TOP

جريدة المدى > عام > تعقيب: أوهام الروضان تُوقعه في شراك حقيقة "أم عوف"

تعقيب: أوهام الروضان تُوقعه في شراك حقيقة "أم عوف"

نشر في: 26 يوليو, 2013: 10:01 م

كتب القاص عبد عون روضان مقالا في مجلة صوت الاخر والتي جاءت ردا على تحقيقي الذي نشر في جريدة المدى شباط هذا العام والمتعلق بقصيدة ام عوف والسبب الذي أثار شاعر العرب لكتابتها،القاص جانب الحقيقة بالعديد من النقاط التي ذكرها، ولو كانت تلك النقاط تقع ضمن

كتب القاص عبد عون روضان مقالا في مجلة صوت الاخر والتي جاءت ردا على تحقيقي الذي نشر في جريدة المدى شباط هذا العام والمتعلق بقصيدة ام عوف والسبب الذي أثار شاعر العرب لكتابتها،القاص جانب الحقيقة بالعديد من النقاط التي ذكرها، ولو كانت تلك النقاط تقع ضمن النقد البناء الذي يخدم الموضوع ويضيف للقارئ شيئا مفيدا لما أجهدت نفسي بالرد، ولكنها عبارة عن احتمالات غير واردة حاول بها الاستخفاف بجهد الآخرين .

