الواقع الراهن ، يفرض على العراقي هذه الايام ان يختار كنية "ابو خيبة " لانها تعبر بشكل حقيقي وبصورة ثلاثية الابعاد عن حجم معاناته ، واحباط تطلعاته ، في اقل تقدير بالتحرر من استعمار الايجار، بعدما طرد "الاجنبي المحتل " وجعله يجر اذيال وردن الخيبة ، بمنجز كبير لم يتحقق منذ عصر جدنا كلكامش صاحب الخيبة الاولى في التاريخ ، عندما سرقت منه الافعى عشبة الخلود ، وعلى الرغم من مرور اكثر من عامين على رحيل القوات الاميركية ، يشعر العراقي "ابو خيبة " وخصوصا في هذه الايام عندما يتناول زنود الست بان النخب السياسية الحالية اصبحت مثل زقورة اور المهددة حاليا بالانهيار ، تنتظر عودة كلكامش للحصول على الحياة الابدية ، او على نص كيلو زنود الست بالدهن الحر ، واحذروا التقليد.
الكثير من العراقيين ممن خاضوا غمار العمل السياسي قبل عشرات السنين ، اختاروا من الكنى ما يلائم توجهاتهم العقائدية ، فهذا ابو عروبة ويعرب ووحدة ورسالة وعقيدة ، واخر ابو نضال وكفاح ، وانتصار وجلاء وفهد وزعيم وروزا ، وديمتري ، واحدهم اختار لابنه البكر اسم حزبه ، واصبحت كنيته "ابو بعث" وهو لم يكن قياديا ، لكنه عبر عن ايمانه بفكر الحزب بطريقته الخاصة ، وهذا الرجل انتهى به المطاف في احدى العواصم العربية ، لا يستطيع العودة الى بلده ، خشية ان ينفذ بحقه رجال الحدود اجراءات المساءلة والعدالة ، وقد يصدر بحقه قرار يجبره على العودة الى حيث أتى ، لان "العراق الجديد" ليس فيه متسع لاستقبال" بعث" وابيه وبقية الاسرة وحينذاك يصاب الاب بخيبة قد يدفع حياته ثمنا لها نتيجة تعرضة لانتكاسة صحية تفوق انتكاسة بلده على مستوى تراجع الخدمات، وتدهور الاوضاع الأمنية ، وانتشار ظاهرة الفساد المالي والاداري ، وتصريحات النواب والمسؤولين برسم المستقبل الوردي للعراقيين عندما يتخلى الشركاء عن اثارة الازمات، ويعلنون التمسك بالدستور بخصوص تجديد ولايات الرئاسات ، لكي يتوفر لصاحب القرار السقف الزمني المناسب لتنفيذ برنامجه ، وازالة اثار الخيبات الست من حياة العراقيين .
مع تناول زنود الست لا بد من ذكر الخيبات وهي اولا تعطيل تشريع القوانين المتعلقة بتحسين المستوى المعيشي للعراقيين ، ثانيا فشل حل ازمة السكن ، ثالثا الضحك على العراقيين بالغاء العمل بنظام القطع المبرمج للتيار الكهربائي ، رابعا تحسين مفردات البطاقة التموينية ، وخامسا تجاوز الازمة السياسية ، وسادسا الغاء السيطرات وفتح الشوارع العامة ، وابو خيبة لايرى ضوءا في نهاية النفق يمكن ان يجدد امله ان يمتلك اعضاء مجلس النواب حماسة زميلهم محمود الحسن وحرصه على تمرير التشريعات المعطلة .
احباط "ابو خيبة" تجاوز الحدود ، لكنه فضل الاستسلام والاذعان منتظرا تحقيق امنيته في الحصول على 50 مترا مربعا لبناء دار سكن بعد ان رشح من احد الاحزاب المتنفذه ضمن قائمة طويلة تضم الاشخاص الجديرين بالرعاية ، المصرين على تناول زنود الست خيبات.
"زنود الست" خيبات
[post-views]
نشر في: 17 يوليو, 2013: 10:01 م