TOP

جريدة المدى > كردستان > رمضان ينعش تجارة السبح في أربيل.. والواحدة تباع بأكثر من سبعة ملايين دينار!

رمضان ينعش تجارة السبح في أربيل.. والواحدة تباع بأكثر من سبعة ملايين دينار!

نشر في: 31 يوليو, 2013: 10:01 م

الفضول وحده دفعني لاستكشاف سبب تجمع عدد كبير من الشباب والمسنين تحت الساعة الأثرية المجاورة لقلعة أربيل حيث تشتد النقاشات والمساومات وتدخل الخواطر لحسم مسألة بيع أو شراء سبحة _مسبحة باللغة الفصحى_ التي تشهد تجارتها انتعاشاً واضحاً خلال أيام شهر رمضان

الفضول وحده دفعني لاستكشاف سبب تجمع عدد كبير من الشباب والمسنين تحت الساعة الأثرية المجاورة لقلعة أربيل حيث تشتد النقاشات والمساومات وتدخل الخواطر لحسم مسألة بيع أو شراء سبحة _مسبحة باللغة الفصحى_ التي تشهد تجارتها انتعاشاً واضحاً خلال أيام شهر رمضان المبارك.

 ويقع سوق السبح في شارع فرعي بالقرب من الساعة الأثرية القريبة من قلعة أربيل التاريخية ويتألف في غالبيته من عدد من الباعة الذين يفترشون الرصيف لعرض بضاعتهم في حين يمارس آخرون المهنة في محال مختصه بالمقتنيات الأثرية ،كالأواني النحاسية والمفروشات إضافة إلى السبح التي تلاقي رواجاً كبيراً سواء كان من أهالي المدينة أو الوافدين العرب والسياح الأجانب.

ويعد كاكه حسن (أبو دلير) واحداً من أقدم الباعة في هذا السوق ويصنف أنواع السبح بحسب المادة المصنوعة منها، فهناك الكهرب والكهرمان والنارجين واليسر والسندلس والعقيق والفيروز والمرجان والعاج . وكل واحده من هذه المواد تستورد من دولة معينة وتكون لها طريقة خاصة في الصنع إضافة إلى الفوائد التي تتميز بها والأسعار التي تباع بها.
وتستورد اغلب المواد الداخلة في صناعة السبح من الخارج ، فالكهرب يكون بنوعين احدهما ألماني وهو الأكثر جودة والآخر بولوني أما الكهرمان فيستورد من ايران وباكستان في حين تأتي مادة اليسر وهي أخشاب بحرية من اليمن والسعودية ومصر إضافة إلى استيراد العاج من أفريقيا.
ويبين أبو دلير انه بالرغم من وجود العديد من معامل وورش صناعة السبح في أربيل أو باقي مناطق العراق إلا ان الباعة والتجار يفضلون المستورد من هذه البضاعة بسبب أسعارها، الأمر الذي بات يهدد هذه الصناعة وينذر باندثارها، مبيناً انه في السابق كان الاستيراد يقتصر على المادة الأولية الداخلة في صناعة السبح، أما الآن فأصبحت السبحة الجاهزة تستورد من دول العالم وخصوصاً الصين والسعودية ومصر وتركيا وسيرلانكا.
وتبدأ تسعيرة المسابح في سوق أربيل من الألف دينار وهو ثمن السبح البلاستيكية المصنوعة في الصين وتعد اقل الأنواع جودة في حين سجلت سبحة مصنوعة من الكهرب الألماني اعلى سعر في هذا السوق حيث بيعت بسبعة ملايين ونصف المليون دينار وبين هذين الرقمين تتوزع بقية الأنواع فنجد سبحة اليسر يصل سعرها إلى 200ألف دينار والسبح العاجية المصنوعة من أنياب الفيل تباع باقل من 100 ألف دينار وهناك السبح الخشبية التي تباع بحدود الخمسين الف دينار، ويعد سيد خالد البائع الأقدم والأكثر خبرة في تثمين السبح بهذا السوق وغالباً مايتم الاحتكام إليه في تقدير أسعار السبح الثمينة.
واعتاد عدنان الجنابي على المرور بسوق السبح في كل زيارة أو مهمة عمل يقوم بها في أربيل ويؤكد انه يعرف اغلب الباعة فيه وهو يبحث عن كل قديم وغريب من أنواع السبح التي يمتلك منها مجموعة كبيرة مقسمة بحسب موادها وأوزانها وأسعارها.
ويقدم الجنابي نفسه على انه مدمن ومحب لعالم السبح التي يقدمها له أصدقاؤه ومعارفه كهدايا بعد أدائهم فريضة الحج أو العمرة أو رجوعهم من زيارات إلى الدول المجاورة ، مشيراً إلى انه ورث هذا الولع من والده الذي خلف بعد وفاته مجموعة من اندر السبح.
وعن الاستخدامات المتنوعة للسبح يقسم الجنابي هذا الموضوع الى الاستخدام الأكثر شيوعاً وهو في الأذكار عقب الصلاة وهناك الاستخدام الطبي للسبح حيث يعرف الكهرب بفوائده في علاج المفاصل وتنظيم الدورة الدموية في حين تستخدم سبح اليسر لتهدئة القلب وعلاج الحالات النفسية ، في حين يرى البعض وخصوصاً الشباب بان الاستخدام الأهم للسبحة هو كجزء مكمل لمظهرهم الخارجي و لا تكتمل الأناقة إلا بها.
وبالنسبة إلى تقسيم السبح نسبة إلى أطوالها فان البائع اردلان يوضح بأن اقصرها هي سبحة الـ33 خرزة وتستخدم لأغراض الزينة والتسلية ويكون الطلب عليها دائماً من السياح الأجانب والوافدين العرب، فيما تسجل سبحة الــ101 اعلى نسبة من الطلب بالنسبة لسكان إقليم كردستان عموماً وأهالي أربيل خصوصاً وتستخدم في الأذكار عقب الصلوات بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل سبحة الــ61 أو الــ200 وهي اقل استخداماً وشيوعاً.
ويفترش اكثر من 45 بائعاً الرصيف في سوق السبح خلال الأيام الاعتيادية ولكن هذا العدد يرتفع إلى الضعف في أيام الجمع والعطل حيث ترتفع نسبة الإقبال على هذا السوق وخصوصاً من أبناء المحافظات العراقية الأخرى والسياح الأجانب الذين يبحثون عن السبح الغريبة والمميزة ويشترونها بالجملة كهدايا لأصدقائهم ومعارفهم .
ويعتقد الحاج صباح حمه وهو أحد رواد سوق السبح في أربيل بأن المسلمين اخذوا السبحة من بلاد الهند التي تشير اغلب المصادر التاريخية إلى ان سكانها عرفوها قبل الإسلام بعشرات القرون ويظهر هذا في الآثار والرسوم الهندية القديمة التي تحمل صوراً عديدة للسبحة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram