اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العراقيون يحتفلون بها كل عام..14 تموز ثورة شعب .. وزعيمها أفضل من حكم العراق

العراقيون يحتفلون بها كل عام..14 تموز ثورة شعب .. وزعيمها أفضل من حكم العراق

نشر في: 12 يوليو, 2013: 10:01 م

ثورة  14 تموز التي  أسست لاول جمهرية في تأريخ العراق الحديث ،كانت وليدة أزمات كثيرة كانت تسود الاوضاع  قبل الثورة ،وقد تكون تلك الأوضاع مشابهة لاوضاع البلد ابان سلطة النظام السابق ،حيث وصل الاحباط عند المواطن الى درجة القبول بالتدخل ال

ثورة  14 تموز التي  أسست لاول جمهرية في تأريخ العراق الحديث ،كانت وليدة أزمات كثيرة كانت تسود الاوضاع  قبل الثورة ،وقد تكون تلك الأوضاع مشابهة لاوضاع البلد ابان سلطة النظام السابق ،حيث وصل الاحباط عند المواطن الى درجة القبول بالتدخل الاجنبي  من اجل الخلا ص من الدكتاتور،وهكذا الحال بالنسبة للمجتمع في العهد المالكي ،فكان الفقر  والبطالة والجهل تعصف بالبلد،وغياب لأبسط الخدمات ،عدم وجود برنامج عمل حكومي من شأنه النهوض بالبلاد،تسلط الاقطاعيين على مقدرات شريحة الفلاحين المضطهدين ،تقييد الحريات من خلال القمع السياسي وغلق الصحف، فضلا عن المعاهدات التي جعلت من العراق تابعا لمواثيق ومعاهدات تآمرية في ظل قيادات سياسية عميلة ، فكانت النواة الاولى للثورة هي انتفاضة عام 1948ضد معاهدة بورتسموث ثم تلتها انتفاضة 1952  ثم انتفاضة 1956تلك الانتفاضا ت التي حدثت في بغداد وبقية المحافظات،كانت المحرك الرئيس للثورة.

الوجه الناصع للوطنية
الاحاديث والدراسات والمؤلفات التي تحدثت عن الثورة كثيرة وكبيرة واعتقد بأنها حققت مبتغاها في ماكتبت واعطت للثورة ما تستحق ومالها وما عليها  ،ولكن يبقى السؤال الكبير والمهم لماذا بقي قائدها الزعيم عبد الكريم قاسم في ذاكرة الناس دون غيره من الضباط الاحرار وهم عملوا بنفس الجهد الذي قام به الزعيم،وبعد (55) عاما تجد مجتمعا بغالبيته يردد.."من لي بمثلك يازعيم...ينقذ عراقي من الجحيم... قم وانقذ الفقراء فأنت عشيقهم ..قم ياكريم".
هكذا رسمت لوحة الوطنية التي يحملها لوحة العشق الابدية بين الزعيم والشعب،الى اليوم نشاهد الشباب الذين لم يعيشوا عهده يتغنون بأسمهويسمون منظماتهم محبة بذلك الرجل،الى اليوم صورة عبد الكريم قاسم تمثل الوجه الحقيقي للوطنية،الصورة الناصعة للنزاهة،المعروف أن لكل زمان رجال ولكل رجال زمن، الا عبد الكريم قاسم  بقي عالقا في ذاكرة العراقيين على الرغم من مرور خمسة عقود من رحيله.
شهادات عسكرية بامتياز
هو عبد الكريم قاسم بكر عثمان الزبيدي عام 1914 في بغداد محلة قنبر علي الواقعة في شارع الكفاح وبعد وفاة والدته كيفية التميمي انتقلت العائلة جميعها الى قضاء الصويرة بعد دعوات من قبل اخواله الذين يمتهنون الزراعة،دخل المدرسة الابتدائية هناك،ولعدم تمكن العائلة من التكيف في العمل بمهنة الزراعةفي قضاء الصويرة عادت العائلة الى بغداد ليكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها ،ثم التحق بالكلية العسكرية ،وتخرج منها ،بعدها أن دخل كلية الاركان وحصل على شهادة امتياز منها،اشترك في حرب فلسطين عام 1948وكان يضرب به المثل في الشجاعة اثناء تلك الحرب،بعد عودته من حرب فلسطين انتمى الى حركة الضباط الاحرار ،رشح الى دورة عسكرية في المملكة المتحدة وحصل منها على شهادة (السان تيرز) بدرجة امتياز.

الزعيم والجواهري
قامت ثورة الرابع عشر من تموز بسن العديد من القوانين والتشريعات التي صبت جميعها في خدمة الشعب والنهوض بواقع حال شريحة الفلاحين من خلال قانون الاصلاح الزراعي ،وتعرض الزعيم للعديد من محاولات الاغتيال والمؤامرات ونجا منها وكان شعاره الذي قتل بسببه هو "عفا الله عما سلف"،فكانت نهايته بعد اعدامه رميا بالرصاص في شباط عام 1963على  يد من عفا عنهم في  انقلاب شباط،.
قال عنه وعن ثورته شاعرالعرب الاكبرمحمد مهدي الجواهري:
سددْ خطاي لكي أقول فأحسنا...فلقد أتيت بما يجل عن الثنى
ماكان عندك كان قولا فاصلا...يسبي العقول فأي قول عندنا
جيش العراقولم ازل بك مؤمنا..وبأنك الأمل المرحى والمنى
جيش العراق اليك ألف تحية...تستاف كالزهرالندي وتجتنى
عبد الكريم وفي العراق خصاصة..ليد وقد كنت الكريم المحسنا
كان وطنيا يحب العراق والعراقيين
الكثير من الوثائق والشهادات والكتب التي تحدثت عن هذا الرجل تبرهن على نزاهته وعلو هامته في عشقه للبلد  وسنكتفي بشهادة سياسي واحد ونترك البقية للمواطنين وهي شهادة مهمة   لرئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني نشرت في كتاب "البارزاني والحركة التحررية الكردية" يقول فيها:
مهما يقال عن هذا الرجل فإنه كان قائداً فذاً له فضل كبير يجب أن لا ننساه نحن الكرد أبداً، لا شك أنه كان منحازاً إلى طبقة الفقراء والكادحين وكان يكن كل الحب والتقدير للشعب الكردي وكان وطنياً يحب العراق والعراقيين ،وكان التعامل معه ممكناً لو أحسن التقدير، يُتَهَمّ عبدالكريم قاسم بالإنحراف والديكتاتورية، أتساءل هل من الإنصاف تجاوز الحق والحقيقة؟.
ثورته غيّرت موازين في الشرق الاوسط
لقد قاد الرجل ثورة عملاقة غيَّرت موازين القوى في الشرق الأوسط وألهبت الجماهير التواقة للحرية والإستقلال وشكل أول وزارة في العهد الجمهوري من قادة وممثلي جبهة الإتحاد الوطني المعارضين للنظام الملكي ومارست الأحزاب نشاطاتها بكل حرية،ولكن لنكن منصفين ونسأل أيضاً من انقلب على من؟ إن بعض الأحزاب سرعان ما عملت من أجل المصالح الحزبية الضيقة على حساب الآخرين وبدلاً من أن تحافظ أحزاب الجبهة على تماسكها الذي كان كفيلاً بمنع عبدالكريم قاسم من كل إنحراف، راحت تتصارع فيما بينها وبعضها تحاول السيطرة على الحكم وتنحية عبدالكريم قاسم ناسية أولويات مهامها الوطنية الكبرى .
أفضل من حكم العراق
إني أعتبر أن الأحزاب تتحمل مسؤولية أكبر من مسؤولية عبدالكريم قاسم في ما حصل من انحراف في مسيرة ثورة 14 تموز (يوليو) لأن الأحزاب لو حافظت على تماسكها وكرست جهودها من أجل العراق، كل العراق ووحدته الوطنية الصادقة، لما كان بإمكان عبدالكريم قاسم أو غيره الإنحراف عن مبادئ الثورة.
إن عبدالكريم قاسم قد انتقل إلى العالم الآخر، ويكفيه شرفاً أن أعداءه الذين قتلوه بتلك الصفة الغادرة فشلوا في العثور على مستمسك واحد يدينه بالعمالة أو الفساد أو الخيانة، واضطروا إلى أن يشهدوا له بالنزاهة والوطنية رحمه الله. لم أكره عبدالكريم قاسم أبداً حتى عندما كان يرسل أسراب طائراته لتقصفنا، إذ كنت امتلك قناعة بأنه قدم كثيراً لنا، كشعب وكأسرة لا يتحمل لوحده مسؤولية ما آلت إليه الأمور،ولازلت اعتقد انه افضل من حكم العراق حتى الآن .

(عاش الزعيم الزوّد العانه فلس)
ولم تذهب آراء المواطنين  بعيدا عن ما قاله السيد رئيس الاقليم حيث وصفوا الرجل بحبه للفقراء ووطنيته التي لم يحد عنها  وحتى اعداؤه لم يجدوا ما يشوه تلك الصورة المضيئة عن ذلك الرجل.
الحاج محمد حسون مواطن من سكنة باب الشيخ يقول عن الثورة وزعيمها عبد الكريم قاسم"ان العراقيين قبل تلك الثورة كانوا في وضع مأساوي وكان هناك غليان بالشارع لسطوة الفقر على شرائح كبيرة في المجتمع، والامية موجودة والعزوف عن الدراسة كان عنوانا بارزا حتى لمواطني بغداد وثرواتنا بيد الاجنبي ،فجاءت تلك الثورة بقيادة الزعيم رحمه الله لتعلن ولادة مجتمع جديد،والحب لهذا الرجل بقي لصيقا في ذاكرة كل من شاهد ذلك الرجل  الذي كان يطوف مناطقنا ليلا ونهارا للتعرف على واقع المواطن واوضاعه المعيشية كما يقول حسن ،مضيفا انه لاينسى مشهد  الزعيم وهو يسير في اسواق قنبر علي ويتحدث مع امرأة جالسة في السوق وامامها  سلة من الخبز فسألها عن سعر الرغيف فقالت له (بعانه يابعد بيتي) وبعد ايام صدر قرارا بزيادة سعر العانة من 4تفاليس الى خمسة تفاليس ،وحين سمعت تلك المرأة صاحت بأهزوجتها المعروفة والتي انتشرت بالبلد(عاش الزعيم الزود العانه فلس).
كان لجميع العراقيين
الطالب منير فاضل حين سألناه هل تحب الزعيم عبد الكريم قاسم اجاب ب(نعم) والسبب ان ذلك الرجل منزه من جميع مكونات الشعب العراقي فهو للجميع  كما يقول والدي والكلام لفاضل تجده في الشارع اكثر من تواجده في مكتبه،ويذكر لي والدي انه كان يتجول يوميا في شوارع بغداد ليتابع امور المواطنين وقضاياهم الى ساعات متاخرة من الليل،لذلك تجد جميع العراقيين متفقين جميعا على محبة ذلك الرجل العظيم،ويضيف فاضل انه فرض محبته بالعمل الواقعي وليس الخطاب الاعلاني الذي يبحث عن الشهرة ،ساعد الفقراء ونقلهم من واقع الى واقع آخر بعد تأميم الاراضي الزراعية من الاقطاع،ولم ينس الفلاحين الذين هاجروا من الريف الى المدن ،فاخرجهم من بيوت الطين المنتشرة على اطراف بغداد ليبني لهم دورا سكنية داخل العاصمة ومدينة الصدر مثال كما يقول فاضل.
زعيم الفقراء
عمر سلمان موظف حكومي اكد ان رحيل الزعيم عبد الكريم قاسم مبكرا وبتلك الطريقة كان خسارة للعراق والعراقيين ومن سوء حظنا عجل الموت برحيله ،ورغم مرور اكثر من خمسة عقود على رحيله لكنه سكن في لب الذاكرة الوطنية كاول رئيس لجمهورية العراق من جهة ومن جهة اخرى ان جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم العراق  لم يتسموا ب(10%)من الروح الوطنية ومن المنجزات التي قدمها لشعبه كما يقول سلمان،مضيفا انه اول حاكم عراقي حارب الاقطاعيين في حين ان جميع الحكام في العهد الملكي كانوا يجاملون شيوخ الاقطاع ويسترضوهم على حساب الفقراء،الذين جاءهم الخير مع مجيء زعيم الفقراء عبد الكريم قاسم،وعلى الرغم من ان  حكمه استمر اقل من خمس سنوات لكنها كانت حافلة بالانجازات من اجل بناء الوطن وخدمة المواطن ،لكن اعداء الرُّقي والحضارة لايروق لهم الذين يعشقون الاوطان فقتلوه.
كارزما خاصة
يقول الحاج محمود الخالدي ان الحديث عن عبد الكريم القاسم وثورته يثير الشجون بعد ان وصلنا  الى مانحن عليه الآن من تدهور وخراب في جميع مناحي الحياة،ولو بقي الرجل في الحكم كما بقى صدام  في الفترة الزمنية التي حكم فيها لراينا اليوم عراقا آخر ،عراقا ينافس الدول الكبرى في كل شيء،لكناعداء الوطن لم يمهلوه كثيرا.
وعن السر في محبة الناس للزعيم على الرغم من انهم لم يعيشوا فترة حكمه ،بين الخالدي ان هناك عدة اسباب تبرر ذلك الحب ،اولا لكونه وطنيا حقيقيا لا يزايد حتى اعداؤه على وطنيته ،ثانيا عمل من اجل الفقراء ما لم يعمله غيره من الساسة الذين عملوا لمنافعهم فقط ،والدليل بانه مات ولايمتلك دارا سكنية ،مات ولم يجدوا في بيته غير ذكرى عطرةلزعيم وطني ،كان بسيطا ومتواضعا  في كل شيء وله كارزما خاصة لاتتكرر وهذا ما جعل محبته ازلية في ذاكرة التاريخ بحسب قول الخالدي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram