اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اقتصاد > العنف يهدد حركة التجارة بين المحافظات

العنف يهدد حركة التجارة بين المحافظات

نشر في: 28 يوليو, 2013: 10:01 م

كان سائق الشاحنة  عبيد مناع  33 سنة ، والد لأربعة اطفال  ينقل البضائع من الاقطار المجاورة الى بغداد على مدى سنوات، لكنه لم يعد يقترب من العاصمة بعد ان حذرته المليشيات  قائلة  " اذا دخلت بغداد مرة اخرى فسنقطع ساقيك "، اليوم يق

كان سائق الشاحنة  عبيد مناع  33 سنة ، والد لأربعة اطفال  ينقل البضائع من الاقطار المجاورة الى بغداد على مدى سنوات، لكنه لم يعد يقترب من العاصمة بعد ان حذرته المليشيات  قائلة  " اذا دخلت بغداد مرة اخرى فسنقطع ساقيك "، اليوم يقوم مناع بتحويل حمولته الى سائقين آخرين ليحملوها الى بغداد .
اليوم يتسرب العنف الى الاقتصاد العراقي المكافح ، مع مستقبل يغرق تدريجيا في الظلام ما يجعل الزبائن يترددون في الإنفاق وعودة ظهور التهديدات الطائفية التي تفرض تكاليف اضافية على اجراءات العمل .
موجة العنف الحالية هي الأكثر دموية منذ أوشك العراق على حافة حرب أهلية قبل خمس سنوات ، سفك الدماء يرتبط بالانقسامات الطائفية المتصاعدة بين السنة  والشيعة في العراق و الاحتكاك بين العرب و الكرد مما يخمد آمال العودة الى الحياة الطبيعية بعد ما يقرب من عامين على انسحاب القوات الاميركية من البلاد .
في الاسبوع الحالي فقط قتل 14 سائق شاحنة باطلاق الرصاص على رؤوسهم في نقطة تفتيش وهمية نصبها مسلحون على الطريق السريع في احدى المناطق السنية. في الوقت نفسه تتحول بعض المناطق الشيعية في العاصمة الى مناطق ممنوعة من دخول السنة بعد انتشار ادعاءات بأن مسلحين من الشيعة ينصبون نقاط تفتيش وهمية  وبينما نفت وزارة الداخلية هذه الادعاءات، فان هذه التهديدات تذكّر العراقيين بالايام السوداء في 2006 و 2007 عندما كانت اعمال القتل الإنتقامية بين الطوائف تحدث يوميا بشكل روتيني .
منذ شهر نيسان، أودت هجمات المتمردين بحياة اكثر من 3 آلاف شخص بينهم اكثر من 500 منذ بداية تموز، لذا فان سائقي الشاحنات من امثال مناع قد وجدوا وسيلة لتجنب العنف  حيث تم تأسيس منطقتين آمنتين غرب العاصمة في مناطق ابو غريب والفلوجة حيث يقوم السائقون السنة بتسليم البضائع الى نظرائهم من الشيعة بأمان ، وهناك مناطق تفريغ اخرى تقع في منطقة الغزالية غرب العاصمة .
يقول مناع " بعض السائقين السنة يرغبون بالمجازفة و يدخلون بغداد من أجل المال، لكني لا ارغب بذلك " ، كان مناع يكسب ما يقرب من 1200 – 1300 دولارا عن كل حمولة من الأردن الى بغداد ، إلا ان وارده انخفض بنسبة 80 % لأنه لا يفرغ حمولته في بغداد .
 التوترات الطائفية تغلي منذ أشهر، حيث أججتها الاحتجاجات التي بدأت في كانون الأول من قبل السنة الذين يشعرون بظلم الحكومة.. تصاعد العنف بعد قيام القوات الأمنية في نيسان  بقمع مخيم احتجاج في منطقة الحويجة أودى بحياة 44 مدنيا  وعدد من القوات الأمنية حسب تقديرات الأمم المتحدة .
تهدد الاضطرابات النمو الاقتصادي المطلوب في البلاد، الذي توقع البنك الدولي ان يصل الى 9% خلال العام الحالي ، التاجر السني أكرم خيري 41 سنة و أب لأربعة  لم يسافر الى بغداد من مدينته الموصل منذ هجمات الحويجة  برغم ان العاصمة كانت على مدى سنوات هدفه الوحيد لشراء المنتجات البلاستيكية من اسواق الجملة ليبيعها في مدينة الموصل ، سبق له ان  الغى زيارته للعاصمة في عام 2006 عندما كان الاقتتال الطائفي في ذروته ، لكنه بدأ يعود اليها في 2008 مع تحسّن الوضع الأمني، يقول " من السهل جدا معرفة هويتي  من لهجتي". منذ شهر نيسان وهو يطلب البضائع عن طريق الهاتف فيرسلها له تجار بغداد بالشاحنات ، هذا يجعل من الصعب الحكم على جودة البضائع واختيار السلع المرغوبة أكثر، اما تجار بغداد فيقولون ان الاعمال لم يسبق ان كانت بهذا السوء ، وان اقتصاد البلد – الذي بدأ بالتحسن خلال السنوات الأخيرة مع الطفرة النفطية – قد  بدأ بالركود بسبب الاضطرابات.
يقول حسن شاهين – الذي يتعامل بالمرمر والغرانيت – " كنت أصدر 50 وصلا في الاسبوع خلال العام الماضي ، لكن منذ كانون الاول الماضي  لم نصدر اكثر من 38 وصلا ، ويضيف شاهين: ان الناس لا تزال تملك المال الا ان الزبائن يخشون الغد ، وان المبيعات قد انخفضت بنسبة 75% منذ بدء العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي .
لقد تضرر السوق العراقي خلال ذروة اعمال التمرد والاقتتال الطائفي الذي اندلع بعد الاجتياح الاميركي عام 2003   وقد هرب مئات الآلاف من العنف خلال تلك الفترة الى خارج البلاد او الى اقليم كردستان الآمن نسبياً ، اما الذين بقوا في العراق فقد انفقوا المال على الأمور الضرورية فقط ، لقد اُغلقت الاعمال التجارية لأسباب أمنية وغالبا ما كانت شحنات السلع بين المحافظات تتعرض لهجمات المسلحين او المجرمين.
مع انتشار الأمن في العديد من المدن، تمكنت الحكومة من جذب الشركات الاجنبية المترددة خاصة في القطاع النفطي – العمود الفقري للاقتصاد – و انتعشت الآمال في اقتصاد صحي ينهي تركة الحرب ، و تم افتتاح العديد من مولات التسوق  والفنادق والمطاعم منذ عام 2009 ، و تمكن العراقيون من قضاء اوقات طوال في الاسواق حتى وقت متأخر من الليل ، احدى الشركات التي توسعت هي الشركة الوطنية للسيارات التي تبيع سيارات البورش و الأودس و الفولكس واغن، حيث افتتحت ثلاث صالات عرض و مراكز تصليح منذ عام 2010 . قال مدير المبيعات محمد الطويل: ان المبيعات وقفت العام الماضي على بيع 30 سيارة في الشهر من كل صالة ، لكن منذ بدء العام الحالي لم تتمكن الصالات الثلاث مجتمعة من بيع ذلك العدد في الشهر الواحد ، ويضيف الطويل " لا يجرؤ أحد على شراء سيارة جديدة غالية الثمن ما دامت الأوضاع في الشارع مقلقة "، كما انخفضت اسعار الممتلكات في العاصمة بنسبة 10 – 15% من قيمتها منذ بداية العام الحالي، لكن بالنسبة  لفوزي رحيم - بائع الجملة الذي يوزع مفردات الطعام الى اكثر من 50 مخزناً في منطقة بغداد الجديدة شرق العاصمة - فانه لا يشعر بالكآبة و التشاؤم، حيث يقول ان المبيعات ازدادت  بنسبة 25-30% منذ حزيران " العراقيون لا يتوقفون عن شراء الطعام مهما كانت الأزمة التي يمرون بها " .
عن : ليجر انكوايرر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

النفط: العراق ملتزم كلياً باتفاق أوبك الخاص بالتخفيضات الطوعية
اقتصاد

النفط: العراق ملتزم كلياً باتفاق أوبك الخاص بالتخفيضات الطوعية

بغداد/ المدى اعلنت وزارة النفط، اليوم السبت، التزام العراق باتفاق أوبك وبالتخفيضات الطوعية. وذكرت الوزارة في بيان تلقته (المدى)، أنه "إشارة إلى تقديرات المصادر الثانوية حول زيبادة انتاج العراق عن الحصة المقررة في اتفاق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram