لا أجنحة للأمنياتولا عشاق بنظرات تتلصص ،بل رماد همساتهم ،تنثره ريح الرصاصبين أبنية تتنفس شهقاتهمو زجاج نبض مكسرتغص بصمته الأزقة.والظلامُ إذ يتفوهيعربد بتكرار أغواره ،وينشر سيرة التجاعيدعلى الملامح المضيئة .هناككان الخوف يبذر المارةعلى حنظل الطرقوالعم
لا أجنحة للأمنيات
ولا عشاق بنظرات تتلصص ،
بل رماد همساتهم ،
تنثره ريح الرصاص
بين أبنية تتنفس شهقاتهم
و زجاج نبض مكسر
تغص بصمته الأزقة.
والظلامُ إذ يتفوه
يعربد بتكرار أغواره ،
وينشر سيرة التجاعيد
على الملامح المضيئة .
هناك
كان الخوف يبذر المارة
على حنظل الطرق
والعمى يطعن بصائر المسرات
كان الحزن يستبد
والغياب يكسّر مفاتيح الأعمار المقفلة
يكسرها عند شرائع الطوائف.
المدينة اختنقت بسكوتها
وكان نعيب الخرائب،
يتقافز بين خطواتنا إلى السراب
ومخالب الموت تنفض الأعمار
كان ترابُ التواريخ،
وسرابُ العقائد ، جِمال ،
والشوارع حبالها إلى الصحراء،
نتلفّتُ إلى أرواحنا ،
بوجوهٍ مضغتها عواصف الخرافة
فلا نسكن
إلا والرمل يكمم أفواهنا
ولا نرى
إلا والرثاء يُفصح شغافَنا .
البلاد تختم القلوب بثريات روحانيتها
ولكن الموت ،
وحده يبصم الأجساد ،
ويمزّق أسماءها على منابر أيامه.
كانت المدينة تنفي أبناءها ،
وتحجر على حفيف الأرواح
تهجّر حفيف الخطى ،
وتخزر البيوت بحرسٍ
يتفتت من خطواتهم الصدأ .
ثمة خناجر غريبة تقطر ظلاما
بوجوه الليالي المقمرة ،
كانت المدينة
تشهر سجانيها بأيامهم السوداء ،
وتغمد أبناءها البيض وتفسد أقلامهم ،
كانت الأسماء تتساقط عن أصحابها ،
وصوت نباح موحش في الأرواح ،
موحش
موحش.
المدينة تتيمم بأفكارها ،
ودجلة يتوظأ بأجساد أبنائه ،
بغداد تتلفظ أصابع معلميها
بجسد يحتضر.
الأزقة كشفت عن نياشينها ،
اطفالا معلقين من رؤوس اسمائهم ،
كشفت عن بنايات لا تذكر ابناءها ،
تنقّر الغربانُ شغافَ شرفاتها
وتفترس الضغائنُ فواكهَ جسدها .
وعند بوابات الشوارع ،
كانت الأصنام تبتسم لعبدتها
المنشغلين بتصنيع وهم الأحياء الميتة ،
والناس تائهون بين الكهنة
بين أسلحتهم المخزّنة تحت أسماء الله وفوقها ،
بين مآذنهم التي
يرفعون منها مهجهم بالدعاء إلى الحرب ،
بينما عيونهم ترفد الانهار بالحسرات ،
وتبل جيوبَهم الموسوسة بأثمان الروؤس .
الناس الذين يملكون ثيابهم فقط
يخافون بيوت الله
يخافون سكانها المدهونة قلوبهم بلعاب الضغينة ،
ومن بعيد حزين عن أسوارها
يرمون نذورهم وينادونه : نحن ضعاف،
وعمالك يبخرون صلواتنا بالبارود ،
هذه الأعمار حرثك ،
وفلاحوك غرسوها بحنظل الأيام ،
يا الله
يا الله
ألا تسمعنا
يا الله ؟