لجنة التحقق بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ، والمكلفة بالنظر في طلبات إعادة المفصولين والسجناء السياسيين الى الوظيفة كأحد الحقوق المشروعة، استنادا الى قانون شرع في وقت سابق وبعنوان عريض الغرض منه إنصاف المتضررين من سياسة النظام السابق ، هذه اللجنة من تعرف و اصطدم بتعليماتها وضوابطها الصارمة ، منحها صفة امتلاك حاسة شم تستطيع بها قراءة مستقبل مراجعيها "ومدى إيمانهم بالعملية السياسية" ، واحترام الدستور والقانون والابتعاد عن القيام بأي يدور يمكن ان يهدد امن السلطة. ومن راجع اللجنة من الشيوعيين ذاق السم، وغيرهم حصلوا على السمسم ، والشواهد والوقائع كثيرة ، وهي خير دليل على "نزاهة " لجنة التحقق عندما رفضت منح اسرة احد مؤسسي نقابة المعلمين الشهيد الدكتور صفاء الحافظ ما ينصف اسرته ، لأن اللجنة الحكومية (التي تبدو مكلفة بمكافحة الشيوعيين وأنصارهم ومؤيديهم)، تريد المزيد من المعلومات والدليل القاطع لإثبات ان الحافظ ورفاقه اعدموا من قبل النظام السابق .
الاعلامي والكاتب عبد المنعم الاعسم والفنان صفاء حسن "ابو الصوف " والشاعر جليل حيدر وآلاف غيرهم ممن يقيمون في الخارج صدقوا "أكذوبة " إنصافهم واعادتهم الى وظائفهم ، فقدموا معاملاتهم ليخوضوا ماراثون الروتين في العراق الجديد ، ولم يحصلوا حتى الان على حقوقهم ، لان "مقصلة لجنة التحقق" صممت وبقصدية لرقاب الشيوعيين ومؤيديهم واصدقائهم ، ومن تعاطف معهم ، في حين من كان منتميا لأحزاب اخرى ، حصل على حقوقه كاملة، مع التقدير والاحترام والإشادة بالدور النضالي ، وليس من المستبعد ان يكون بين هؤلاء من قدم وثائق مزورة للحصول على حقوقه كما هو الحال في اعضاء في مجلس النواب ، شغلوا مقاعدهم بشهادات مزورة باعتراف هيئة النزاهة.
هل من العدالة ان تتعامل لجنة اختارت التحقق بمعنى اثبات الحق مع القوى الوطنية بهذه الطريقة ، وهل عجزت عقول المسؤولين في المنطقة الخضراء عن معرفة الراحل الشهيد صفاء الحافظ ، ام لانه شيوعي فلا يستحق الإنصاف ، ولابد ان تنال مقصلة اللجنة رقاب من تبقى من اسرته ، بمشورة احد خبراء اللجنة من امثال المستشار الاعلامي السابق لاكبر مسؤول في الحكومة ، وعضو البرلمان الحالي الذي يقدم خدماته المجانية للجنة وهو يجهل اسماءالمعدومين من خارج حزبه ، لفقدانه ذاكرته منذ منحته دولة جارة الحاسة السادسة ، ويتلخص عمله بالوقوف ضد عودة العلمانيين واليساريين والشيوعيين المتقاعدين عن العمل السياسي، الى وظائفهم ، لان هؤلاء من امثال الاعسم وغيره سيهددون الامن القومي ومستقبل علاقة العراق بالدولة الجارة.
من المعروف جدا بين الحركات الوطنية ذات المواقف المعارضة للنظام السابق ، بانها تحتفظ بعلاقات متينة ، والقيم الاخلاقية تحتم عليها الالتزام بوعود سابقة ومن بينها إنصاف الضحايا ، ولجنة التحقق العاملة بتوجيهات المستشار السابق صاحب 300 صوت من ناخبي محافظة ميسان ، اعتمدت السم والسمسم في التعامل مع المراجعين ، في وقت اعادت الحكومة وضمن اجراءات المساءلة والعدالة آلاف البعثيين السابقين الى وظائفهم او منحتهم رواتب تقاعدية ورفع الحجز عن عقاراتهم .
من تلاحقهم لعنة لجنة التحقق ونظرة خبيرها المستشار والبرلماني الحالي المدافع العنيد عن امن الجار قبل اهل الدار، يناشدون قادة القوى الديمقراطية ، ومنهم زعيم الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى، الضغط على الحكومة لمراجعة أداء لجنة التحقق ، ولسان حالهم يقول "رفيق ابو داود شد حيلك" وعليهم .
سم للشيوعيين وسمسم لغيرهم
[post-views]
نشر في: 30 يوليو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
alkhazraje
ليس غريبا ان تتعامل السلطة مع الشيوعيين بهذه الطريقة الكلاسيكية لأن الشيوعيين هم اول حزب سياسي على الساحة العراقية كما انهم اول من قدم الشهداء على طريق الوطن الحر والشعب السعيد وهذة مثلبة يحاسب عليها قانون الحكومة .لكن الحال لا يمكن ان تبقى هكذا ...