هل تلقيت خبراً على هيئة سنبلة محفوفة بباقة ورد؟
هل أصغيت لبوح محارة مكتنزة؟ هل واجهتك همهمة على شكل رصاصة طائشة لتغرق في نجيع دم؟
هي الأخبار, تهدهد مخاوفنا وتمنحنا بعض طمأنينة, وهي الأخبار, تكورنا وتدحرجنا, لتلقي بنا من حالق. من ركام الأخبار الفاجعة، أستل بشرى, يضوع منها شميم أمل. خمس نساء, ذوات خبرة ودراية, معززات بشهادات علمية عليا, يعهد إليهن – لو صحت الآنباء – بمهمات شاقة, في ظرف عصيب, وأنواء متقلبة, وتركة ثقيلة ينوء تحت حملها أقوى الرجال.
خمس سيدات مصريات, رشحن لتولي وزارات حيوية, هي العصب الشوكي لآية سلطة جادة, البحث, الثقافة والإعلام, البيئة, التعليم. وزارات ترقى على ما يطلقون عليها الوزارات السيادية, كالدفاع والداخلية والخارجية والطاقة, قلة قليلة من بين ملايين الحشود من النساء، من صنعن التاريخ، واستخلصن السكر من شوك الحنظل, ورفضن الجلوس مستسلمات, ودافعن عن حقهن المشروع في اتخاذ القرارات المصيرية, بمعزل عن المشاركة وتبادل الرأي.
أرنو لنساء -في العراق- وفي كل أقطار المعمورة, بقامة أنديرا غاندي – أم الهند – التي كانت قطبا وفنارا منيرا في حركة عدم الانحياز, فخبا مصباح الحركة أثر اغتيالها بأسابيع, أتطلع لنسوة بحجم انجيلا ميركل, الآلمانية, التي فاجأ فوزها بولاية ثالثة, المراقبين في الشرق والغرب, وأتعشم, أن تبدع النساء المصريات الخمس في تحقيق ما عجز عن تحقيقه الرجال على مدى الربع قرن الفائت.
بحدسي الذي أرجو ألا يخيب, أراهن عليهن , لا رهان مقامر, ولا ضرب بودع, ولا بقراءة فنجان, بل بتمام وعي, وقراءة السير الذاتية , فهذه درية شرف الدين -مرشحة لتولي وزارة الإعلام, أول أمرأة يعهد إليها بهذا المنصب بتاريخ مصر, رئيسة دار الآوبرا, ماجستير ودكتوراه, تعاهد ان تكون خادمة لجميع المصريين, داليا السعدني مرشحة لوزارة البحث العلمي, خريجة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية, أكملت دراستها العالية في أيطاليا, حائزة على اكثر من جائزة عالمية في مجال التخصص, ليلى راشد, مرشحة لتولي وزارة البيئة, درست لاقتصاد بجامعة القاهرة ونالت شهادتها العالية من جامعة بيركلي بكاليفورنيا وجامعة كولومبيا بنيويورك, ذائع صيتها دوليا بسبب اعمالها التطوعية في مجال البيئة , نقرأ عن المرشحة منى الرباط التي ستتبوأ عرش وزارة الصحة والسكان , بعدما شغلت رئاسة الصحة العامة بكلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة.
وبعد.. لنمد أذرعنا على سعتها، لوزراء ووزيرات الخبرة والعلم والمعرفة فلا يمكن المصافحة بكف مقبوضة, لعلنا نستلهم من الدروس المستنبطة , الكثير من المواعظ والعبر.
هن اللواتي
[post-views]
نشر في: 17 يوليو, 2013: 10:01 م