يستمرّ بيت الشعر العراقيّ بتنظيم ندوات وجلسات حواريّة، تناقش قضايا الشعر العراقيّ المعاصر وما يتعلّق بنقده وتوثيقه، وآخرها كانت الأصبوحة التي أقامها بالتعاون مع جمعية الثقافة للجميع تحت عنوان "الأنثولوجيات الشعريّة في العراق.. معايير وأهداف"، والتي ق
يستمرّ بيت الشعر العراقيّ بتنظيم ندوات وجلسات حواريّة، تناقش قضايا الشعر العراقيّ المعاصر وما يتعلّق بنقده وتوثيقه، وآخرها كانت الأصبوحة التي أقامها بالتعاون مع جمعية الثقافة للجميع تحت عنوان "الأنثولوجيات الشعريّة في العراق.. معايير وأهداف"، والتي قدّمها الشاعر د. عبدالستار جبر، وتضمنت شهادات ومداخلات لثلاثة من محرّري الأنثولوجيات.
وفي تقديمه للأصبوحة التي أقيمت على قاعة التكرلي ببغداد، ذكر جبر: "نجتمع اليوم للحديث عن تجارب التعريف بأنفسنا في مجال الشعر، كيف نُعَرِّف بشعرائنا؛ من أجيال شتّى؟، كيف نقدّمهم للآخرين؟ وسنتحدّث عن الطريقة التي نقدّمهم بها وهي طريقة المختارات الأدبيّة، أو ما يسمى بالانثولوجيا Anthology وليس كما يشاع خطأ أنطولوجيا Ontology لأنّها تعني علم الوجود وهي من اختصاص حقل الفلسفة. في حين انّ الأنثولوجيا تعني المقتطفات أو الاختيارات الأدبيّة، وهو من اختصاص حقل التاريخ الأدبيّ. تعتمد الأنثولوجيا على اختيار نماذج من نصوص الكتاب لتكون هي أفضل وسيلة للتعريف بهم. وقد حظي الشعراء العراقيون أكثر من زملائهم الأدباء من روائيين وقصاصين ومسرحيين بالتعريف بهم، وعلى أجيال متفاوتة.
وفي ورقته التي قرأها بالنيابة عنه الروائي حميد الربيعي، ذكر سهيل نجم عن كتابه "القيثارة والقربان" الذي صدر عن دار ضفاف (الشارقة-بغداد):" كان مشروع إصدار أنثولوجيا باللغة العربيّة تضمّ النصوص التي نشرنا ترجماتها إلى الإنجليزية ينضج أكثر لاسيما بعد أن تبنّى بيت الشعر العراقيّ إصدار الكتاب تحت عنوان "القيثارة والقربان" بمقدمتي وتبرع الصديق الشاعر شوقي عبد الأمير بكتابة مقدمة ثانية، وكنت دائماً حريصاً على إضافة المزيد من النصوص التي تمثّل بالفعل تجارب متقدّمة في الشعر العراقيّ الذي تبيّن لي أن بالرغم من ضخامة الأنثولوجيا "القيثارة والقربان" التي بلغت أكثر من خمسمائة صفحة، من الاستحالة بمكان أن تضمّ أية أنثولوجيا جميع الأصوات الشعريّة.
الشاعر محمد جابر الذي تحدّث بوصفه من هيئة تحرير أنثولوجيا الشعر العراقيّ المعاصر (1981-2010)(صدرت عن دار فضاءات في عمان ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربيّة 2013)، قال: "في خضم إشكالات تعصف بالمشهد وأبرزها العلاقات والاخوانيات اللتان تعصفان به، عملنا في هذا المشروع طوال أكثر من عام، إذ انّنا نسمع دائماً بمشاريع أنثولوجيات تترجم الشعر الإنجليزي إلى العربيّة، وكذلك السويدي والألماني إلى العربيّة، ففكّرنا بأن نعمل أنثولوجيا تترجم الشعر العراقيّ إلى هذه اللغات،.... ولأنّ هناك أزمة نقد في الثقافة فإنّ أزمات الأنثولوجيات التي اطلعنا عليها ونطلع من أزمة الشعر وأزمة الشعر من أزمة النقد، ولم نضع معايير غير سائغة (مثلاً هذا الشاعر نال جوائز وذاك كُتب عنه نقديّاً لنعتمد اسمه في الكتاب)، حاولنا ضمّ شعراء ممن يكتبون السريانية والكرديّة فلا يجب إغفالهم، واستمعنا الى ملاحظات وصل بعضها الى الإساءة لأشخاصنا، نتمنّى أن نعمل على عدم إغفال أسماء بعض الشعراء في الجزء الثاني من الكتاب".
في حين وقبل أن تقدّم مداخلتها، عرضت الشاعرة والمترجمة آمال إبراهيم للجمهور فيلماً وثائقيّاً يشرح الأسباب الموضوعيّة التي أعدّت بسببها أنثولوجيا خاصّة بالشاعرات تحت عنوان "عيون إنانا" والتي صدرت بتمويل من السفارة الألمانيّة في بغداد ومعهد غوته في أربيل، لتقول: كان هناك تساؤل بشأن عزوف كتّابنا عن النشر داخل العراق، قلنا كلّ جمال في الحياة إن لم تصاحبه الصنعة الصحيحة لاينجح، ولأنّ الأديب العراقيّ أكثر من ينتظر الفرص لتقديم نفسه، لذا تجده يبحث عن منح لطباعة كتاب له أو إنجاز مشروع ثقافيّ".
وأضافت: "اعتمدنا معيارين في هذه الأنثولوجيا الخاصّة بأديبات عراقيات والتي انطلقت معها "سلسلة المتنبي"، أولاً الطباعة داخل العراق وحصل ذلك في مطبعة الغدير بالبصرة، وثانياً التركيز على صنعة كتاب عراقيّ متميّز.