أثارت حركة تنقلات مدربي كرة القدم لفرق النخبة العراقية خلال الموسمين الماضي والحالي حفيظة الكثير من المتابعين للعبة سواء كانوا من ذوي الشأن الكروي أو من المحبين لها التي سحرت الملايين من عشاقها الذين اطلقوا عليها الساحرة المدورة.
في زمن مضى كان الجميع ينظر الى المدرب نظرة خاصة وراقية لما له من دور فعّال في وصول الفريق الذي يشرف على تدريبه الى المركز الذي يتلاءم مع جهوده المضنية التي يقدمها خدمة للفريق الذي يقوده سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أم الاندية المحلية لاسيما ان العديد من مدربينا وضعوا بصماتهم على أداء الفرق التي عملوا معها ما جعل القائمين على الكرة ينيطون بهم مهمة تدريب المنتخبات الوطنية أزاء تلك المرحلة التي ابدعوا خلالها.
اليوم وبعد ان كشفت كل اوراق مدربينا خلال منافسات دوري النخبة سواء للموسم الماضي أو الحالي وجدنا ان اغلب هؤلاء المدربين امتهنوا تلك المهنة ليس لغرض الشهرة والاضواء أو للوصول بتلك الفرق التي يقودونها الى جادة الصواب أو الى برّ الأمان الذي يؤمن لتلك الفرق مستقبلاً جيداً قياساً بما تفرضه المرحلة من معطيات وما تحمله هذه الفرق من تأريخ وسمعة كروية كبيرة حفرت اسمها بقوة إبان الفترة الماضية، لكن للأسف وجدنا اغلب مدربينا زاولوا هذه المهنة لغرض الفائدة المادية فقط من دون الغوص بمتاهاتها التي قد تفرضها خطورة المهمة أزاء تلك المرحلة كون اغلب المدربين وللأسف ارتضوا لأنفسهم قيادة فرق يفرض واقع حالها سقوطها من خلال تدني مستوياتها الفنية أو عجز ميزانياتها التي سيكون لها بكل تأكيد مردود سلبي على اداء لاعبيها وبالتالي هبوطها وعودتها من حيث أتت.
من خلال متابعتنا الدؤوبة لكل صغيرة وكبيرة في مجال كرة القدم وتحديداً العراقية منها وجدنا ان اغلب مدربينا ولا نريد ان نستذكر الاسماء بقدر ما نبغيه هو اننا نعرج على حالة سلبية بدأت تستفحل وسيكون تأثيرها سلبياً على مستقبل الكرة العراقية.
فقبل فترة وجيزة كنا نقول إن لدينا كفاءات تدريبية كبيرة امثال المدرب الفلاني والمدرب العلاني كوننا لا نراهم على ارض الواقع منذ فترة طويلة أو قد آمنا بقدراتهم التدريبية من خلال ما قدموه لنا من مستويات رفيعة يوم كانوا لاعبين في فرقهم التي قادوها الى منصات التتويج إلا اننا فوجئنا بقبولهم مهمات تدريبية لا تتناسب مع اسمائهم ونحن على يقين ان مهمتهم لن يكتب لها النجاح وما ان تنقضي بضعة ادوار من عمر الدوري إلا ونشاهدهم قد رفعوا الراية البيضاء وابتعدوا بسرعة عن فرقهم لكننا بعد فترة وجيزة نراهم يقبلون بعقود اقل قيمة مادية وأقل سمعة تدريبية إلا انهم لا يلبثوا ان يتركوا تلك الفرق ويعودوا من حيث أتوا لتتكشف كل مهاراتهم التدريبية المتواضعة التي افسدتها تلك المهام الخجولة وإن كنا لا نعرفها على حقيقتها.
أود القول من خلال ما تقدم اننا ننظر بعين الحسبان لجميع مدربينا لكن للأسف هم من افسدوا تلك النظرة بقبولهم دعوات لا تتلاءم مع اسمائهم مقابل مردود مادي بسيط بالتأكيد من حقهم القبول بتلك العقود نظراً لصعوبة الحياة لكن ليس على حساب اسمائهم الكبيرة التي للأسف اهتزت خلال الآونة الاخيرة والادلة كثيرة جداً ويومياً نسمع باستقالة أو إقالة المدرب الفلاني من تدريب الفريق الفلاني خصوصاً هناك تباين واضح بين ميزانيات الأندية ، فمنها من صرف مبالغ طائلة لكنه لم يحقق نصف مما كان يطمح له ، ومنها ما لا يملك ما يسد به نفقات مشاركته في الدوري ، لذلك نرى ان هناك مدربين يقودون فرقاً من دون أي مردود مالي وبمحض ارادتهم على أمل تقديم نتائج جيدة الغاية منها حجز مكانٍ في الموسم المقبل.
كلمة اخيرة نوجهها لمدربينا المحترمين يجب ان تتأنوا بإختيار الفريق الذي يتلاءم مع خبراتكم وقدراتكم التدريبية من دون النظر الى المردود المادي الذي سيأتي عاجلاً أم آجلاً كون السمعة التدريبية إذا ما تم خدشها لا يمكن اصلاحها إطلاقاً لكن المال من الممكن تعويضه.
سمعة المدربين
[post-views]
نشر في: 29 يوليو, 2013: 10:01 م