صنع المخرج البريطاني جو رايت Joe Wright اسمه بأفلام ( مثل التعويض، و الكبرياء و الهوى، المستند على رواية جين أوستن بالعنوان نفسه )، و غطت هذه الأفلام التدرجات الدقيقة للتقسيمات الطبقية الإنكليزية من عهود أخرى. و بفلمه الأميركي الأول، ( المتفرد , The
صنع المخرج البريطاني جو رايت Joe Wright اسمه بأفلام ( مثل التعويض، و الكبرياء و الهوى، المستند على رواية جين أوستن بالعنوان نفسه )، و غطت هذه الأفلام التدرجات الدقيقة للتقسيمات الطبقية الإنكليزية من عهود أخرى.
و بفلمه الأميركي الأول، ( المتفرد , The Soloist) فإنه يستطيع أن يتحمل الاستغناء عن الرقة؛ فهو معدّ إلى درجة كبيرة على سكيد رو Skid Row في لوس أنجلس، حيث يتجمع أناس مشردون على بعد أمتار من مجمعات المكاتب الصقيلة العالية و الطرق السريعة التي تمضي عليها السيارات الغالية الثمن.
و نادراً ما تقوم أفلام هوليوود، هذه الأيام، بمعالجة الهوة ما بين أثرياء أميركا و معدميها. غير أن رايت يهرّب هذه الموضوعات في ما يمكن أن يكون قد بدا فلماً راقياً و جيد الانطباع.
و هذا الفيلم، المستند على كتاب لستيف لوبيز، و هو صحافي في لوس أنجلس تايمس، يعالج مأزق ناثانييل أيريس ( و يقوم بدوره جيمي فوكس )، و هو موسيقي موهوب مشرد و مصاب بالشيزوفرينيا. و يكتشفه لوبيز ( و يمثله روبيرت داوني )، و هو يعزف موسيقى لبيتهوفن مختارة بعناية بواسطة كمانٍ ذي وترين، فيكتب عنه أعمدةً ذات اهتمام إنساني تأسر خيال الرأي العام.
و يعقد لوبيز، المغترب عن أسرته، صداقةً مع ناثانييل، المجذوب إلى حالة من النعمة التي " يتلقى " فيها الموسيقى، مع كونه حذراً من الأصوات المتعارضة في رأسه. و السؤال هو : كم بوسع لوبيز أن يساعده؟
إن هناك قياساً هوليوودياً شائعاَ، تعود وفقاً له الشخصية المحرومة بطلاً ناجحاً الآن لكنه غير كامل. غير أن أجندة رايت أوسع. فقد صور الفيلم في Skid Row الحقيقي، مانحاً أشخاصاً مشردين عديدين أدواراً ناطقة و هو يمسك برهينة القصة الرئيسة لفترة، و يدعهم يسردون قصصهم.
و يقارن رايت بدقةٍ أيضاً الحداثة المهيبة التي تتسم بها قاعة ديزني الموسيقية لفرانك جيهري ، حيث الحفلات المولعة بالموسيقى في المدينة، مع الأنفاق التحت أرضية الغرّارة حيث يؤدي ناثانييل عمله الموسيقي فوق هدير حركة المرور المتواصلة.
و بينما يستحضر فوكس و داوني اقتناعاً غير مألوف بدوريهما، فعند آخرين يمكن لهذه المادة أن تكون قد صارت سطحية. و مع ذلك فإن هذه ليست قصة عقلٍ جميل، و إنما عقلية مضطربة على نحوٍ عابس. فالفيلم لا يتعامل بأجوبة سهلة : لقد جعل من الواضح أن التعامل مع رغبة شيزوفرينية غالباً ما يكون عسيراً و مثيراً للغضب. و أخيراً فإن لـ ( المتفرد ) نواقصه بالتأكيد، لكن طموحه يغطي عليها.