اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المواطنون يصفونها بالهروب البرلماني من المسؤولية بعد فرار السجناء

المواطنون يصفونها بالهروب البرلماني من المسؤولية بعد فرار السجناء

نشر في: 30 يوليو, 2013: 10:01 م

جلست أم احمد على عتبة الدار منتظرة ابنها المحبوس في سجن أبو غريب بعد ان سمعت بحادثة الهروب ،وبين فترة وأخرى تدخل للبيت لتستمع لشاشة التلفاز لمعرفة عدد الهاربين ،وكلما زاد العدد حسب قول هذه الفضائية او تلك يزداد امل أم احمد بمجيء ولدها محمود المحبوس ع

جلست أم احمد على عتبة الدار منتظرة ابنها المحبوس في سجن أبو غريب بعد ان سمعت بحادثة الهروب ،وبين فترة وأخرى تدخل للبيت لتستمع لشاشة التلفاز لمعرفة عدد الهاربين ،وكلما زاد العدد حسب قول هذه الفضائية او تلك يزداد امل أم احمد بمجيء ولدها محمود المحبوس على ذمة التحقيق من خلال هروبه  مع من هربوا من سجن أبو غريب ليقينها التام بأنه بريء وقد القي القبض عليه بجريرة وجوده عند احد الأصدقاء المطلوبين للعدالة ، و كانت تؤكد في احاديثها للجيران براءة ولدها حتى قبل يوم من حادثة الهروب الكبير التي لم تشهد مثيلها عملية هروب في تاريخ السجون العراقية.

الله اكبر من السلطان

جيرانها من النساء هن خير المواسيات لها سواء قبل الهروب او بعد الهروب خاصة وان سكان الحي يعرفون بل يؤكدون براءة محمود المعروف بالخلق العالي والهدوء الذي هو سمة تصرفاته مع الجميع ،وكانت عبارات (الله كريم)و(الله يفرحج بجية محمود)و(ربج مايكطع)و(الله اكبر من السلطان)وغيرها من عبارات المواساة، ومرت الساعات والايام ولم يأت محمود، ومن خلال (خلف) أقرباء احمد الذي يعمل كمنتسب في السجن عرف الجيران بأن محمود وفي آخر تعداد لما تبقى من السجناء بعد حادثة الهروب لم يكن موجودا وثبت اسمه من ضمن السجناء الهاربين بحسب قول قريبه(خلف)،كان الجميع متعاطفا مع أم احمد لمجهولية مصير ولدها احمد، عرفت كأم من قلبها ومن ادارة السجن بعد مراجعتها لهم ان ولدها من ضمن أسماء النزلاء المفقودين.
هروب البرلمان بعد هروب السجناء
استسلمت أم احمد مفجوعة للامر الواقع وكان التلفاز وسيلتها والشاشة الباب الوحيد لمعرفة مصير ولدها، فقد عاشت لحظات فرح كبيرة وهي تسمع الهبة غير المسبوقة من قبل اعضاء مجلس النواب ،في متابعة ما حدث ومعرفة الحقائق ومحاسبة المقصرين وملاحقة العناصر المتواطئة التي تقف وراء ما حدث، ومع كل مؤتمر صحافي لهذا النائب او ذاك كانت ام احمد تتفاعل مع قلقها واسئلتها التي لاتنتهي، حتى جاءت لحظة المأساة الكبرى بالنسبة لها في الاقل، حين سمعت من خلال التلفاز ان رئاسة مجلس النواب الموقرة قررت تأجيل جلسات البرلمان الى شعار آخر، وهذا الخبر كان بمثابة الصدمة التي اثارت العديد من الاسئلة عند تلك المرأة المنكوبة، التي اخذت تطرح اسئلتها على جاراتها ولم تجد غير دموعهن تواسي وتهدأ من لوعتها التي اجبرتها على التصريح بمرارة صائحة" لماذا يهرب أعضاء البرلمان بعد هروب النزلاء؟،ومن الذي يأتيني بخبر ولدي محمود؟.
النواب مشغولون برزم الحقائب
أم احمد واحدة من شعب محبط مبتلى أثارته خطوة ممثلوه في البرلمان ،بل ان بعض البرلمانيين استنكر تلك الإجازة في وقت يعيش البلد حزمة من الازمات التي تجعله على شفا هاوية تعيده الى المربع الأول المظلم.
هذا وقد رفع مجلس النواب جلسته الثانية عشر التي عقدها السبت الماضي حتى إشعار آخر، وهذا ما اثار حفيظة الشارع واستغراب واستنكار بعض اعضاء مجلس النواب.
المواطن جاسم محمد سلطان بين للمدى وكانت الحسرة والالم سمة حديثه "كنا نتوقع من الذين انتخبناهم ان يكونوا بمستوى مسؤولية ما يحدث، فهل من المعقول ان يهرب المئات من المجرمين العتاة وبرلماننا يكتفي بالشجب والاستنكار ،ايعقل ان تضرب بغداد بسبعة عشر انفجار والبرلمانيين مشغولون برزم حقائب سفرهم هم وعوائلهم الى خارج البلاد، بعد ان وفرت لهم رئاسة السلطة التشريعية موازنات شخصية لا يعقلها اي انسان، ويختتم سلطان حديثه بالقول نتمنى على المرجعيات الدينية ان تقول كلمتها بعد ان تبين للجميع ان الحكومة والبرلمان غير مباليان بما يحدث للشعب العراقي من مآس يومية .
عمرة الحج أم إعمار البلد؟
رسول جابر موظف في وزارة النفط استنكر وبألم تصرفات مجلس النواب التي وصفها باللامنطقية وتعد استهتارا بالقيم الاخلاقية التي دلت بوضوح على ان المنافع الشخصية للاعضاء هي اهم من حياة الشعب، ويرى جابر ان ادعاء بعض البرلمانيين بانهم سيقضون إجازاتهم في اداء العمرة مثيرا للسخرية في وقت يحتاجهم الشعب لتعمير الخراب الحاصل في البلد، مؤكدا بان أموالهم ومنافعهم حرام عليهم الى يوم الدين وحمل جابر السلطتين التشريعية والتنفيذية ذمة دماء الأبرياء من أبناء الشعب لكونهم المسؤولين امام الله والقانون عن الفواجع التي يعيشها البلد.
المصيبة ان البرلمان اكتفى بإدانة وشجب التفجيرات على لسان رئيس المجلس أسامة النجيفي، في حين كانت ادانات العديد من الدول الاجنبية اكثر حرصا وخشية على مستقبل البلد، ولم تكن الادانة مقتصرة على المواطنين فقط فقد أثارت إجازة السادة النواب في هذا الظرف العديد من المسؤولين في السلطتين حيث بينت النائبة سميرة الموسوي للمدى" من الخطأ تمتع مجلس النواب بعطلة بعد التدهور الامني الذي تعرضت إليه البلاد"، مشيرة الى ان "الدول الاخرى ذات النظام البرلماني، إذا ما تعرضت بلدانها لهجمات إرهابية، تسارع إلى إنهاء إجازاتها الاعتيادية الأسبوعية والمباشرة بالحضور"، وأوضحت الموسوي في تصريحاتها للمدى امس الاول" ان "العشرات من البرلمانيين سافروا خارج العراق مصطحبين عوائلهم"، واشارت الى ان "الدول التي قصدها البرلمانيون هي ضمن منطقة الشرق الأوسط وخاصة لبنان والأردن إضافة إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة في العشرة الأواخر من شهر رمضان".
الحضور من اجل الراتب
وحول الانهيار الأمني الذي شهده العراق صباح الاثنين، تقول النائبة عن دولة القانون سميرة الموسوي، في اتصال مع "المدى"، أن "الكثير من النواب مستعدون لعقد جلسة طارئة لمناقشة تداعيات التدهور الأمني ومسألة هروب السجناء من سجني التاجي وأبو غريب".
لكنها أكدت أن "هناك نوابا حضروا إلى المصرف المجاور لبناية مجلس النواب لاستلام رواتبهم دون الدخول لبناية مجلس النواب"، مضيفة أن "البرلمان معطل ولا توجد لجان او جلسات وبالتالي اقتصر سبب الحضور فقط على تسلم الرواتب".
ودعت الموسوي "هيئة رئاسة البرلمان للاجتماع ودعوة مجلس النواب للاستمرار بالعمل دون انقطاع ورفع العطل إلى شعار آخر لمعالجة جميع الإخفاقات".
الموسوي، استغربت "صمت الحكومة وعدم اعطاء اي توضيح حول تداعيات هروب السجناء من سجني التاجي وابو غريب مع اعطاء الارقام الدقيقة للفارين من هذين السجنين بدلا من هذا الصمت والحال ينطبق على مجلس النواب"، معتبرة ان "حادثة سجني أبو غريب والتاجي زلزال نشهد هزاته الارتدادية".
واعدت النائبة ان "العطل التي تمنح للنواب من اجل التواصل مع المواطنين في المحافظات غير مجدية ولا يمكن للنواب التقاء الناس والاستماع لمطالبيهم بهذه السرعة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. مؤيد عبد الكريم

    لماذا يتاجر الاعلام بجراحاتنا ؟الم يكن لضحايا الارهاب والمفخخات والاحزمة الناسفة امهات يجلسن على باب الدار ينتظرن عودة ابنائهن الى البيت وهم يعودون من المجهول الذي صنعته القاعدة والمفسدين من بعض الاجهزة الامية(الامية)

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram