اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > ديموقراطية المكان..أفكار في التصميم العمراني والحضري لمدينة بغداد

ديموقراطية المكان..أفكار في التصميم العمراني والحضري لمدينة بغداد

نشر في: 2 أغسطس, 2013: 10:01 م

«حيث يولد النظام، تولدت الرفاهية» بهذه الكلمات الموجزة اختصر "لوكربوزيه " المعماري العالمي السويسري والفرنسي الأصل (1887 - 1965) مفهوم التصميم الحضري والعمراني للمدينة. يعد هذا المعماري رائد عمارة الحداثة وأفكار الحداثة في التصميم الحضري

«حيث يولد النظام، تولدت الرفاهية» بهذه الكلمات الموجزة اختصر "لوكربوزيه " المعماري العالمي السويسري والفرنسي الأصل (1887 - 1965) مفهوم التصميم الحضري والعمراني للمدينة. يعد هذا المعماري رائد عمارة الحداثة وأفكار الحداثة في التصميم الحضري للمدينة في القرن العشرين. كتب "لوكربوزيه " في عام 1950" زرت المانيا ورأيت مناطق سويت بالأرض بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 لكن عندما زرتها مرة اخرى في الستينات، وجدت تلك الاماكن تتمتع ببناء جميل وشوارع منظمة. ان السبب في ذلك هو تكون مجتمع متنام ويملك حرية الإبداع والابتكار".
تعد مدينة بغداد منذ تأسيسها عام 762 ميلادية ولحد اليوم من اهم مدن العراق لأنها العاصمة اولا ولأنها مدينة ذات بعد حضاري وتاريخي طويل كون هويتها الحضارية، إضافة الى اهميتها العلمية والاقتصادية المتمثلة في جامعاتها ومؤسساتها الادارية والحكومية. اعدت لبغداد في كل تاريخها اربعة مخططات اساسية خلال نصف قرن واستنادا الى احد وثائق امانة بغداد فأنه قد نفذ واحداً منها فقط واعترته الكثير من التجاوزات والاختراقات لأهدافه وخطوطه العامة. وقد شملت هذه التصاميم بالتتابع:
1- التصميم الأساس المعد من قبل الاستشاري مونوبيريو سبنسلي، مكفارلين (البريطاني الجنسية) المتعاقد معه عام 1954
2- التصميم الأساس المعد من قبل مؤسسة دوكسيادس (اليونانية) عام 1958
3- التصميم الأساس المعد من قبل مؤسسة بول سيرفس (البولونية) للأعوام 1965-1973
4- المخطط الإنمائي الشامل المعد من قبل مؤسسة (جي سي سي اف) اليابانية عام 1984 وما بعدها
واليوم.. أين هي بغداد بعد كل هذا؟ وما الذي يحدث داخل هذه المدينة وحولها وهي التي كانت يوما من اكبر واهم عواصم الشرق الأوسط. ما يحدث اليوم في بغداد يدعونا ان نفكر جليا وجديا وبكثير من المسؤولية حول حاضرها المدني والعمراني والثقافي والتاريخي وان نتساءل بروح من الشفافية والمسؤولية:
- هل يمكن ان نعيد بغداد مرة أخرى؟ هل يمكن الشروع في العمل من اجل تصميم اساس جديد يتلاءم ومميزات وخصائص المدينة العصرية في القرن الحادي والعشرين. او هل يمكن في الاقل اعادة فكرة دراسة التصميم الاساسي لمدينة بغداد حتى يمكن ان نتوصل الى أسس تخطيطية وعمرانية جديدة تحمل رؤية موحدة ومنسجمة للحفاظ على القيم والمبادئ التاريخية والحضرية للمدينة. 
- هل نحن حقا على دراية وعلم حقيقين بما يحدث فيها وما يمكن ان يؤول اليه العبث الحاصل من اهمال، وتركها تغرق بين حطام الحروب والحصار وآثار الفساد وانعدام الأمن وما يجري من تخريب وتشوية على ارض الواقع .
- هل يمكن حقا للنخبة من المعماريين والمصممين الحضريين والباحثين الجماليين والفنانين ان يرسموا لبغداد اسسا تخطيطية وتصميمة وجمالية جديدة وان يرسموا شكل المدينة وعمارتها المستقبلية حتى لا تفلت الأمور اكثر مما هي عليه الآن وتغرق المدينة وتختفي في فوضى من عدم المسؤولية.
منهجية التعمير والعمران
ان ما يميز فلسفه العمارة المعاصرة والتخطيط الحضري المعاصر هو تلك النظرة الصفائية للطبيعة والمدينة كقطبين متفاعلين ومنسجمين مع الانسان، حيث تجمعهما بساطة الأشكال والتنظيم والانضباط. فعندما نترجمها الى الواقع العملي فهذا يعني ان كل مبنى او شارع او متنزه هو من الطبيعة واليها مثلما ان كل لون هو من الطبيعة واليها. هذا يعني ان كل شكل عمراني بمظهره الخارجي وتكوينه الداخلي يجب ان يتفق مع صفة وطبيعة الغرض الذي أنشئ من أجله في زمان ومكان معينين.
ولهذا نرى ان التصميم الحضري للمدينة اليوم يشكل الاهتمام الاكبر للمخططين والمعماريين في العالم وعلى العكس من ذلك نجد لدينا قصورا كبيرا في هذا المجال. لقد ضاع ذلك التفرد الذي كنا ندعو في سبعينات القرن الماضي من اجل عمارة عراقية وعربية اسلامية. فالعمارة العربية والاسلامية هي ليست الشكل الخارجي التقليدي الذي شاعت به من زخارف اسلامية او اقواس هندسية او قباب ميزت الجوامع والابنية التاريخية والتراثية وانما هو في مضمونها الفكري والروحي الذي علينا ان نكتشفه من جديد في عمران المدينة الحديثة. علينا ايجاد اسلوب مناسب للعمران والتخطيط ولعمارة عراقية ممزوجة بالتراث مستفيدا في الوقت ذاته من اسلوب العمارة الحديثة.
تعكس العمارة والتخطيط الحضري أيا كانت حدودهما المكانية والزمانية القيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجمالية لأي مجتمع في العالم. ولهذا السبب تكمن اهمية تطوير بحوث التصميم الحضري والعمراني للمدينة والحفاظ على القيم الاجتماعية والتاريخية والتي تحكم الارض والطبيعة والعمارة. فالتصميم الحضري المعاصر ينبني اساسا على اهمية دراسة وتصنيف القيم الجمالية والمدنية من جانب والقيم المعمارية والحاجات الانسانية التي تؤثر في تصميم الارض والطرق والمنشآت والأبنية من جانب آخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram