تبذل كل من طهران وبغداد جهوداً استثنائية لتوطيد العلاقات الاقتصادية بينهما ورفع الميزان التجاري الذي تجاوز 13 مليار دولار من خلال اتفاقيات عدة أهمها تجهيز المحطات الكهربائية في العراق بـ25 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي الإيراني يومياً ولمدة أربع سن
تبذل كل من طهران وبغداد جهوداً استثنائية لتوطيد العلاقات الاقتصادية بينهما ورفع الميزان التجاري الذي تجاوز 13 مليار دولار من خلال اتفاقيات عدة أهمها تجهيز المحطات الكهربائية في العراق بـ25 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي الإيراني يومياً ولمدة أربع سنوات ، ومن المؤمل إن توفق الحكومة الإيرانية على إلغاء تأشيرة الدخول للعراقيين في وقت يشهد التومان الإيراني تراجعاً ملموساً في البورصة العالمية ، حيث دفع هذا التراجع في العملة ولوج السياح العراقيين إلى ايران بشكل لافت للنظر هرباًُ من حرارة الصيف وطمعاً برخص اسعار السلع الإيرانية المعروضة .
وقال عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب جاسم محمد حسين : ان " هذه الاتفاقيات الاقتصادية بين بغداد وطهران من شأنها أن تصب في مصلحة البلدين" ، مشيراً الى ان "هذا التعاون يزداد لقرب المسافة بينهما ،فضلاً عن وجود مصالح مشتركة" .واضاف حسين في حديثه للمدى ، ان "العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران أدت الى انهيار التومان الإيراني ، بحيث جعلت المستهلك العراقي يحصل على السلع والخدمات بأسعار رخيصة".
وبحسب إحصائيات رسمية فإن عدد العراقيين العابرين الى ايران تضاعف مرات عدة بعد انهيار التومان ، فالعراقيون الراغبون بالزيارة او رؤية الثلوج والجبال ، يستطيعون البقاء لعشرة أيام أو أكثر في فندق متوسط والتنقل عبر طول إيران وعرضها بوسائل النقل العامة ولن يكلفهم هذا أكثر من 300-400 دولار، وهو مبلغ أقل من الذي ينفقونه في العراق ربع هذه الفترة.
واوضح السائح العراقي حيدر صباح المتواجد حالياً في بحر قزوين التابع لشمال إيران ، ان ارتفاع درجات الحرارة الذي يتزامن مع شهر رمضان والانقطاع المستمر للكهرباء في العراق ، دفعني إلى اللجوء للشمال الإيراني ، حيث تتميز هذه المناطق بانخفاض درجات الحرارة ، فضلاً عن رخص أسعار السلع والبضائع .
ويضيف صباح في اتصال هاتفي مع المدى ، ان" 100 دولار تكفيني لأكثر من أسبوع لوجود طلب متزايد على العمله الصعبة ، وانخفاض في قيمة العملة الإيرانية.
بدوره ، طالب الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان الجهات المختصة بضرورة ان "توازن معادلة الميزان التجاري بين العراق ويران ، وبحيث لا تكون الأسواق العراقية مستباحة لكل البضائع الإيرانية" .
وقال انطوان في حديثه للمدى ، ان" استيراد هذه الكميات الكبيرة من إيران بأسعار رخيصة من شأنه ان يحجم الصناعة العراقية ، بحيث لا يعطيها مجالا كافيا للانتعاش ، مشيراً الى ان ذلك يجعل السوق العراقية مركزا لتصريف البضائع الايرانية ".
وبيَّن" ان من مصلحة ايران عقد اتفاقيات تجارية مع العراق لان الأخير يعد الأقرب لها فضلاً عن وجود مصالح مشتركة تتلخص بالسياحة الدينية وغيرها .
في غضون ذلك قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس: إن "الوزارة وقعت عقداً مع وزارة النفط الإيرانية لتجهيزها بالغاز الطبيعي كوقود لتوليد الطاقة الكهربائية وبكمية 25 مليون متر مكعب يومياً ولمدة أربع سنوات وبسعر السوق العالمية"، مشيراً الى أن "التجهيز سيكون بعد الانتهاء من انجاز الأنبوب الناقل الذي من المؤمل أن يستكمل بعد شهرين".
وأضاف المدرس في بيان صحفي اطلعت عليه (المدى) أن "وزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي أكد على هامش توقيع الاتفاقية أن الغاز الذي سيجهز سيوفر الغاز الطبيعي لمحطة المنصورية الغازية في محافظة ديالى، ومحطتي القدس والصدر الغازيتين في محافظة بغداد"، مبيناً أن "كمية الغاز ستكفي لتوليد طاقة قدرها 2500 ميغاواط".
ولفت المدرس الى أن "الجميلي وضّح أن العراق يخسر 30% من الطاقة المنتجة بسبب تشغيل الوحدات الغازية بالوقود البديل (الكاز أويل، والنفط الأسود)"، مؤكداً أن "تنفيذ هذا العقد سيضيف 30% من هذه الطاقة الى القدرة الإجمالية".
