوع عاشه الصغير في سعادة ... ظل يقرأ دروسه بهمة ونشاط وكأنه يكافأ أو كأنه يؤكد لأسرته أنه جدير بهذه السفرة لأنه تلميذ متفوق ... وحانت ساعة السفرة ... لم ينم الطفل (ع) في  ذلك اليوم .. وفي الصباح الباكر ... استعد لارتداء ملابسه وتناول وجبه الإفطار مع أسرته ... ودخلت والدته إلى المطبخ لتعد لابنها وجبة الغذاء وبعض الفواكه التي سوف يتناولها أثناء السفرة  ، ومن جانبه أعطى الأب لابنه مصروفا ينفقه داخل المدينة ليركب الألعاب المختلفة ... فقد كان الأب مطمئنا على ابنه ... فهو وسط أصدقائه ومعلميه . ويتغير المشهد سريعا ... (ع) يأخذ مكانه في سيارة الباص الطويلة التي سوف تقلهم إلى مدينة الألعاب ... نصائح مشرف السفرة والمعلمين المرافقين للتلاميذ لم تتوقف لحظة واحدة ... أهمها ألا يبتعد تلميذ عن بقية زملائه وان يسمعوا الكلام حرصا على حياتهم حتى يعودوا بالسلامة إلى بيوتهم ! وانطلق الباص الكبير إلى مدينة الألعاب وأمام بابها وقف التلاميذ استعدادا للدخول ... السفرة كانت طبيعية للغاية ... الأطفال يلعبون ويمرحون و(ع) معهم ... يتنقلون بين الألعاب والمراجيح ... لكن بعض المراجيح كانت عالية ومرتفعة وأحس الطلاب بانبهار ورغبة في ركوب هذه المراجيح الغريبة ! لعبة خطيرة للغاية ... شدت انتباه التلاميذ ... مرجوحة ارتفاعها حوالي 12 مترا يركبها الأطفال بواسطة سلالم حديدية ... ثم يجلسون على مراكب مطاطية تمتلئ بالهواء ... تسع لطفل أو طفلين على الأكثر ثم يقوم العامل بدفع المركب المطاطي إلى الأسفل ... لتنزل بسرعة كبيرة ... ربما تفوق سرعتها سرعة أي مرجوحة اعتيادية .هذه هي قواعدها ووافق الجميع على المغامرة . (ع) يصعد اليها ومن هنا بدأ الحظ يرسم السيناريو ... في البداية اصر العامل المسؤول على اللعبة ركوب أربعة تلاميذ في مركب واحد واعتمد الجميع على طمأنة العامل بان المرجوحة بمثابة صمام أمان للجميع ... وانطلقت المرجوحة بالأطفال إلى اعلى من 12 مترا وحان وقت الهبوط ... المفروض في هذه اللحظة الحاسمة ان تهبط المرجوحة ببطء عند المنحنيات والمنحدرات ... لكن صرخ الأطفال فجأة وتعلقت العيون بهم ... الجميع توقع الحادث ... المشهد كان في غاية الإثارة ... مر جوحة صغيرة محملة بأطفال صغار تطير بهم في اتجاه الأرض بأقصى سرعة ! قفز الناس الذين كانوا تحت المرجوحة بعد ان احسوا بالخطر ... لكن السقوط كان اسرع من الجميع ... سقط (ع) على الأرض الصلبة وفوقه سقط زملاؤه ... افتداهم هو ... هكذا وزع القدر الأدوار ... على الفور حمل احد المعلمين الطفل (ع) إلى احد المستشفيات الذي قرر فور وصوله إدخاله غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية بأقصى سرعة ! ... لكن كيف حدث هذا ؟ قال لي الطفل (ع) عندما التقيت به أنا غير مصدق إنني طريح الفراش ... لقد أجرى الأطباء لي عمليتين جراحيتين في قدمي وقالوا لي إنني لن أعود إلى طبيعتي مرة أخرى وبعد أن يفتح الجبس سأصاب بنسبة عجز طيلة حياتي ! وهنا تدخلت الأم قائلة : بعد الحادث اتصل بي احد المعلمين ... شعرت بأن شيئا ما حدث لابني ... أصابه ... حادث دهس ... زادت نبضات قلبي بشكل غير طبيعي ... شعرت معه بانه سوف يتوقف بعدها علمت بالخبر المشؤوم ... أسرعت أنا ووالده إلى المستشفى ... سالت دموعي على ابننا الغالي ... هكذا كان ضحية للإهمال الذي دمر جسده ! لقد أصيب ابني بكسور في مفصل الركبة اليمنى واليسرى وتم تركيب شريحتي بلاتين ومسامير ... ونصح الأطباء والده بعدم الحركة ومنعه من الذهاب إلى المدرسة لمدة شهرين ... إهمال وحوادث لا تنتهي في مدن الألعاب عندنا بدون رقابة من الجهات المسؤولة على الصيانة وإدارات الألعاب لا يهمها سلامة الأطفال ولكن يهمها جمع وتكديس الفلوس من هؤلاء الأطفال الأبرياء !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram