TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أبناء القائمة المغلقة

أبناء القائمة المغلقة

نشر في: 28 يوليو, 2013: 10:01 م

بصراحته المعهودة واعتقاده القريب جدا من اليقين ، قال عضو التحالف الكردستاني محمود عثمان ان الكتل الكبيرة، تريد القائمة المغلقة ، وتتداول هذا الامر بشكل سري ، وستضم القائمة 200 مرشح تبدأ  بالرؤوس الكبيرة ، وفي حال تحقيق الرغبة السرية   سيضم مجلس النواب المقبل ممثلي الشعب من ابناء القائمة المغلقة ،  وسيشغلون مقاعدهم باصوات رئيس القائمة   كما حصل ذلك في البرلمان الذي اعقب الجمعية التشريعية.
في بعض الاحيان يستخدم الخصوم السياسيون  من ممثلي المكونات الاجتماعية  شتيمة ابناء المتعة والمسيار  لغرض توجيه الاهانة اثناء تبادل الاتهامات ، ومن حق من اكتوى بنار العملية السياسية ، وتبددت احلامه في اقامة نظام ديمقراطي ودولة المؤسسات  ان يطلق على الجيل البرلماني المقبل ابناء القائمة المغلقة لغرض تمييزهم عن اسلافهم لانهم اصحاب حظ كبير ويتمتعون باحترام وتقدير رئيس القائمة .
المشهد السياسي العراقي  الحالي اصبح ميداناً لابناء القائمة المغلقة ، على حد تعبير احد اصحاب القلوب  المعطبة من النسخة العراقية للديمقراطية ، عندما فرض الأبناء سطوتهم على رقاب عباد الله ، ومنهم من شغل مواقع ومناصب مهمة ، وبين ليلة وضحاها حصل التحول النوعي  في حياة اشخاص من الهامش الى المتن ثم الصدارة والوجاهة   وشراء  عقارات في دبي وعمان وبيروت ، هؤلاء ابناء القائمة المغلقة اصبحوا  مثل العشرة المبشرة بالجنة لهم كامل الصلاحيات والامتيازات والسيارات المدرعة وجوازات السفر الدبلوماسية .
من اسباب حرص الكتل الكبيرة من نوع الديناصورات على اعتماد القائمة المغلقة  ابعاد الاحراج عن مرشحيها اصحاب الاصوات القليلة ، فاثناء اعلان نتائج الانتخابات التشريعية الماضية حصلت اسماء معروفة على اصوات لاتتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ، والمغلقة ستنقذ اشباه هؤلاء من هذا الاحراج ،  ويحتفظ احد الاعلاميين  بنتائج الانتخابات ، وهو على استعداد ليكشف عن عدد الاصوات التي حصل عليها من يملأ الساحة صخباً ولغطاً وتصريحاته النارية  تجاوزت الحدود الاقليمية ووصلت الى مديات بعيدة جعلت الدول الكبرى تسأل عن  البركان الثوري الجديد في العراق .
النائب محمود  عثمان  اكثر اعضاء مجلس النواب العراقي قرباً من الاعلاميين  ، وليس من عادته اللف والدوران كغيره من زملائه  من حملة المباخر والمدافعين عن سوء الاداء الخدمي والأمني والاقتصادي ، وتصريح عثمان اشبه بدق ناقوس الخطر ، لان الكتل الديناصورية صاحبة الرغبة السرية ستفرض اراداتها في اعتماد القائمة المغلقة وستجد لهذا المسعى التخريجة المناسبة ، وتضرب عرض الحائط  الارادة الشعبية ودعوات المرجعيات الدينية  السُنّية والشيعية على حد سواء .
اعتماد القائمة المغلقة توجه خطير يتطلب حشد جميع الجهود  وبلورة موقف  سياسي وشعبي موحد يعلن التمرد والاحتاج لمن يسعى للقضاء نهائيا على بقايا الديمقراطية بنسختها العراقية .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. alkhazraje

    انا اعتقد ان القائمة المغلقة ومن يروج لها ليست لها القدرة على الظهور مباشرة ..وهذا بحد ذاته بشكل إدانة لهؤلاء الذين يعملون خلف الكواليس المظلمة . ولن يكتب لهم النجاح ابدا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram