تضمنت جلسة اتحاد الأدباء ليوم السبت الموافق 27/ 7 قراءة نقدية للدكتور رشيد هارون لقصائد الشاعر عارف الساعدي في مجموعته الموسومة (جرة أسئلة) واصفاً اياها بأنها تمثل صراعاً بين بعدين ذهني من خلال الأسئلة باعتبار الشعر يعد من الفنون التي تعنى بإثارة الا
تضمنت جلسة اتحاد الأدباء ليوم السبت الموافق 27/ 7 قراءة نقدية للدكتور رشيد هارون لقصائد الشاعر عارف الساعدي في مجموعته الموسومة (جرة أسئلة) واصفاً اياها بأنها تمثل صراعاً بين بعدين ذهني من خلال الأسئلة باعتبار الشعر يعد من الفنون التي تعنى بإثارة الاسئلة أكثر من الأجوبة والسؤال ينطوي على الكثير من القلق والاعتراض والشك ويعرفه بالماضي السحيق الذي تتصدى فيه قصائد المجموعة.. أما الجرة فهي تمثل لديه البعد الحسي للحاضر الذي نعيشه وفيه يقول: لقد بدا لي ان الساعدي بما اثاره من اسئلة لم يبغ من ورائها الانسحاب الى الماضي السحيق لانجاز قصائد عن تجربة متخيلة ذلك لأنه في جل ما كتبه من قصائد في (جرة أسئلة) لم يغادر الحاضر بل الحاضر كان هو المستهدف الأسئلة الحاضرة التي تمتلك الثقل الزمني كله, فهي تنطوي على زمنية ممتدة اما في استرجاع الماضي أو استشراق المستقبل, لذلك لا تتبنى اللحظة الحاضرة على نفسها وانما تأخذ معها امتداداً زمنياً, بمعنى ان طرفي الزمن الحاضر والماضي يجتمعان في قناة الذات التي تقيم هذا الجل الذي يعطي بدوره كياناً للذات واحساساً باستمرار الصراع بين البعدين حيث تتجلى ذات الشاعر ذاتاً متحركة.. واذا أردنا الحديث عن مهمة الوزن في البعدين فأقول: بالرغم من ان الساعدي اتكأ على نظام الشطرين في القسم الأول الا انه كان ينظر الى زاويتين في آن واحد ويعالج مشكلتين معاً في هذه الدراسة التي تتصدى للصراع الحسي والذهني على نحو خاص ويصور ذلك في كلا البعدين فلقد تعامل مع القوة في الايقاع بقدر مناسبتها للموضوعات التي تصدت لمعالجتها متوخياً استثمار الصورة والتناص والتكرار للتحرك على البعدين في وقت واحد.