TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ليست أزلية

ليست أزلية

نشر في: 28 يوليو, 2013: 10:01 م

لو كنت أملك سلطة ما في صحيفة عراقية، لأوعزت لكتابها ومحرريها، الإقتصاد في نقد الساسة، وفضح خلفيات صراع الكتل،- وأغلبها شخصي محض، لا علاقة له بحقوق شعب او مستقبل وطن – والتركيز الشديد على الأداء المريض والمشبوه للنهب المبرمج لسرقة واستباحة الثروات الطبيعية، واولها النفط.
في البصرة، حيث تحرق يوميا سبعة ملايين قدم مكعب من الغاز يوميا، يوميا، وهو ما يعادل كيلو متر طولا، ومثله عرضا وبارتفاع عشرين مترا. نائب في البرلمان العراقي، يوضح أن الغاز المحروق من آبار البصرة يمكنه إنتاج اكثر من (2500) ميغا واط من الطاقة، و(76) الف لتر من البنزين يوميا، إضافة إلى إنتاج (366)الف قنينة غاز منزلي ,
الأرقام اعلاه تصيب العاقل بالجنون، حين يردف الخبر أعلاه بخبر صاعق آخر: الإتفاق مع إيران لإستيراد الغاز من أجل تشغيل محطات الكهرباء في العراق.
لو صحت الأخبار – أعلاه – وهي موثقة بتصريحات المسؤولين، لتوجب أن يحاكم كل من تورط ويتورط في هذه السرقة العلنية لعماد الثروة في العراق (النفط) ويقاضى حضورياً وغيابياً، وبأثر رجعي. منذ إكتشاف الهدر ولحد هذا اليوم.
أعادتني خاطرة حرق (35) مليون دولار يوميا،: مليون ونصف مليون دولار في الساعة (سعدون ضمد – جريدة المدى) إلى اكثر من ثلاثين سنة وانا أستقل القطار النازل من بغداد لمدينتي البصرة، فارى على البعد،- ونحن نقترب من تخوم المعقل -، وهجاً من النيران مصحوباً بسحب كثيفة من دخان يتصاعد من ذؤابات ابراج المداخن.، كنت يومها اكتب عموداً يومياً في جريدة الجمهورية، عنونته: النار الأزلية.
على قصر قامتي في الصحافة آنذاك وقلة خبرتي ونزر معلوماتي عن النفط ومشتقاته، وألاعيب أساطينه، توقعت أن تحرق الخاطرة قلوب الجالسين على الكراسي، كما أحرقت تلك النيران المهدورة قلبي وكبدي.
وتساءلت حينها. ماذا لو استغلت تلك الطاقة في الإقتصاد، ودفع القر والحر عن المواطن، ودفع عجلة التصنيع للأمام، و..و..كان الصراع بين الفرقاء يومئذ قد بلغ الأوج! فمن ذا يكلف نفسه بقراءة خاطرة لقلم مغمور , كان الكل في شغل شاغل بـ: الآن، وليس غدا،، وبتحصيل حاصل اليوم وليس بعد سنة،
ماذا يعني – للجالسين على الكراسي، إن كان العراق صنف كثالث اكبر الدول في تصدير النفط؟؟ ماذا يعني إحراق الغاز لمدة تقارب السبعين عاما، دون أن يتقرح قلب مسؤول، او يتفتت كبده، ماذا يعني له التفريط بالأمانة ما دام بمنجى من المساءلة والعقاب؟؟
أما من وطني ابن أبيه، يدل العراقي على طريقة لردم بئر الحزن، والوفاء لقسم: أن يصون العراق شعباً، وأرضاً وثروات؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram