-- يا بو زليطة ، يا بو زليطة ،،، يابو زليطة ..
-- ها.. هاه .. هيه ، هيه
-- هدموا لك حيطك !
-- بسيطة !
_ خربوا لك بيتك !
_ بسيطة
_نهبوا ، سرقوا ، شالوا حطوا،، باعوا ، إبتاعوا !
_ بسيطة
_شو هالقصة يا بو زليطة ، شو ما قلنالك ، بسيطة ؟
_هيه هيه : كبرت صغرت ، نزلت صعدت ، خربت عمرت ، حادت عن ظهري : بسيطة
هذه الأغنية الدالة ، والتي تبدو في غاية السذاجة ، نجد تطبيقاتها حرفيا فيما يجري بين ظهرانينا اليوم .فما دامت الأحداث المرعبة ، الدامية ، المهددة لمستقبل وطن وشعب ،، بمنأى عن ظهر ورأس أبو زليطة وعائلته وحواريه ، فكل ما عدا ذلك من نوازل : بسيطة
معروف إن المواثيق والقوانين والأعراف الدولية ، تتعطل او تتجمد ، لو صادفت هوى او منافع للدول الكبرى ، وضعفا او تهاونا في موقف الدول المشتركة الحدود ، وجديتها في إنتزاع الحق .
سيما تلك الدول المتشاطئة ،، دول منابع المياه ومصباتها .
قدر العراق المنكود ، ان يصير دائما لقمة سائغة في متناول دول الجوار ، كلما تغضنت العلاقات او ساءت
او تعكر مزاج هذا الحاكم او ذاك .
أليس خبرا فاجعا ان نقرأ في الأنباء المتواترة ، أن وكالة المخابرات الأميريكية حذرت الدول المعنية ( العراق في المقدمة ) إن مناطق كاملة مرشحة لحروب طويلة الأمد بسبب شحة المياه ! وإن إحتمال جفاف أنهر تاريخية راسخة في القدم مرشحة للغور او الجفاف تماما ، ومن بينها دجلة والفرات ؟ إحتمال وارد .
دول المنبع – غالبا – ما تتعسف بإستعمال الحق ، وحجب المياه ، حيث تغيب الهيمنة الدولية وتضعف شوكة دولة المصب . توظيف المياه في السياسة قائم على قدم وساق ، إيران – مثلا – تقطع جريان الماء من أراضيها لأنهر العراق ، متى تشاء ، ولا رادع . تركيا تفعل الفعل ذاته كلما حدث شرخ في العلاقات ، وما سد الحسكة في سوريا وجفاف نهر الفرات – وقتئذ—ببعيد عن الذاكرة .
لو ظلت السلطة مشغولة بالسفاسف ، وتأجيج بؤر الصراع كلما همدت ، وتحجيم التعليم ، ، والإستخفاف وتهجير أصحاب الكفاءآت ، والنهب المبرمج ، المعلن والمستور لثروات البلد ، فلنقرأ على العراق سورة الفاتحة ... حجم الكارثة التي تتهدد النهرين ، بالغور او الجفاف ، لا تشبهها كارثة صراع على فرسخ من الأرض ، الماء جوهر الحياة ، وستتوقف الحياة لو ظل موقف السلطة على ما هو عليه من التشرذم والتهاون والتراخي ، ولسان حالها يتغنى بالموال البليغ الدلالة على لسان أبو زليطة .
الموت عطشا ..
[post-views]
نشر في: 14 يوليو, 2013: 10:01 م