معظم الصحف المحلية المحسوبة على الحكومة على حد وصف حساد العملية السياسية والديمقراطية في العراق الجديد الصادرة يوم الثلاثاء الماضي، وبعد يوم من حادث هروب المئات من سجني ابو غريب والحوت في التاجي اختارت مانشيتات تبشر ملايين العراقيين بانهم سيتسلمون قطع اراض سكنية في الدبوني ، وصحيفة اخرى لسان حال احد الاحزاب الكبيرة ، مرت على الحادث مرور الكرام، وسلطت الضوء على استمرار الجهد الحكومي لتوفير الخدمات للمواطنين شريطة موافقة الكتل النيابية على مشروع قانون اعادة البنى التحتية.
في حي البياع يطلق الشباب على قاسم سلمان لقب الارهابي المتقاعد لرشقه احد المسؤولين الامنيين بالحذاء والحجارة مع مجموعة من الشباب الاخرين لمنعهم من اخلاء القتلى والجرحى اثر تفجير سيارة مفخخة وسط شارع عشرين في عام 2007 راح ضحيتها عشرات المدنيين ، وبتدخل عشائري تمت تسوية الخلاف بين المسؤول وقاسم لكن الاخير تحمل لقب الارهابي من عناصر الاجهزة الامنية المكلفين بحماية الحي ، وفي يوم الاعلان عن هروب السجناء ، دخلت ام قاسم في حالة انذار قصوى ، وحشدت جهود الاهل والمعارف والجيران للبحث عن قاسم واعادته الى المنزل فورا في كل الاحوال والظروف ، لانه سيكون ضحية اول حملة مداهمة وتفتيش في البحث عن المحكومين الفارين سواء من ابو غريب او من "بطن الحوت" .
وصل قاسم الارهابي المتقاعد الى منزله ففرضت عليه امه الاقامة الاجبارية لحين انتهاء الضجة والقبض على جميع الفارين ثم تخفيف الاجراءات الامنية المشددة ، والأم كانت تعتقد بان ابنها لن يفلت من رجال الامن، ولاسيما انه لم يتخلص بعد من لعنة لقبه ، صباح الثلاثاء واثناء متابعة برنامج عبر فضائية حزبية ، يستعرض ما تنشره الصحف دعا امه لمشاهدة البرنامج والاستماع الى صوت المذيعة وهي تقرأ خبر القبض على مئات الفارين من "بطن الحوت" فانفرجت اسارير الام وابنها، وكادت تطلق هلهولة لان ابنها سيكون خارج حملات الدهم والتفتيش بعد اعتقال جميع الهاربين على ما ذكرته صحف الحكومة .
اثناء الحرب العراقية - الايرانية جاء في بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة ما يشير الى حصول العدو على موطىء قدم في قاطع العمارة وكان مقدم برنامج من اذاعة طهران يلتقي الاسرى العراقيين ويعلق على بيانات القيادة العامة واثناء حديثه مع جندي عراقي من منتسبي وحدة عسكرية كانت تدعى "كتيبة دبابات صدام " حذره من ذكر اسم وحدته في الاذاعة الايرانية ، لان الاسم سيثير غضب ملايين الشعب ، اما تعليقه على موطىء القدم فقال : يا عمي شنو قابل رجل طنطل " ورباط السالفة ان كل جهة تسعى وتبذل الجهد والمال ليكون خطابها الاعلامي منسجما مع توجهاتها ، والصحافة الحزبية لا تخرج عن هذه المهمة ، ولكن العتب الشديد على الجريدة المستقلة ، صاحبة مانشيت القبض على مئات الهاربين من بطن الحوت !
الهروب من "بطن الحوت"
[post-views]
نشر في: 24 يوليو, 2013: 10:01 م