يعتزم مجلس الوزراء اليوم مناقشة مقترح إعلان الاهوار الوسطى محمية طبيعية في وقت تتزايد المخاوف من زوال أهوار العراق نتيجة الإهمال والجفاف بنسبة 60 % من مساحتها بالإضافة إلى زيادة نسبة الملوحة فيها. ويقول عضو مجلس النواب فرات الشرع أن "منطقة الاهوار ت
يعتزم مجلس الوزراء اليوم مناقشة مقترح إعلان الاهوار الوسطى محمية طبيعية في وقت تتزايد المخاوف من زوال أهوار العراق نتيجة الإهمال والجفاف بنسبة 60 % من مساحتها بالإضافة إلى زيادة نسبة الملوحة فيها.
ويقول عضو مجلس النواب فرات الشرع أن "منطقة الاهوار تستحق العناية كونها تشكل ثروة حيوانية مهمة من انواع الطيور والاسماك اضافة الى كثرة العشب الذي يعد مصدراً مهماً للعلف الحيواني.
ويضيف الشرع في حديثه للمدى، "كما أنها تلطف الاجواء من خلال هبوب الرياح على مسطحاتها المائية ما يجعل منها بيئة صحية جاذبة للسياحة"، لافتاً الى وجود
مؤثرات عطلت الكثير من مواردها ومنها التجفيف الذي حصل في زمن النظام السابق, إضافة الى عدم وجود مياه كافية تعزز من نشاطها".
ويوضح "في الوقت الحاضر تشهد اهوار الجبايش انتعاشاً واخضراراً وعودة للطيور التي هجرت المكان بسبب تجفيف المياه، لذا نأمل ان تخدم التشريعات القانونية مناطق الاهوار لما فيها من فوائد كثيرة تخدم الاقتصاد المحلي كثروة حيوانية ونباتية وسياحية الى جانب إنعاش البيئة بأجواء صحية.
من جانبه ، يقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي أن عدّ الاهوار محمية طبيعية هي قضية تعتمد بالاساس على تشريعات قانونية أكثر من اعتمادها الأمور اللوجستية، كون الاهوار رقعة جغرافية طبيعية تحتوي على مسطحات مائية واسعة تكثر فيها انواع الاسماك وتجذب مختلف انواع الطيور كما انها تعد من المناطق السياحية المهمة .
ويضيف ، يجب ان نحافظ على مياهها بعيدة عن الملوثات ومصادر المياه التي تحمل معها السموم ومخلفات المصانع مما يدمر مواردها الاقتصادية ويؤثر عليها بشكل بالغ.
في غضون ذلك ذكر تقرير ميداني بثته قناة الشرقية بأن هناك مخاوف من زوال أهوار العراق التي تعاني من الإهمال و الجفاف بنسبة 60 % من مساحتها بالإضافة إلى زيادة نسبة الملوحة فيها.
وجاء في التقرير، أن نسبة الملوحة في الأهوار تقارب الـ60 %، حيث تقع النسبة الأكبر منها في محافظة الحلة، الناصرية، والديوانية والتي تعاني هي الأخرى من ارتفاع نسبة الملوحة فيها بنسبة 70 %.
وعلل التقرير، سبب ارتفاع نسبة الملوحة في الأهوار إلى قلة المياه التي تصله من نهر دجلة والإهمال الذي يتعرض له.
وأشار التقرير إلى فوائد هذه الأهوار والاستفادة منها في الزراعة والري وتربية الحيوانات وصيد الأسماك بالإضافة إلى منافع أخرى.
من جهتهم، أوضح أهالي الأهوار خلال التقرير، أن قسما كبيرا من هذه الأهوار انطمرت في زمن النظام البائد، ومنذ ذلك الوقت لم تشهد المنطقة أي اهتمام بهذه الأهوار.
وتواجه مناطق اهوار الجنوب جملة من المشاكل ابرزها تذبذب مناسيب المياه ونقص الخدمات الاساسية فضلا عن ضعف الاهتمام بالثروة الحيوانية في تلك المناطق التي تشتهر بتربية الجاموس وصيد الاسماك وغالبا ما تتعرض قطعان الجاموس الى الاوبئة والامراض التي تؤدي الى نفوق عدد كبير منها ما يؤدي ذلك الى خسائر كبيرة لمربي الجاموس.
ويعيش سكان الأهوار في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة في الأهوار، ويستخدمون نوعا من الزوارق يسمى بالمشحوف في تنقلهم وترحالهم.
للأهوار تأثير إيجابي على البيئة فهي تعتبر مصدرا جيدا لتوفير الكثير من المواد الغذائية من الأسماك والطيور والمواد الزراعية التي تعتمد على وفرة وديمومة المياه مثل الرز وقصب السكر.
ويعتقد البعض أن المنطقة هي الموقع الذي يُطلق عليه العهد القديم "جنات عدن". وتشير الدراسات والبحوث التاريخية والأثرية إلى أن هذه المنطقة هي المكان الذي ظهرت فيه ملامح السومريين وحضاراتهم وتوضح ذلك الآثار والنقوش السومرية المكتشفة.