في البداية أقول كان من المفترض ان ينشر الروضان مقالته في جريدة المدى لكون التحقيق الذي تناوله نشر فيها، حتى يتمكن القارئ المقارنة بين ما جاء في التحقيق وما جاء بالمقالة من تلفيق.
يقول الروضان "ان الباحث في صدر مقالته بين ان السيارة تجاوزت علي الغربي باتجاه محافظة ميسان! وقد نسي ان قضاء علي الغربي تابع لمحافظة ميسان"، أقول للروضان أولا لم اطرح نفسي في يوم من الايام كباحث ولم يكن ما كتبته عن ام عوف تقريرا بل كان تحقيقا، ثانيا جميع الإعلاميين يعرفون تماما انه يجب اخذ موافقة محافظة ميسان او غيرها حين تجري تحقيقات عن المدينة لصالح هذه المؤسسة الإعلامية او تلك، وحين قلت صوب محافظة ميسان اقصد يا سيدي المحافظة وبالفعل حصلت على الموافقة وأجريت ما يقارب 13تحقيقا عن ميسان، وبعيدا عن هذا او ذاك هل يعقل ان لا اعرف حدود محافظتي التي ولدت فيها وعشت فيها يا أستاذنا الكبير، وأين الموضوع المتعلق بأم عوف فيما طرحت ام انه تصيد مفلسين ليس إلا؟.
يضيف الروضان لمنجزه النقدي نظرية حداثوية تنم عن وعي مترهل وموهبة موهنة المبررات حين يقول "ذكر الباحث ان الطبيب اليهودي في علي الغربي اسمه حزقيل والحقيقة اسمه حسقيل وهو تصحيف لاسم حزقيال وهو احد أنبياء بني إسرائيل ،لكن حسقيل هو المتداول لدينا نحن ابناء ذلك الزمان"،ولا ادري لماذا يصر الروضان على تسميتي بالباحث وما انا بباحث ..واذا كان المتداول ايام زمان الروضان خطأ، فما ذنبي لو ذكرت الصحيح، وما أهمية حزقيل في موضوع ام عوف.
يوضح الروضان" ورد في المقالة اسم المكتبة العسكرية والصحيح هو المكتبة العصرية"نعم ورد هذا الخطأ ونوه عنه في صفحة كاملة تناولت تاريخ المكتبة العصرية منذ تأسيسها على يد المرحوم عبد الرحيم الرحماني حتى استلامها من قبل عاملها السابق المالك الحالي حيدر أبو سعد، ولم ترد كلمة العسكرية غير مرة واحدة في حين يواظب الروضان على تكرارها لغرض الاستهزاء والاستخفاف بالموضوع، ولا أظنه أساء لاحد بل أساء لنفسه وفضح عيوبه بعيوبه.
يبين الروضان "ان ابا سعد المشار اليه في المقالة لم يكن صاحب المكتبة العسكرية-تكرارا لكلمة العسكرية - فهو بعمري وكان آنذاك فتى يافعا ويعمل مع المرحوم عبد الرحيم الرحماني وهو الان صاحب المكتبة العصرية" .
أكرر ما قلته باني عملت تحقيقا وافيا عن المكتبة العصرية منذ تأسيسها الى يومنا هذا ،واخطأ الروضان مرة اخرى حين تصور وهو واهم بالتأكيد باني أتحدث عن أبي سعد العامل والصق به ملكية المكتبة، بل كنت أقول ذكر لي صاحب المكتبة العصرية الحالي ابو سعد عن ذكرياته عن الجواهري أثناء زيارته للمكتبة أيام المرحوم الرحماني فاين الخطأ أيها الكبير.
ويستمر الروضان بنعتي بالباحث ويقول على لساني" كان الجواهري يذهب الى المزرعة نهارا اما على فرس او سيارة"!!،ولا ادري كيف هذا وعلي الغربي ليس فيها جسر يربط ضفتيها يومذاك وانا شخصيا وكل اهالي علي الغربي في ذلك الزمان لم نر اية سيارة في المدينة ولم نكن نرى الا بضع سيارات تمر على الطريق الترابي المؤدي الى العمارة جنوبا او الى شيخ سعد وبغداد شمالا، وبعض السيارات الخشبية في الجانب الأيسر". 
أقول للعبقري الروضان أين المشكلة اذا توجه الجواهري بسيارة وعند ضفة النهر يترك السيارة متوجها بالبلم الى مزرعته التي تقع قرب قرية الكبسون ،ولماذا يستغرب ذهاب الجواهري على الفرس الى قرية الكبسون وهو الذي يقول في مقالته ما نصه "بعد يومين جاء والدي وقال انه سيذهب مع الجواهري الى الكبسون وسيقضي الليل معه، وفعلا ذهب والدي في الصباح على حصانه الأشقر الجميل وقد آثر الجواهري بأن جعله يمتطي صهوة الحصان الأشقر وامتطى هو حصان احد زملائه "، فيا سيدي الروضان من المعيب جدا ان تكيل بمكيالين في مقالات متعددة فكيف الحال اذا كان بمقالة واحدة ،فانت تستكثر على الجواهري ان يركب الحصان في تحقيقي في حين ان فرسكم الأشقر أخذه الى القرية وبمعية والدك....أتمنى ان أكون مخطئا في تصوري عنك...أتمنى ..ولكن .
ويضيف الروضان "لم اسمع حينها عن الشاعر الشعبي الشيوعي جاسم محمد الخيون الذي اشار اليه الباحث "،صحيح ما قيل شر البلية ما يضحك...اذا كنت لم تسمع بالرجل وأنت بعمر12 عاما ما ذنبي أنا.
ويتندر الروضان في مقالته النقدية قائلا" عن الفترة التي قضاها الجواهري في علي الغربي فهي ليست اربع سنوات كما يقول المحمداوي وانما بضعة ايام والا كنا نراه او نسمع به فشخصية مهمة كالجواهري لايمكن ان تمكث كل هذه المدة دون ان تترك اثرا كبيرا في البلدة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها بضعة آلاف، ولحد ماكنت هناك حتى منتصف عام 1955 لم ار ولم اسمع شيئا عن الشاعر الكبير ولم يحدثني والدي عنه وهو اقرب الناس اليه".هنا أبين للقارئ وللروضان ان الجواهري كما هو معروف منح من قبل الدولة 4000 دونم زراعي في علي الغربي ،وهناك كتب موثقة في وزارة الزراعة تؤكد استلامه مكائن ومضخات لغرض السقي فضلا عن كتب وزارية ،تجزم باستلامه حصة الكاز الكفيلة بتشغيل تلك المكائن، فهل من المعقول تم ذلك بعدة ايام ،ثم اذا كان ما ذكره البخاتي خطأ فما هي مصلحة عوف الذي بين للمدى بان الجواهري خطب شقيقته وكان هو اي عوف وكذلك ام عوف ووالدهم موافقون لكن شيخ عشيرة السراي التي ينتمون لها رفض ذلك بسبب الفوارق بين ابن المدينة وفتاة الريف، وبعد ذلك يقول عوف ان الجواهري الذي كان يعمل بمزرعته العديد من ابناء عشيرة البودراج قام بالزواج من احدى فتيات تلك العشيرة واستمر الزواج لمدة عام كامل ومن ثم حدث الطلاق ،والزوجة موجودة على قيد الحياة ومتزوجة وتسكن بغداد كما يقول البخاتي وعوف، وعندما شعرت زوجته ام خيال بهذا جاءت الى علي الغربي وبالتحديد الى بيت ام عوف لتستفسر عن الموضوع، فهل من المعقول ان يحدث ذلك في بضعة ايام ايها الروضان، وما ذنبي انا اذا كان والدك لم يحدثك عن الجواهري ،واي عاقل يقرأ ما ذكرته سيقول كيف كان والدك اقرب الناس للجواهري وهو لم يمكث في علي الغربي غير بضعة أيام!؟.
ويتحفنا الروضان بمعلومة لا تقل شأنا من اكتشاف البنسلين حين يقول "لم اسمع او اقرأ يوما ان الجواهري حمل مسدسا "،وهنا أقول للروضان من قال ان الجواهري كان يحمل مسدسا ؟،ام انها كوابيس تنتاب الروضان في أواخر ايامه، وكل ما جاء في تحقيقي ان عوف سأل الجواهري يوما ما لماذا لا تحمل مسدسا فرد عليه الجواهري بانه عصبي ويخاف ان يقتل من يغضبه كما قال لي عوف .
ويكرر الروضان تحفه قائلا" لم اسمع بحكاية زواج الجواهري في علي الغربي"، يا سيدي "عبد "هل من المعقول ان يتجاهل التاريخ احداثا مهمة تخص مبدعيها لكون الروضان لم يسمع بتلك الأحداث.
ختاما أقول كان الأجدر بالروضان لاسيما ان والده اقرب الناس للجواهري ان يسبقني في الذهاب الى بيت أم عوف ويقابل عوف ويسمع منه الاحداث كما فعلت، وكذلك الحصول على اسم ام عوف الثلاثي وصورتها ويسبقني في نشرها، ولكني بعد 6 عقود من زمن وجود الروضان بساحة تلك الأحداث استطعت ان احصل على ما لم يستطع الحصول عليه وكنت انتظر منه الشكر والعرفان لا الاستخفاف والنكران....مع محبتي للجميع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram