TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > موجات من التفاؤل تبارك روحاني لكن مهام ثقيلة في انتظاره

موجات من التفاؤل تبارك روحاني لكن مهام ثقيلة في انتظاره

نشر في: 2 أغسطس, 2013: 10:01 م

اجتاحت موجة من التفاؤل ايران منذ انتخاب حسن روحاني رئيسا للبلاد الشهر الماضي لكن عندما يتولى منصبه يوم غد الأحد ستكون هناك مهمة ثقيلة في انتظار رجل الدين المعتدل تتمثل في حل النزاع النووي وتخفيف العقوبات الصارمة وانعاش الاقتصاد المتداعي.وان لم يكن

اجتاحت موجة من التفاؤل ايران منذ انتخاب حسن روحاني رئيسا للبلاد الشهر الماضي لكن عندما يتولى منصبه يوم غد الأحد ستكون هناك مهمة ثقيلة في انتظار رجل الدين المعتدل تتمثل في حل النزاع النووي وتخفيف العقوبات الصارمة وانعاش الاقتصاد المتداعي.
وان لم يكن هذا كافيا فسيكون عليه القيام بهذا بينما يحاول تلبية مطالب حلفائه الاصلاحيين وتطويق المحافظين الذين هزمهم في الانتخابات لكنهم لا يزالوا يهيمنون على البرلمان ومفاصل الدولة.

لكن بغض النظر عن التقدم الذي سيحرزه روحاني إن تمكن من ذلك أصلا في حل مشكلات ايران العديدة فقد انقضت السنوات الثماني من حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد وهو ما يثلج صدر منتقديه في الداخل والخارج.وأجهضت لهجة أحمدي نجاد الفظة وعدم رغبته في التوصل لحل وسط فرص التوصل لأي اتفاق نووي مع الغرب بينما أدى تشديد العقوبات وسوء الادارة المحلية وسوء توزيع الدعم الحكومي إلى ارتفاع التضخم فوق 40 في المئة مما زاد من حجم معاناة الكثير من الايرانيين.

قال أحد سكان طهران "قبل الانتخابات كان الجميع يقولون أي شخص..أي شخص على الاطلاق سيكون أحسن من أحمدي نجاد... الآن الناس يتمنون أنه ربما يكون بمقدور روحاني تغيير الأمور على الأقل قليلا."
وفي الخارج قوبل انتخاب روحاني بنفس التفاؤل حيث تعهد الرئيس الجديد بانتهاج أسلوب أقل صداما في محادثات ايران مع القوى العالمية الست حول برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بانه محاولة مقنعة لإنتاج أسلحة نووية. وتقول ايران إن برنامجها النووي للأغراض السلمية.
يقول تريتا بارسي رئيس المجلس الوطني الايراني الأمريكي "ينظر إلى الانتخاب التاريخي لحسن روحاني الشهر الماضي في ايران على نطاق واسع على انه رفض للتطرف واحتضان للاعتدال. انتعشت الآمال في إمكانية التوصل إلى حل عبر المفاوضات للأزمة النووية."
ومع ذلك فروحاني ينتمي بشدة للجمهورية الاسلامية إذ عمل 16 عاما رئيسا لمجلس الأمن الوطني الأعلى وكان خلال الثماني سنوات الماضية أحد ممثلين شخصيين للزعيم الأعلى علي خامنئي في نفس المجلس. لكن روحاني ما زال قادرا على ترك انطباعات جيدة.
قال روحاني في أول مؤتمر صحفي بعد انتخابه "بالطبع خططنا النووية تتمتع بشفافية كاملة لكننا على استعداد لاظهار مزيد من الشفافية...ثانيا سنعمل على زيادة حجم الثقة المتبادلة بين ايران والدول الأخرى."
وأضاف "الثقة المتبادلة والشفافية في اطار التشريعات والمبادئ الدولية هي الحل لانهاء العقوبات...يجب علينا في البداية أن نمنع فرض عقوبات جديدة ثم نقللها وأخيرا نرفعها بالكامل إن شاء الله."ومع ذلك أخفقت هذه الكلمات في التأثير على مجلس النواب الأمريكي الذي وافق بسهولة يوم الأربعاء على مشروع قانون بتشديد العقوبات على ايران وخفض المزيد من صادراتها النفطية بالرغم من تحذيرات من مسؤولي البيت الأبيض الذين قالوا أنهم يريدون منح روحاني فرصة.
وربما يمنح رد فعل روسيا احدى القوى الست روحاني متنفسا إذ قالت إن خطوات الولايات المتحدة لن تحل النزاع حول برنامج ايران النووي.
كما أدلى روحاني بتصريحات تصالحية بخصوص سوريا حيث قدمت ايران التدريب العسكري والائتمان لمساعدة الرئيس بشار الأسد في معركته المستمرة منذ أكثر من عامين لدحر المقاتلين الذين تدعمهم دول الخليج العربية وبعض البلدان الغربية.
وبينما أشاد روحاني بالحكومة السورية لتصديها لما وصفه "بالسياسات والممارسات الاسرائيلية التوسعية" عرض التوسط بين الأسد "وأطراف المعارضة التي تكافح من أجل الديمقراطية والحكم الرشيد."
لكن الرئيس لا يملك سوى القليل من السيطرة على الأنشطة بعيدا الحرس الثوري الذي يرفع تقاريره مباشرة إلى الزعيم الأعلى ويتمتع بمصادر تمويل خاصة.
وخامنئي أرفع شخصية في هيكل السلطة الايراني المعقد ويتمتع بالقول الفصل في المسائل النووية والأمنية ويتصرف بقدر من الحرية نسبيا في إدارة الاقتصاد وهي مسألة مهمة بالنسبة للايرانيين.
وبطبيعة الحال يتوقف الكثير على قدرة روحاني على كسب مساحة للمناورة مع العقوبات الصارمة التي تفرضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي ساعدت في زيادة معدل التضخم وخفض قيمة الريال الايراني الى النصف خلال الثمانية عشر شهرا الماضية.وتستهدف العقوبات الأمريكية والأوروبية على نحو متزايد صناعة النفط والغاز الايرانية شريان الحياة للاقتصاد الذي فشلت أجيال من الزعماء الايرانيين في تنويعه بشكل مناسب. وكان الحل من وجهة نظر أحمدي نجاد هو تخليص البلاد من برنامج الدعم المكلف في خطة أشاد بها صندوق النقد الدولي لكن التنفيذ السيئ دفع الحكومة لطبع اوراق نقدية للانفاق على المدفوعات الشهرية لكل أسرة ايرانية.
يقول محمد علي شعباني المحلل الايراني المستقل المقيم في المملكة المتحدة "منذ أن تولى أحمدي نجاد منصبه في 2005 زاد عدد الريالات المتداولة سبعة أمثال. هذا النمو الفلكي في السيولة كان عاملا رئيسيا وراء التضخم."
وتابع "هذا الفيض الهائل من السيولة هو عبارة عن بحث دائم عن سعر فائدة أعلى من التضخم وبالتالي انتقل من الصرف إلى الذهب والعقارات وأحدث فقاعات."
ورغم أن الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة انخفضت قيمته كثيرا فضلا عن تطبيق وسائل تقليدية لمواجهة التضخم مما يثير استياءً شعبياً كبيراً إلى جانب تراجع عائدات النفط والغاز بشدة فان مساحة المناورة أمام روحاني قد تكون محدودة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قراءة أمريكية لتداعيات سقوط الأسد على العراق

صحيفة عبرية: نتنياهو لا يريد انهاء الحرب في غزة لاستمرار نظامه الديكتاتوري

صحيفة أمريكية: العراق مصدر خطر على المسيحيين

تقرير "إسرائيلي" يصوب نحو الخريطة الجديدة: جاء دور العراق

الحوثي يعلن الحرب على إسرائيل ويهدد "بن غوريون"

مقالات ذات صلة

اشتباكات منبج مستمرة.. وأردوغان يهدد أكراد سوريا

اشتباكات منبج مستمرة.. وأردوغان يهدد أكراد سوريا

 متابعة / المدى أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أمس الأربعاء، عن مقتل 5 عناصر من الفصائل الموالية لتركيا وإصابة آخر في اشتباكات شرق منبج، شمالي سوريا.وقالت "قسد" في بيان، إن اشتباكات مستمرة منذ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram