لكثرة الحديث عن الملف الأمني، والوعود الحكومية ، في ضمان الاستقرار في بغداد وبقية المحافظات الاخرى ، ولتكرار هذه الأسطوانة المشروخة في العراق منذ عشر سنوات ، واستمرار احداث العنف وبوتيرة متصاعدة وتهريب سجناء بعمليات نوعية ، اصبح الخرق الأمني مثل "طبخة اليوم" تقدم في كل الأوقات ، ولمختلف الأعمار، وعلى الرغم من كراهية العراقيين لهذه الطبخة ورفضهم تناولها ، تواصل الجهات الرسمية من جهة ، ومجاميع العنف من الجهة الأخرى تقاسم الشراكة في إيقاع المزيد من الضحايا في بلد يعيش ويعاني حالة من الجنون الأمني .
مع تراجع الأوضاع الأمنية يظهر احد "جنرالات الدمج " في احدى فضائيات الأحزاب المتنفذة لبيان أسباب التراجع وليس التدهور ، وفي إطلالته على الشاشة يوكد اعتماد خطة جديدة ، داعيا المواطنين الى التعاون مع قوات الجيش والشرطة لتزويدهم بمعلومات عن تحركات الإرهابيين ، والصداميين والتكفيريين ، مع رصد مبالغ مالية ضخمة لمن يساعد القوات المسلحة البطلة في القبض على عزة الدوري وجماعة النقشبندية.
"جنرال الدمج" يتحدث بكامل قواه العقلية عن الخطة الأمنية ، فيما المشاهد يعلق بالقول
" عمي ياخطة يابطة ياشطة ياجنطة ياورطة " ومشاهد آخر ، يرى ان الاتفاق مع عزة الدوري ومنحه وزارة الدفاع هو السبيل الوحيد لضمان استقرار الأوضاع الأمنية في العراق ، ولاسيما ان مشروع المصالحة الوطنية وبحسب تصريحات دفانها، يتضمن استعداد الحكومة للتفاوض مع الأعداء في حال إعلان ايمانهم بالعملية السياسية ، وتخليهم عن العنف والتمسك بمبدأ التداول السلمي للسلطة في العراق ، ومشاهد ثالث ، وتعليقا على تصريحات القادة الأمنيين، والسياسيين من أبناء القائمة المغلقة ، يقول ان الأحزاب المتنفذة في الحكومة هي اكثر الجهات المستفيدة من الإرهاب ، لاستخدامه في تصفية حساباتها مع خصومها .
قبل بداية شهر رمضان أعلنت قيادة عمليات بغداد اعتماد خطة أمنية جديدة لحفظ الأمن في العاصمة العراقية، تتضمن تفعيل الجهد الاستخباري وتنفيذ عمليات استباقية للحد من نشاط المجاميع المسلحة، وتخفيض عدد السيطرات في العاصمة الى نسبة 25% ، وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العميد سعد معن :" "بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة سنعتمد خطة أمنية جديدة تتضمن تنفيذ فعاليات تعرضية خلال الأيام المقبلة ، مع الاستمرار بتوحيد الجهد الاستخباري ، في قاطع العمليات ، والخطة ستتمخض عنها عدة اجراءات منها تقليل عدد السيطرات بنسبة 25 % حتى نهاية العام الحالي ، وتطبيق الخطة لا يقتصر على قيادة عمليات بغداد بل ستشارك فيها وزارة الداخلية وأمانة بغداد والجهات الساندة في الوزارات الاخرى.
من الطبيعي جدا ان تصبح الخطة "شَطّة" لان المسؤولين عن ادارة الملف الأمني مع مستشاريهم من اصحاب مهنة حرق البخور للتغطية على الروائح الكريهة ، ركزوا على حفظ امن المنطقة الخضراء ، وطريق المطار والكثير من كبار المسؤولين المكلفين بإدارة الملف الأمني لم يبادر احدهم بزيارة حي سكني شهد يوم القيامة بتفجيرات مزدوجة جعلت الخطة بطّة ، ونحن الآن بانتظار مدفع الإفطار .