TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بركان الليوث يُفزع الشمشون

بركان الليوث يُفزع الشمشون

نشر في: 8 يوليو, 2013: 10:01 م

قد نسميه زلزالاً أو بركاناً أو انقلاباً أو ثورة عارمة لا أعرف ربما لا نوفق بوصفه تماماً بعد أن عجزنا بصراحة من وصف حال ليوث الرافدين وهم يسطرون أروع الملاحم الكروية عبر منافسات المونديال الشبابي الذي من خلاله أبهروا كل من تابع مباريات منتخب الشباب إبان تلك البطولة التي ستبقى العلامة الفارقة بتأريخ الكرة العراقية كوننا لم نصل من قبل الى ما وصل اليه اليوم ليوث الرافدين بكل جدارة وبراعة فنية اجتاحوا بها منتخبات لها اسمها وتاريخها الحافل بالإنجازات.
ليوث الرافدين سطروا ضحاياهم الواحدة تلو الأخرى لتكون الضحية الأخيرة الشمشون الكوري الذي عجزنا بالأمس من ترويضه وأصبح العقدة الملازمة لنا ردحاً من الزمن ، لكن سفينة الليوث التي يقف خلفها الربان حكيم شاكر سارت بقوة هذه المرة لتقتلع كل من يصادفها ويحاول إيقافها عند نقطة معينة لتبحر بعيداً متحدية الأمواج العاتية المتلاطمة في ذلك البحر العميق الهائج التي حاولت زعزعتها لكنها أبت إلا ان تضع بصمتها في ذلك البحر الغائر لتبرهن للجميع ان الكرة العراقية مازالت بخير وستبقى ولودة مهما حيينا ،وها هم محمد حميد وعلي عدنان وفرحان شكور وسيف سلمان و همام الهمام وعلي فائز ورباط وشوكان استطاعوا خلال فترة وجيزة أن ينسونا كبوة أسود الرافدين التي خطت لهم الطريق الصحيح ليسيروا على خطاهم ويتمكنوا من إحداث زوبعة عراقية كبيرة في الأجواء التركية.
هكذا تمكن الزلزال العراقي ان يقتلع معه كل الجذور التي كانت معششة لفترة طويلة من الزمان ليحفر هذه المرة اسمه بأحرف من ذهب في سماء المونديال بعد ان أطرب لاعبونا أسماع وأنظار ونفوس كل من تابع مباراة الأمس بعد ان أجهزوا على الشمشون الكوري ليكون الضحية الرابعة لهم على التوالي بعد ان زلزلوا الأرض تحت أقدامهم وفجروا بركانا مدوياً في قيصري التركية وصلت أصداؤه لكل دول العالم ليفزعوا الشمشون الكوري ويجعلوه باكيا و حزينا إثر تلك الهزيمة.
ها هم ليوث الرافدين كما عهدناهم من قبل أحفاد حسين سعيد وإياد محمد علي ووميض خضر وواثق أسود ويحيى علوان وعلي حسين وجمال علي وقفوا اليوم بكل صلابة متحدين كل من شكك بقدراتهم لينتفضوا بكل رشاقة ويقدموا ثلاث مرات على حساب عريس القارة الصفراء الذي كان يجتهد كثيرا ليعيد المباراة إلى نقطة البداية ،لكن الكلمة الفصل كانت لمهارة أبناء الحكيم شاكر الذين تفننوا بزرع ركلات الترجيح من علامة الجزاء لينبري قائد الأوركسترا محمد حميد ويرد احدى الركلات الكورية ويؤطر لحن الموسم بتلك السمفونية الرائعة التي أعادتنا إلى الزمن الجميل ليكون فعلاً عريس الليلة بكل جدارة ويضع العراق على مشارف المربع الذهبي الذي بات حلماً  راودنا طويلاً لم نعد حتى نفكر به بعد الإخفاقات المتتالية للكرة العراقية الأخيرة ،لكن أولئك الشباب أثبتوا لنا أن القادم سيكون أفضل بكثير مما تقدم وأن العراق سيضع اسمه بقوة في هذا المحفل المهم والحيوي بعد أن نجهز على منتخب الأورغواي لنتطلع إلى المباراة النهائية التي أعتقد، بل  أنا متيقن أن اللقب بات قريباً من عراقنا الحبيب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram