بدعة جديدة خرج بها رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود عبر تبنيه منتخب الشباب الحاصل على المركز الرابع في نهائيات مونديال الشباب تحت 20 عاماً التي اختتمت في اسطنبول السبت الماضي وتأكيده على أن الشباب من حصته وهو المسؤول عن كل ما تحقق له في البطولة وبالتالي هو حر في التصرف بمستقبله وما تنتظره من واجبات دولية مقبلة!!
ويعرف كل متابع حصيف لشؤون اتحاد الكرة ان رئيسه لا يتورع عن اخفاء رأسه بعد كل إخفاقة وصدمة وخيبة تلحق بالكرة العراقية مراهناً على تفادي الانتقادات العاصفة حتى تمر بسلام ثم ينتهز فرصة تبرع أحد الاعلاميين كالمعتاد ممن لم يصل برنامجه الى طريق المونديال ليفضفض ما يرد في خاطره ويدافع بقوة عن فشله وأسباب المنحنيات النازلة باستمرار في خططه التي تتعلق باعداد ونتائج المنتخب الوطني " الهدف الأول" الذي وضعه في برنامج دعايته الانتخابية لانتشاله من واقعه المرّ كما وعد بعد فوزه في الانتخابات!
يكفي للدلالة على سرقة حمود الكيان المعنوي لمنتخب الشباب وتجيير انجازه لنفسه بأنانية غريبة لم نألفها عنه من قبل ان يكتب أيّ منا على برنامج البحث غوغل : (مدرب الشباب حكيم شاكر يطالب اتحاد الكرة ... ألخ ) العبارة التي تكشف المماطلة في علاقة الاتحاد الذي يديره ناجح حمود مع الملاك التدريبي للمنتخب وتهديد شاكر أكثر من مرة بقرب تخليه عن مهمته لنفاد صبره على تجاهل الاتحاد مستلزمات تحضير الشباب للمونديال بعد ان يأس الرجل من الوعود الفارغة التي كان يطلقها الرئيس وعدد من اعضاء الاتحاد كـ"هواء في شبك " ، حتى أن شاكراً كان يذكـّر الاتحاد في غير مرة أنه اضطر لبيع سيارته الشخصية من أجل تأمين مشاركة المنتخب في تصفيات المجموعة بالسعودية بعد عجز الاتحاد عن توفير متطلبات المشاركة .. وغيرها من التصريحات والمواقف التي وصلت حدّ شعور الجميع ان هناك من يتعمّد افشال مهمة المدرب لتصفية حسابات دفاتر قديمة!
اما أن تأتي نتائج الشباب المفرحة مثل هول المعجزة التي لم يتحمل حمود اصداءها الاعلامية والنفسية جعلته يتعامل مع الحدث بأنه أمر خارق ومكافأة ثمينة لجهوده معه – حصرياً - فذلك وهم مفضوح لا يمكن تصديقه استناداً للمؤشرات السابقة التي أكدت عدم اكتراث رئيس الاتحاد بمشوار اعداد الشباب الذي تكلـّف مشاركته ميزانية كبيرة من مال الاتحاد لا تتناسب مع خروجه المبكر كما توقع.
ان منتخب الشباب منتخب الشعب والوطن والتاريخ ، لا يجوز لأي فرد من الشعب ان يجير انجازه العالمي لنفسه مهما كان عنوانه وحجم الجهد الذي اسهم في دفع اللاعبين لتحقيق النتائج المتميزة في البطولة ، وبالمقابل وتماشياً مع فروسية حمود في ( البلاغة عند الأزمات ) التي نحييه عليها طوال عمله في خدمة الكرة العراقية كنا نتمنى ان يخرج ليقول للشعب : (انا اتحمل انتكاسة الأسود في تصفيات المونديال 2014 ) وما رافقها من صفقة (الاحتيال) مع المدرب زيكو الذي هرب بأموالنا من دون ان يكمل مدة عمله القانونية المنصوص عليها في وثيقة التعاقد التي تنتهي في 1 آب المقبل ، لم يخبرنا حمود لماذا تعاقدنا أصلاً مع زيكو ، ومَن منعه مِن تحريك ملف قضائيّ ضده لانتزاع حقنا اذا كنا فعلاً قد دفعنا حقوقه وفق المدة المتفق عليها بين الطرفين بلا تأخير؟!
دعوة صريحة الى رئيس الاتحاد لمراجعة جميع المواقف المخجلة التي واجه بها الإعلام والاستفادة من الومضات المهنية التي يعي تأثيرها ولا يسير وراء سراب اضواء البعض التي تقوده الى السقوط في اخطاء لا يرحمه التاريخ عليها ، ويخفف الضغوط عنه ويشرح صدره للجميع من دون استثناء لانه المسؤول الأول عن كل ما يواجه اللعبة من فخاخ محلية وخارجية نتيجة قصر النظرة وتبني ردة فعل سلبية لمن يريد الاصلاح في منظومة الكرة العراقية مثلما نتمنى عليه ان يوظف روحية القائد في المجموعة ، فنجاح العمل الاداري يتوقف على تكامل حلقات الواجبات بشكل مرتبط بالتعاون والإيثار لا التفرّد والتمسك بقرار الـ(أنا) مهما كانت خبرة المسؤول أكثر وأعمق وأشمل بين اقرانه ، وليكن انجاز الشباب نافذة لطرد سموم الأجواء المحيطة بعمل الاتحاد ، وعهداً جديداً لعلاقة مثالية مع الإعلام بجميع وسائله .. قبل فوات الأوان!
حمود وراء السراب!
[post-views]
نشر في: 16 يوليو, 2013: 10:01 م