TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ويقولون إنها ليست قندهار!

ويقولون إنها ليست قندهار!

نشر في: 19 يوليو, 2013: 10:01 م

أشد انواع الكذب عند الاسلاميين خطورة، هو ذلك النوع الذي يهدف الى غسل أدمغة الناس. وغسل الدماغ لا يعني استعمال الليفة والصابون لغسله، كما قد يتصور البعض، بل بارهاب الناس وتخويفهم أو عن طريق استغبائهم. والحمد لله فحكومتنا اليوم بقيادة الحزب الحاكم تمارس الطريقتين بتقنية عالية. فالخوف مزروع في كل مكان عن طريق فتح الباب للإرهابي "يجول جول ابنطرونه"، مع اختفاء الحاكم وبطانته وعياله في الخضراء حيث الجحر المزود بافضل وسائل الامن والخدمات من الكيمر المستورد والحليب المبستر الى حبوب الفياجرا التي توزع في بطاقات تموينية بكميات على قدر "المشقّة".
أما عن الكذب، وان كنت قد تحدثت عنه عند الإسلاميين الذي فقدوا سلطتهم بمصر بالضربة الشعبية القاضية في عمود سابق، فان العراق دائما وكما تعلمون يسير وفق قاعدة "زاد اعله الملالي ملا حنتوش". يكفي ان حزب الدعوة نجح في غسل ادمغة الشعب بكذبة كبرى صدقها حتى الكثير من النخب الواعية وليس بسطاء الناس وحسب، وهي كذبة تسمية نفسه  " ائتلاف دولة القانون". يرفعون هذا الاسم ونسمعه يتردد في الاعلام والبرلمان والشوارع والجوامع والحسينيات، والبلد بلا دولة ولا قانون من الأساس. ولكي يمعنوا أكثر في غسل ادمغة الناس والضحك عليهم، عينك عينك، يلقبون رئيس الحكومة بلقب "دولة" ونحن لم نصل بعد حتى الى ما يسمى بـ "مرحلة ما قبل الدولة".
لم يعد خافيا على أحد تلك اللافتات التي علقت في منطقة الكرادة الشرقية ببغداد معلنة اغلاق المقاهي الشعبية. لا اعلق غير ان اقول تخيلوا منطقة كتب على بابها "أغلقت من قبل عشائر وشباب الكرادة بعد أن أصبحت المسألة شعبية قانونية". فما الذي تتوقعونه عندما تدخلون تلك المنطقة؟ دولة، أم مدينة، أم غابة؟
إن كان فيكم من قرأ او سمع ان هناك عشائر بنت دولة فليخبرني؟ ومن لم يسمع بكم بدول فلشتها العشائر والقبائل ليخبرني ايضا كي أحيله فورا الى "مقدمة" ابن خلدون لعله ينتبه.
وانا اكتب آخر السطور هذه وقعت عيني على تقرير اخباري تلفزيوني يظهر سياسيين عراقيين منهمكين وقد ارتدوا القوط والاربطة الانيقة ورائحة الغطرسة تفوح من خلفياتهم. أغلب اللقطات يتقدمهم "دولة" رئيس "دولة القانون" المغرم بلقاء رؤساء العشائر وتكريمهم بالمسدسات وما تمن عليهم به يده من الدولارات ليكونوا له ذخرا وذخيرة عند الحاجة.
وما قصرتوا يا دعاة الغابة وأبطالها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram