TOP

جريدة المدى > سينما > سنوات بوليوود.. بعد قرن من الزمن

سنوات بوليوود.. بعد قرن من الزمن

نشر في: 24 يوليو, 2013: 10:01 م

قبل مئة عام اطلق أول أفلام بوليوود، وهو أول فيلم روائي صامت في الهند : راجا هارشاندرا ، من إخراج داداشيد فالك . كان الفيلم يحكي أسطورة الملك هارشاندرا . فالك يعد بحق ابا السينما الهندية ؛ كان فيلمه هو الأول في الخط المتواصل لأفلام بوليوود .  بع

قبل مئة عام اطلق أول أفلام بوليوود، وهو أول فيلم روائي صامت في الهند : راجا هارشاندرا ، من إخراج داداشيد فالك . كان الفيلم يحكي أسطورة الملك هارشاندرا . فالك يعد بحق ابا السينما الهندية ؛ كان فيلمه هو الأول في الخط المتواصل لأفلام بوليوود . 
بعد مرور قرن من الزمن لاتزال بوليوود صناعة مزدهرة – ففي عام 2012 قدمت تسعة أفلام جمعت كل منها مليار روبية ( 12 مليون باون استرليني ) من شباك التذاكر . لكن مع ان تأثيرها يزحف الى الأفلام الغربية، فلايزال هناك الكثير من مبتدئي بوليوود في المملكة المتحدة .
هناك بعض الحقائق الأساسية؛ اولها ان بوليوود تعرف ايضا بالسينما الهندية (مزيج من هوليوود و بومباي ) ، و انها جانب واحد فقط من جوانب صناعة السينما الهندية . لغة الأفلام هي اللغة الهندية، رغم ان بعض الأفلام الجديدة تنطق باللغة " الهنكليزية " ( مزيج من الهندية و الإنكليزية) . كانت أفلام بوليوود الكلاسيكية طويلة نوعا ما – بعضها يصل الى اربع ساعات – تعرض ما يقرب من عشر أغان و مشاهد رقص تتخللها فترات استراحة للمتفرجين . مع هذا فان افلام بوليوود الحديثة تتضمن القليل من العنصر الموسيقي – رغم ان اول فيلم دراما يخلو تماما من الأغاني كان فيلم " كانون" عام 1991 . 
تقليديا ، كانت هيئة الرقابة الهندية تقطع صور الجنس و التعري و الاضطرابات الاجتماعية من افلام بوليوود . أول فيلم يصور بجدية علاقة مثلية كان فيلم " يونو يانا جاني كيون " الذي اطلق في 2010 ، و على الشاشة لاتزال القبلات محصورة في الأفلام المصنفة للبالغين . كان المخرج بالديف راج واحدا من اوائل المخرجين الذين خرقوا ممنوعات بوليوود الخاصة بالطلاق و الدعارة، كما انه صور الاغتصاب لأول مرة في 1980 في فيلم " انصاف كا تارازو ". 
تبقى افلام بوليوود محافظة لأنها موجهة لمجموعة واسعة من الناس الذين تختلف آراؤهم عن المبادئ الأخلاقية؛ فبينما لا يهتم بعضهم بمشاهدة قبلة على الشاشة، فالبعض الآخر قد يهتم بذلك . كذلك فان القضايا الاجتماعية و العنف تخضع للرقابة ، حيث اضطر مخرج بوليوود الشهير ديباكا بانيرجي الى حذف مشهدين عن جريمة قتل طبقية من فيلمه " شنغهاي " لعام 2012 . 
مع ذلك فان الموجة تتغير . فبعد مرور قرن على بوليوود ، تطلق وزارة الإعلام و الإذاعة الهندية مهرجان ( اقطع-لا تقطع ) الجديد الذي سيعرض نسخا جديدة و غير محررة لأفلام لم تكن تخضع للرقابة سابقا بضمنها فيلم بوليوود الكلاسيكي " كارما " الذي تضمن أول قبلة على الشاشة عام 1933 حتى جرى قطعها . 
اذا ما بدأنا رحلتنا في بوليوود مع الأفلام الكلاسيكية ، فسنرى بعض الايماءات المبهمة المكررة . فاذا ما سحب شخص أذنه ، خاصة عند الاعتذار ، فان ذلك يعني الندم ، و الشخص الذي يؤشر بيديه فوق رأس أحدهم – خاصة العروس – فان ذلك يبعد الشر و يعد تعبيرا عن جمالها . بنفس الشكل و من اجل إبعاد الأرواح الشريرة ، تقوم امرأة جذابة بوضع لطخات من الكحل على خدود العرسان ليبدون اقل جمالا . 
مئة عام من الأفلام تعد كثيرة جدا، خاصة لصناعة يمكنها انتاج 1200 فيلم في العام الواحد . افلام " ماسالا " التي تعني " نكهة مختلطة " من الانواع ، فكل فيلم يمكن ان يربط الكوميديا و الدراما و الرومانسية و الاثارة، حيث يمكن ان يستهوي الفيلم اكبر قدر ممكن من مختلف الناس . 
فيلم " شولاي " هو اول أفلام ماسالا إضافة الى انه عدّ عام 1975 احد اعظم الافلام الهندية على الاطلاق. يتابع الفيلم – طوله 205 دقائق – اثنان من اللصوص و هما يحاولان القاء القبض على عصابة لصالح رجل شرطة سابق ، مع تخلل الفيلم بالرومانسية و اطلاق النار و التراجيديا . كان الفيلم يتخبط في شباك التذاكر ، الا انه اشتهر بين عشية و ضحاها بعد تحرير الصوت ليصبح من اشهر افلام السبعينات و حقق اعلى الايرادات في السينما الهندية . كما اصبح فيلم " شولاي " لحظة فاصلة لكتّاب السيناريو ايضا، و وصل بهذه التجارة الى الاحتراف بعد ان كانت تتقاضى اجورا زهيدة . 
فيلم " أم الهند " الذي اطلق عام 1957 يعد فيلما كلاسيكيا آخرا. مثل فيلم " شولاي " فانه مازال من بين الافلام التي حققت اعلى الايرادات في شباك التذاكر ، يحكي قصة رادا ، تلك الأم الهندية الوحيدة التي ضربها الفقر، و التي تربي ابناءها في قرية كأم هندية مثالية . برغم ان هذا الفيلم كان طبعة جديدة لفيلم المخرج محبوب خان " اورات " ، فانه مستوحى من كتاب " أم الهند " لعام 1927 لمؤلفته كاترين مايو، و الذي ادى الى احراق الصور و التماثيل بسبب ادانتها لرجال الهند . مع ذلك فقد نجح فيلم " ام الهند " في التعامل مع تقديم أم هندية مضحية و في مفهوم الوطن الأم ، و بقي متواصلا بعد عشر سنوات من استقلال الهند عن الحكم البريطاني . 
في منتصف القرن تقريبا، شهدت السينما الهندية المتوازية حركة بعيدة عن أفلام بوليوود التقليدية ، حيث ركزت على الحياة في ظل الهند المستقلة حديثا و المشاكل التي يواجهها السكان هناك . 
موجة جديدة من الثلاثيات تشمل فيلم " باثر بانشالي " للمخرج ساتياجت راي الذي صوّر الحياة الريفية في الهند ، و فيلم " ميغي داكا تارا " الذي صوّر كفاح لاجئي التجزئة . كان فيلم " دو بيغا زامين " اول فيلم هندي يفوز بجائزة بريكس الدولية في مهرجان كان لعام 1954 . 
افلام بوليوود المعاصرة تتميز بانها اكثر يسرا ، و أقل طولا ، و اكثر استخداما للغة الانكليزية . فيلم " زندكي نا ميايغي دوبارا " هو من افلام 2011 و تم تمثيله في إسبانيا ، يمكن فهمه بسهولة دون استخدام الترجمة. 
يمكن مقارنة الممثلة سريديفي بالممثلة ميريل ستريب بعد اداءها لدور ربة بيت هندية تتكيف لحياة مانهاتن في فيلم " اكليش فينكليش " لعام 2012.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram