يتواصل العمل وبشكل دؤوب في اربيل من اجل اعادة بوابة قلعتها التي افتقدها الناس منذ شهرين حيث رفعت القديمة المقلدة بانتظار وضع البوابة الاصلية التي يعاد بناؤها حالياً في وقت اخذ اقدم اسواق اربيل بارتداء حلته الجديدة بعد ان شملته حملة التجديد الدائرة حا
يتواصل العمل وبشكل دؤوب في اربيل من اجل اعادة بوابة قلعتها التي افتقدها الناس منذ شهرين حيث رفعت القديمة المقلدة بانتظار وضع البوابة الاصلية التي يعاد بناؤها حالياً في وقت اخذ اقدم اسواق اربيل بارتداء حلته الجديدة بعد ان شملته حملة التجديد الدائرة حالياً في محيط قلعة اربيل تمهيداً لإدراجها على اللائحة الدائمية للتراث العالمي.
وأكد رئيس الهيئة العليا لإحياء قلعة اربيل دارا يعقوبي ان البوابة التي يتم العمل عليها حالياً هي جزء من تراث القلعة التاريخي والاجتماعي لافتاً الى ان البوابة القديمة التي يمتد عمرها لمئات السنين هدمت في نهايات العقد الخامس من القرن الماضي.
وأوضح يعقوبي ان قلعة اربيل بقيت من دون بوابة الى نهاية السبعينات حين قام النظام السابق ببناء بوابة لم تمثل الشكل التاريخي الحقيقي لقلعة اربيل وان البوابة التي يتم العمل عليها في الوقت الحاضر سيلغ ارتفاعها 15 مترا وعرضها 25 مترا مكونة من نوع الطابوق نفسه الذي بُنيت به القلعة.
وتشهد القلعة اعمال بناء كبيرة وحركة مستمرة على مدار اليوم للعمال والآلات التي لا تهدأ لحظة فالجميع يريد انجاز العمل قبل الموعد المقرر له في حين تجد من بين العاملين من هو مولع بحب الآثار والتراث ومنهم نوزاد كريم الذي يشعر بمتعة كبيرة في عمله بصيانة القلعة ويستشعر الفخر حين يتجول بين أزقة هذا الصرح الكبير الذي سجله التاريخ باعتباره قاهر الغزاة وأول مستوطنة بشرية مسكونة حتى الآن.
ومع انه عامل بسيط يعمل بأجر يومي مع الشركة التي تتولى اعمال الصيانة إلا ان كريم يمتلك من المعلومات الشيء الكثير ويبدو في منتهى الثقة وهو يوضح بان قلعة اربيل تنقسم منذ فترة الدولة العثمانية إلى ثلاثة أحياء وهي السراي، ويضم المؤسسات الحكومية كمقر الحاكم ودائرة النفوس والبلدية والشرطة والسجن، والطوب خانة وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى وجود وحدة مدفعية تابعة للجيش العثماني فيه، أما الحي الثالث فيدعى التكية وجاء الاسم بسبب وجود زاوية تخص أتباع الطريقة القادرية، ويقطع قلعة اربيل شارع وحيد وبإمكان الناس والمركبات استخدامه.
ويتابع كريم حديثه ويتحول لشرح أبواب القلعة ومنها السراي والكبير والجنوبي، وباب الأحمدية وتم استحداثه عام 1921 وسمي نسبة الى احمد عثمان ابو بكر أول محافظ لأربيل في حين يُعد الباب الشرقي هو احدث هذه الأبواب وتم استحداثه سنة 1935.
وسبق لمحافظة اربيل ان وقعت عقدين مع منظمة اليونسكو يتضمن الاول مشروع إعادة صيانة وترميم السياج الخارجي للقلعة، في حين يركز العقد الثاني على إحياء البنية التحتية كالخدمات من مياه ومجارٍ وكهرباء وغيرها، ثم بناء حي سكني واحد سيخصص تحديدا لموظفي الحكومة العاملين في مجال تلك الخدمات، مع تشييد عدد من الموتيلات السياحية، وإنشاء دكاكين للعروض الفلكلورية وقاعات أخرى للعروض، وسيترافق ذلك مع تجديد عدد من الحمامات والمقاهي الشعبية.
وامتدت اعمال الصيانة والتجديد لتشمل سوق القيصرية القريب من القلعة الذي يعد من اقدم اسواق اربيل التي لا زالت قائمة الى الان حيث يصل عمره الى اكثر من 200 سنة وبدا هذه الايام بارتداء حلته الجديدة حيث بنيت جدرانه وسقفه من الطابوق التراثي ووفق الطراز الأصلي الذي كان عليه، وبالاضافة الى شكله التراثي الجميل فأن ميزة السوق بعد التجديد هي الاجواء المنعشة بداخله وخلال اشد ساعات الظهيرة حرارة حيث يؤكد الباعة القدماء داخل السوق ان الطراز المعماري الذي اُعيد به تجديد السوق يراعي الظروف المناخية سواء من خلال نوع مواد البناء او الاساليب المستخدمة وجميعا تشكل منظومة عزل لأشعة الشمس الحارة وتعمل على تبريد داخل السوق.
ويلاحظ الزائر لسوق القيصرية في ايام شهر رمضان الحالي ان الكثير من المتبضعين يهربون من حرارة الجو الى داخل السوق الذي تبقى أجواؤه لطيفة برغم زحامه بعدد كبير من الزائرين ومنهم لمياء عبدالله الجنابي التي تؤكد ان اجواء السوق اختلفت تماماً عن زيارتها السابقة في رمضان الماضي.
وتوضح الجنابي ان الداخل الى السوق يحس فعلاً انه يعيش في أجواء نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وهي الفترة التي ينتمي لها طراز البناء الذي جدد به القيصرية وتقطع كلامها طالبة مني التقاط مجموعة صور لها ولأطفالها وفي زوايا مختلفة من السوق.
ومع ان اسمه سوق القيصرية الا انه في الحقيقة مجموعة اسواق تخصصية متداخلة فهذا سوق الذهب وذاك سوق العطارين وبعدهم سوق الاقمشة والخياطين وهناك سوق الحلويات والمكسرات وتجد ايضاً سوق خاصة بالنجارين وغيرها من الاسواق التي تشكل مدينة تجارية متكاملة يمكنك دخولها من اكثر من عشرة ابواب تحميل تسميات مرتبطة بمهنة معينة ومنها باب الصفارين الذي يقع بالقرب من جامع الحاج نوري وباب القصابين وباب الصاغة بجانب جامع الحاج داوود وباب القلعة الذي يشكل مدخل سوق الحلويات والعسل بالاضافة الى العديد من الأبواب الأخرى.