نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ، عضو اللجنة الخماسية المكلفة بتلبية مطالب المتظاهرين ، رئيس جبهة الحوار الوطني، القيادي في القائمة العراقية ، قبل تعرضها للانقسام والانشطار والانشقاق ، المطلك بكل هذه المواقع والأوصاف ، لم يستطع حتى الآن ان يقنع اطراف الخماسية على تمرير قانون العفو العام ، واكتفى بدعوة اطلقها الاسبوع الماضي موجهة الى مجلس النواب لتمرير قانون العفو العام ومشاريع أخرى تحقق مطالب المتظاهرين في عدد من المحافظات، مؤكدا أن الشعب يترقب إقرارها بفارغ الصبر .
المطلك هذه الأيام يصيح ويستريح من اجل العفو العام ، ودعا الفرقاء السياسيين والكتل البرلمانية إلى اغتنام فرصة حلول شهر رمضان المبارك والعمل بجد على تغليب المصالح الوطنية العليا وتمرير القوانين التي تصب في مصلحة أبناء الشعب العراقي"، مؤكدا أن "الشعب ينتظر بترقب ولهفة بشارة إقرار قانون العفو العام والقوانين الأخرى التي تخفف عن كاهل الأسر العراقية وتحقق مطالب المتظاهرين في عدد من المحافظات".
من تتوفر له فرصة زيارة سجن أبي غريب ، مع ذوي المعتقلين في أيام المواجهة ، سيصرخ مع المطلك ويناشد أصحاب القرار من المسؤولين والقادة السياسيين بلورة اتفاق عاجل، لتمرير العفو العام ، لمردوداته الاجتماعية والنفسية ، وكذلك الاقتصادية ، وسبق أن أعلنت وزارة العدل ان السجين الواحد يكلفها مبلغ 10 دولارات في اليوم الواحد ، وعندما تضرب الرقم بعدد المعتقلين ، سيتبين حجم المبلغ الكبير .
العفو العام يعد من ابرز القوانين الخلافية ، نظرا لإصرار الكتل النيابية على مواقفها تجاه المشروع . فرئيس كتلة ائتلاف دولة القانون خالد العطية ـ اعلن رفضه عودة تجربة الحواسم بإطلاق سراح السجناء ، والنائب محمود الحسن ، شدد ، واكد، وندد، وجدد رفض كتلته الموافقة على إقرار القانون دفاعاً عن مصالح الشعب العراقي.
المصرون على مواقفهم تجاه قانون العفو لهم حساباتهم في تمريره فهم لايريدون ان يمنحوا الخصوم والمنافسين قاعدة تأييد شعبية في الانتخابات التشريعية المقبلة ، وفيما المطلك "يصيح ويستريح " يبقى شبح "الحواسم" في ظل وجود قرابة مليون عنصر أمني مزودين بأجهزة الكشف عن المتفجرات ، هاجس الخائفين من إصدار العفو ، والقضية يمكن حلها باتفاق بين الكتل النيابية ، ليشمل فئات محددة من المعتقلين لغرض تبديد مخاوف العطية ، وغيره من النواب من ظاهرة الحواسم ، وسرقة ممتلكات الدولة من "المشاغبين وأرباب السوابق " وليس من المسؤولين المفسدين .
من الضروري جدا ان ينظم مجلس النواب زيارة لرؤساء الكتل النيابية لسجن أبي غريب أثناء أيام المواجهة ليتعرف "الرؤساء " حفظهم الله على حالات لم ترد حتى في الأفلام الهندية ولا في أغاني الراحل سلمان المنكوب ، زيارة واحدة يابرلمان الشعب تكفي للتعرف على معاناة كبيرة بحجم الوطن المنكوب بالخلاف السياسي الدائم ، أما أنت ياصالح المطلك فستبقى تصيح وتستريح سواء لتحقيق مكاسب حزبية أو شخصية ، إلى يوم لاتنفع الخماسية في إصلاح العملية السياسية .
المطلك.. يصيح ويستريح
[post-views]
نشر في: 20 يوليو, 2013: 10:01 م