أشد انواع الكذب عند الاسلاميين خطورة، هو ذلك النوع الذي يهدف الى غسل أدمغة الناس. وغسل الدماغ لا يعني استعمال الليفة والصابون لغسله، كما قد يتصور البعض، بل بارهاب الناس وتخويفهم أو عن طريق استغبائهم. والحمد لله فحكومتنا اليوم بقيادة الحزب الحاكم تمارس الطريقتين بتقنية عالية. فالخوف مزروع في كل مكان عن طريق فتح الباب للإرهابي "يجول جول ابنطرونه"، مع اختفاء الحاكم وبطانته وعياله في الخضراء حيث الجحر المزود بافضل وسائل الامن والخدمات من الكيمر المستورد والحليب المبستر الى حبوب الفياجرا التي توزع في بطاقات تموينية بكميات على قدر "المشقّة".
أما عن الكذب، وان كنت قد تحدثت عنه عند الإسلاميين الذي فقدوا سلطتهم بمصر بالضربة الشعبية القاضية في عمود سابق، فان العراق دائما وكما تعلمون يسير وفق قاعدة "زاد اعله الملالي ملا حنتوش". يكفي ان حزب الدعوة نجح في غسل ادمغة الشعب بكذبة كبرى صدقها حتى الكثير من النخب الواعية وليس بسطاء الناس وحسب، وهي كذبة تسمية نفسه " ائتلاف دولة القانون". يرفعون هذا الاسم ونسمعه يتردد في الاعلام والبرلمان والشوارع والجوامع والحسينيات، والبلد بلا دولة ولا قانون من الأساس. ولكي يمعنوا أكثر في غسل ادمغة الناس والضحك عليهم، عينك عينك، يلقبون رئيس الحكومة بلقب "دولة" ونحن لم نصل بعد حتى الى ما يسمى بـ "مرحلة ما قبل الدولة".
لم يعد خافيا على أحد تلك اللافتات التي علقت في منطقة الكرادة الشرقية ببغداد معلنة اغلاق المقاهي الشعبية. لا اعلق غير ان اقول تخيلوا منطقة كتب على بابها "أغلقت من قبل عشائر وشباب الكرادة بعد أن أصبحت المسألة شعبية قانونية". فما الذي تتوقعونه عندما تدخلون تلك المنطقة؟ دولة، أم مدينة، أم غابة؟
إن كان فيكم من قرأ او سمع ان هناك عشائر بنت دولة فليخبرني؟ ومن لم يسمع بكم بدول فلشتها العشائر والقبائل ليخبرني ايضا كي أحيله فورا الى "مقدمة" ابن خلدون لعله ينتبه.
وانا اكتب آخر السطور هذه وقعت عيني على تقرير اخباري تلفزيوني يظهر سياسيين عراقيين منهمكين وقد ارتدوا القوط والاربطة الانيقة ورائحة الغطرسة تفوح من خلفياتهم. أغلب اللقطات يتقدمهم "دولة" رئيس "دولة القانون" المغرم بلقاء رؤساء العشائر وتكريمهم بالمسدسات وما تمن عليهم به يده من الدولارات ليكونوا له ذخرا وذخيرة عند الحاجة.
وما قصرتوا يا دعاة الغابة وأبطالها.
ويقولون إنها ليست قندهار!
[post-views]
نشر في: 19 يوليو, 2013: 10:01 م