لم تبق سوى بوابة واحدة قبل دخول مجد المونديال الشبابي على عتبة الإرادة العراقية لكتيبة الليوث وهم يدركون أن المهمة اليوم أصبحت أصعب من جميع المباريات التي قدموا شهادة بطولتهم فيها على طبق النكهة العربية الكروية المميزة لتكون خاتمة الرحلة التأريخية مسكاً في نهائي إسطنبول.
منتخب الشباب ومدربه حكيم شاكر يسيران بخطوات مدروسة حقاً ومتأنية في الحلول عندما تستعصي في مأزق صعب كما حصل أمام كوريا الجنوبية ، لكن من غير المقبول بتاتاً تكرار الملاحظات النقدية المهمة لخط الدفاع ،نقطة الضعف المزمنة الذي لم يجد العلاج المناسب من قبل الملاك التدريبي ، وتسبب في ارتباك المنتخب واهتزازه، بل تعرضه إلى الإقصاء أحياناً لولا إنقاذ المهاجمين في الوقت القاتل وبسالة الحارس محمد حميد حاصد جوائز الأفضل بالرغم من تهوره وعدم تماسكه على خط مرماه في بعض الحالات التي كانت تنال شيئاً من كاريزما تألقه.
أن مواجهة الأورغواي أو ( التشاروا) كما يلقب نسبة إلى (إحدى القبائل الهندية التي استقرت في أمريكا الجنوبية جنوب البرازيل تحديداً وعُرف أبناؤها بالمحاربين الأشداء) ستكون محفوفة بالمخاطر لاسيما ان المنافس يمتاز بأسلوب الدفاع الشرس والهجوم المباغت في اللحظة نفسها عبر التمرير الطويل وسرقة المباراة بأنصاف الثواني ، ولم تعد هذه الطريقة خافية على المدرب حكيم شاكر الباحث عن أسلوب جديد يفاجئ به الأورغواي ليقع في قبضة شبابنا، ويرسم طلعات مغايرة عما شهده منتخبنا في الجولات السابقة فضلاً عن حرصه على إبقاء الزيادة العددية في منطقة الوسط للقيام بالواجبات المزدوجة حسب ظروف اللقاء.
إن أسماء مثل سيف سلمان وهمام طارق ومهند عبد الرحيم وحتى السد علي عدنان مطالبون بمضاعفة الجهد حيث ترنو الأبصار نحوهم باعتبارهم أعمدة المنتخب الوطني وسفراء التغيير الحيوي الذي طال أسود المنتخب في المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات مونديال البرازيل 2014 ، وحسابهم في الأخطاء غير حساب الزملاء الآخرين ، ثم ان تراجع (سيف وهمام) على وجه الخصوص يشهر بوجههما علامة استفهام كبيرة لا نعرف من المسؤول عن ذلك بعد ان ترهل أداؤهما وشح عطاؤهما وضعف دورهما في محور التنسيق مع خط الهجوم ، حتى أصبحت أخطاؤهما مكلفة..!
إذا ما أراد حكيم شاكر ان ينجح في موقعة طرابزون اليوم عليه ان يحترس في الدقائق الأخيرة التي لم تزل تهزمه شخصياً نتيجة قصور في خبرته بدلائل مباريات سابقة في هذه البطولة أو غيرها تستلزم منه ان يكون مدركاً لأهمية المحافظة على نتيجة تقدمه بأساليب عدة يتفق خلالها مع اللاعبين لا أن يتركهم يواجهون مصيرهم تحت ضغوط نفسية قاهرة وارتياب من ضياع النتيجة، فعلى شاكر ان يقاسمهم شدة القلق مثلما يشاطرهم رقصة الفرح !
وكنا نتمنى على اتحاد الكرة وفي مقدمته رئيسه ناجح حمود ان يترفع عن صغائر الأمور ويشذب هواجسه وضغائنه تجاه بعض وسائل الإعلام التي ناصبها الخصومة علانية بمنعها من الاختلاط باللاعبين والتقرب من وفد المنتخب الشبابي كأن الأخير ملك للاتحاد ولا يحق للإعلام ان يعبّر عن تلاحمه الوطني معه بعد ان أفرح العراقيين ليلة القبض على الشمشون الكوري ، ولهذا أضاف حمود إساءة جديدة للوسط الإعلامي بعدما أمعن سابقاً في إهانته عن عمد باتخاذ مجلس إدارته قرار دفع رسوم مقابلة مدرب المنتخب الوطني بتروفيتش البالغة 1500 دولار قبل استحصال موافقة إجراء اللقاء ، وكنا قد حذرنا وقتها الأسرة الإعلامية من السكوت على تصرف حمود المخجل ، لكن لا حياة لمن تنادي حتى تمادى الرجل اليوم بإصداره (الفيتو) ضد قناة البغدادية (الوطنية) سامحاً في الوقت نفسه لبقية القنوات من القيام بتغطيتها على أكمل وجه ليؤكد أنه يناقض نفسه تماماً ويتناسى واجبه كمسؤول عن كل ما يعنى باللعبة ولا علاقة لشخصنة القضية مع واجبات الإعلام تجاه مهمة الليوث في المونديال!