TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > 2 آب.. لهّاب وإرهاب

2 آب.. لهّاب وإرهاب

نشر في: 31 يوليو, 2013: 10:01 م

ماذا تحمل ذاكرة العراقيين من تصورات وآراء حول يوم 2 أب من العام 1990 ؟ عندما شهدت المنطقة ، وعلى يد من يدعي انه صاحب مشروع انبعاث الأمة ومجددها ، حماقة من العيار الثقيل ، بغزو الكويت ، في سابقة لم تحصل في التاريخ الحديث ، ولكنها حصلت لتعبر عن نزوة ورغبة صاحب الغزوة في تحقيق المزيد من الفتوحات والانتصارات الوهمية ، عسى ان يمنحه الحلفاء والأصدقاء تعويضات خسائر حماقة سابقة تحت عنوان ،الدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي .
زلزال غزو الكويت وبعد 23 عاما على مروره ، شغل ذاكرة الكثير من العراقيين وقواهم السياسية ، وجعل الحكومة الحالية تقوم بدفع التعويضات وتقديم التسهيلات ، وربما حتى التنازلات لغرض تطبيق قرارات الأمم المتحدة ، للخروج من طائلة الفصل السابع ، وتحقق لها هذا الإنجاز ، وكعادتها ، زفت بشرى الخروج من العقوبات الدولية للشعب العراقي ، ليحتفل بطريقته الخاصة مع نظيره الكويتي بإزالة جميع مظاهر "الغزو " والعدوان .
السؤال المتداول حول غزو الكويت هو ماذا جنى الشعب العراقي من زلزال 2 آب؟ ، والجواب على هذا السؤال جاء بقرارات أممية ، وعملية عسكرية دمرت البنية التحتية ، وجعلت شعب النفط ، تحت ظروف اقتصادية صعبة ، فاضطر الى الفرار من الوطن والبحث عن ملاذاتآمنة في دول خارجية، فيما ظلت راية انبعاث الأمة وتجديد مشروعها النهضوي ، توزع مع مفردات البطاقة التموينية ، من اجل تحفيز العقل العراقي لخوض معركة قومية مصيرية أخرى.
إعلام النظام السابق وفي كتاب "المنازلة الكبرى " قدم شاهد إثبات على ان قرار غزو الكويت صدر بعد ان فشل اجتماع عقد في المملكة العربية السعودية حضره الأشقاء من كبار المسؤولين العراقيين والكويتيين ، لتسوية الخلاف بين البلدين ، وفي الثاني منآب "تأججت الغيرة اليعربية والشهامة البدوية " فانتفضت لتعيد أمجادالأجداد وفتوحاتهم ، عندما وصلوا الى بلاد السند والهند شرقا وحتى بحر الظلمات غربا ، وبدأت الصفحة الأولى من ملف"طيحان الحظ" الذي يعد واحدا من ابرز الملفات الشائكة والعالقة في العراق ، ومازال يحتفظ بكل تداعياته وانعكاساته .
بعض القوى السياسية العراقية وبعد مرور عقدين على الغزو، تعاطت مع هذا الملف بطريقة وأسلوب كتاب المنازلة الكبرى ، بمعنى انهالاتريد التخلص من النزعة الانتقامية في التعامل مع الآخرين ، وخطورة هذا التوجه تكمن في تحشيد قواعدها الشعبية على قبول التعامل مع الثاني من آب بوصفه يوماً قوميا كان يهدف الى توزيع الثروات العربية بشكل عادل ، لمواجهة المخططات الصهيونية والامبريالية ، وهذا الموقف تخلى عنه حتى عزة الدوري ، عندما قال في خطاب منسوب له بث عبر عدد من وسائل الإعلام الثلاثاء الماضي بان غزو الكويت كان "هفوة تاريخية" ، وبين الهفوة والجفوة ، يبدو ان الرفيق الدوري يرغب في تصحيح ما تحمله ذاكرته عن زلزال الثاني من آب اللهاب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram