اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قتلوه قبل أن يصل إلى بيته وهو يحمل شهادة النجاح

قتلوه قبل أن يصل إلى بيته وهو يحمل شهادة النجاح

نشر في: 14 يوليو, 2013: 10:01 م

ماذا حدث في مدينة الشعب ؟! ... ومن هو القاتل الجديد في مسلسل القتل الخطأ الذي يحصد أرواح الاف الأبرياء سنويا ... والجاني يخرج بكفالة ... وتسوى القضية عشائريا! انهمك الاب في عمله كمهندس في دائرة الكهرباء لدرجة انه لم يشعر بأي شيء حوله حتى تنبه على صوت

ماذا حدث في مدينة الشعب ؟! ... ومن هو القاتل الجديد في مسلسل القتل الخطأ الذي يحصد أرواح الاف الأبرياء سنويا ... والجاني يخرج بكفالة ... وتسوى القضية عشائريا! انهمك الاب في عمله كمهندس في دائرة الكهرباء لدرجة انه لم يشعر بأي شيء حوله حتى تنبه على صوت هاتفه المحمول يتصاعد باصرار .. وما ان فتح هاتفه المحمول حتى اتاه على الطرف الاخر صوت طفله الصغير (ع) مليئا بالسعادة والحيوية وهو يبلغه بانه نجح وبتفوق وحصوله على درجات عالية في كل المواد وان ترتيبه هو الاول في صفه ! ... غمرت السعادة قلب المهندس (م) وهو يسأل طفله الصغير عن الهدية التي يديرها احتفالا بهذا النجاح الباهر ... وبهدوئه المعتاد واخلاقه العالية ترك (ع) لوالده حرية اختيار الهدية المناسبة ... عاد المهندس (م) للانهماك في عمله الى ان حان موعد انتهاء الدوام فاستقل سيارته للقيام بجولة على محال بيع اللعب والهدايا لشراء هدية لابنه تليق بنجاحه الباهر ... وفي اثناء سيره بالقرب من محال بيع الألعاب في الشعب تلقى اتصالا هاتفيا على تليفونه المحمول ... فتوقف للرد على المكالمة وأتاه صوت ابنته على الطرف الاخر وهي تبكي بحرقة قائلة : تعال يا بابا ... اخويه (ع) انسحك ... دهسته سيارة ... اصيب الاب بالذهول وسقط الموبايل من يده وشعر بصدمه هائلة وهو يردد ... ليش ... منو الي سحكه ... اخوج كان يحجي وياي قبل دقائق ... وانطلق بسيارته متوجها الى داره بالقرب من مدينة الشعب وعشرات الاسئلة تتزاحم في رأسه ... ماذا حدث ؟ وكيف وقع الحادث ؟ .. وهل اصابت (ع) قاتله ام لا ؟ عشرات الأسئلة ظلت تصارع في رأس الاب المسكين وهو في طريقه الى بيته ! مرت نصف ساعة تقريبا قبل ان يصل المهندس (م) الى منزله ... وهناك فوجئ بعدد كبير من جيرانه امام المنزل وهم في حالة يرثى لها وسألهم عن ابنه بكلمات مرتعشة وكأنه يخشى ان تصدمه اجابتهم بخبر مشؤوم ... اكد له الجيران انه نقل بسيارة اجرة الى مستشفى الكندي وهو يتلقى العلاج بعد ان صدمته سيارة مسرعة امام المنزل ... فعاد الرجل مرة اخرى الى سيارته وانطلق بها نحو مستشفى الكندي وهو لا يشعر بما حوله وانحصر كل تفكيره في فكرة واحدة هل فارق ابنه الحياة ام لا ؟ ام انه ما زال حيا يرزق ... هل اصابته خطيرة ام انها سطحية ... وظلت هذه الافكار تملأ ذهنه الى ان وصل الى مستشفى الكندي التعليمي ... وما ان دخل من ردهة الطوارئ حتى تسمرت قدماه عندما شاهد زوجته وابنته الكبرى وهما في حالة انهيار تام وبكاء مستمر وما ان شاهدته ابنته حتى القت بنفسها بين ذراعيه وهي تصرخ بهستريا (ع) مات يا بابا ! لم يحتمل الاب الصدمة ... ولم تستطع قدماه تحملانه وتهاوى على اقرب مقعد صادفه وانخرط في بكاء حاد ... فهو حتى هذه اللحظة كان يتوقع ان يكون (ع) مصابا بجروح وكسور ولكنه لم يتخيل مطلقا انه فارق الحياة ... وحاول ان يتمالك نفسه وهو يطلب من الطبيب القاء نظرة الوداع على طفله الراحل وما ان دخل الغرفة وشاهد ابنه حتى انهار والقى بنفسه فوق جثته وهو يبكي بحرقة وافزعه ما شاهده حيث كانت جمجمة الطفل محطمة تماما وذراعه تكاد تكون مفصوله عن جسده اضافة الى جروح وكدمات متفرقة وتحولت الاحزان التي تملأ صدر المهندس (م) الى غضب عارم وهو يتساءل عن الشخص الذي فعل هذا بابنه وعلم ان صاحب السيارة الخصوصي الذي سحق جسد ابنه موجود في مركز الشعب بعد ان القت الشرطة القبض عليه ! وانشغل الرجل في اجراءات تغسيل وتكفين طفله واستخراج شهادة الوفاة وتلقي العزاء ثلاثة ايام في الفاتحة التي اقامها على روح ابنه ... وما ان افاق من نفسه في اليوم الرابع كان اول ما اهتم بالسؤال عنه هو قرار قاضي التحقيق نحو سائق السيارة الذي قتل ابنه ... وكانت صدمته قوية عندما علم بان القاضي اخلى سبيله بكفالة مالية ... وظل يصرخ داخل المركز ... كيف يقتل ابني ويتم اخلاء سبيله بكفالة ليقضي يومه في منزله وبين أخوته وكأنه لم يفعل شيئا ... وابني نائم في القبر بين الموتى ! ونحن نقول ايضا ان عقوبات القتل الخطأ في القانون العراقي غير رادعة لبعض السواق الطائشين الذين يرتكبون حوادث سير بحق الناس الابرياء ولكن فوضى فصل العشائر التي تخيم وتدفع المبلغ نيابة عنهم ويبقى السائق حرا طليقا لا يهتم بحياة الآخرين ما دام هناك عشيرة تحميه والقانون العراقي لحد الآن ضعيف للحد من هذه الحوادث المؤسفة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram