يجتمع شمل أسرة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ممثلة بإعضاء مكتبه التنفيذي الجديد غداً الاثنين في العاصمة البحرينية المنامة لاول مرة في دولة عربية بعد مبادرة رئيس الاتحاد البحريني سلمان بن إبراهيم توحيد قارة آسيا تنفيذاً لمشروعه الانتخابي الذي حسم به انتخابات كوالالمبور في 2 أيار الماضي ليبدأ فصلاً جديداً من العمل الجاد لتطوير الكرة الآسيوية التي عانت مشاكل عدة انعكست على واقعها في المحيط العالمي.
وفي الوقت الذي تترقب الاتحادات القارية جدول اعمال المكتب التنفيذي من مقترحات وتشخصيات مستلة من دورات سابقة لم تنجح المكاتب السابقة في ايجاد الحلول المشتركة مع الدول المعنية بالمعضلة بسبب التقاطعات والتنافرات التي عملت على تهميش أكثر من مشروع نهضوي لقواعد اللعبة في دول ما زالت بحاجة الى يد العون للحاق بمن سبقها في تجارب الاحتراف وتحسين البنى التحتية وتأهيل الحكام وزيادة دعم مشروع الرؤيا الآسيوية وتنظيم البطولات وغيرها من الفقرات ذات العلاقة بدفع كرة آسيا للتطلع نحو الافضل بدلاً من الدوران في محلها ، في هذا الوقت ينبري ملف العراق الخاص برفع الحظر عنه ضمن اولويات المكتب التنفيذي كما يفترض بعد ان وعد سلمان بن ابراهيم قبل وبعد فوزه في الدورة الانتخابية التكميلية حتى 2015 بالمساهمة في تعجيل رفع الحظر كلياً ومنح رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود ( كلمة شرف ) للعمل على هذا الاتجاه باعتبار ان العراق الدولة الوحيدة في منظومة الكرة العالمية تعامل معها الاتحاد الدولي لكرة القدم بمكيالين عبر سلسلة من القرارات المؤذية في تجميد اللعبة رسمياً وودياً بالنسبة للمنتخبات الوطنية التي كانت تؤدي التزاماتها على اراضٍ عربية بديلة في العقود الثلاثة الماضية وكأن لائحة الحظر فصّلت على القضية العراقية حصراً بشكل سافر و.. ظالم.
ولن يتوقف الأمر على مدى الحراك المرتقب لإبن سلمان في اعداد مشروع واضح لرفع الحظر الكلي عن الملاعب العراقية وشروط الضمان المطلوبة من حكومة العراق أزاء التزاماته الدولية اسوة بـ 208 اتحادات في العالم يمارسون انشطتهم تحت لوائح فيفا ، والمشروع بحاجة الى جهد استثنائي من رئيس الاتحاد ناجح حمود لتقديم الأدلة والمستندات واشرطة الفيديو التي تدعم سعي بن سلمان في بلورة خطاب شفاف الى الاتحاد الدولي للعبة مستنداً الى الحجة والمنطق وهما ينصفان العراق الذي يتمتع في اغلب ظروفه بأجواء سلمية آمنة افضل بكثير من دول في شرق الكرة الارضية وغربها تشهد ملاعبها سيناريوهات التعصب المقيت فوق المدرجات والشغب المدمّر لحياة الرياضة وتهديدات حقيقية لحكام ومسؤولي اندية ولاعبين لا يلتفت اليها رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر ، بل نشك حتى في اطلاعه على حيثياتها ولا يهتم بأمرها لأنه مؤتمر أصلاً بأجندات خاصة تحرّك قراراته نحو هذه الدولة أو تلك حصراً مثلما نسمع ونقرأ ونشاهد بين الفينة والاخرى تصريحات متناقضة عن موقفه من تنظيم قطر مونديال 2022 ومزاجه المتقلب من توقيتات اقامتها للضغط على مسؤولي البطولة لغاية في نفس الرجل العجوز ، في حين التزم الصمت طويلاً حيال مونديال جنوب افريقيا 2010 بالرغم من انه كان ينام ويصحى على انباء تلفاز جوهانسبيرغ الذي يعرض يومياً مشاهد من محاصرة حملة الآلات الجارحة لطعن الجماهير المرافقة لمنتخبات بلدانهم والمتجولين ليلاً .. وسرقت نقودهم وترهيبهم !!
إن الوضع الامني في الملاعب العراقية يمكن عدّه افضل صورة من مرآة وقائع دوري النخبة الساخن في بلد يتنفس اللعبة ويسعى لحمايتها من أية قرار دولي مغرض يتربص بها بدليل ان ملاعب بغداد والمدن العراقية الأخرى لم تشهد اعمال شغب وصِدامات مسلحة واطلاق عيارات نارية منذ عام 2003 حتى الآن برغم هول الاحتقان الطائفي والصراع السياسي والتدخل الخارجي المقيت للعبث بأمن الشعب باستثناء حالات متفرقة ضئيلة شهدتها مباريات الجوية والميناء عام 2005 والشرطة والنجف عام 2011 وكربلاء والجوية في حزيران الماضي لا تقارن بما حدث في ملاعب المكسيك ومصر وغانا ولبنان وليبيا من تهور جماهيري وصل حد القتل ولم يحرك فيفا نفسه أو يمس طرفاً من اتحاداتها الأهلية !
لذلك نأمل من رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان بن ابراهيم ان يكون وفياً لكلمته ولا يتراجع عنها مهما كانت الاسباب والضغوطات من حوله ، فالصوت العراقي الذي مهره ناجح حمود في صندوق الانتخابات انطلق من دوافع وثقة الاخير بما يمكن ان يقدمه المرشح البحريني للعرب فعلاً لا قولاً.