بكل أسف أقول نجح الطائفيون، وفي مقدمتهم كمّ من الإعلاميين والكتاب، في الضحك على انفسهم، أولا، وعلى كثير من البسطاء، ثانياً، في تجريم من ينتقد رئيس الحكومة بحجة "مدروسة" شعار: "ليش بس المالكي؟"!
وبفعل هذا الشعار، الذي تمت "لبلبته" بطريقة متقنة ليصبح كما العباءة لستر روائح الطائفية التي تكمن في صدور المنادين به، نال منتقدو المالكي ما نالوه من تشهير على صفحات الفيسبوك والمواقع والصحف الطائفية. وفي المقابل وهب السيد المالكي وائتلاف "دولته" هؤلاء ما لا يملك فأغدق عليهم بتمويلات سخية لإصدار صحف ومواقع إلكترونية وتأسيس فضائيات ونقابات لا بل وقطع أراضٍ ومناصب ومسدسات. شيء يذكر من لديه ذاكرة منصفة "بمكرمات" صدام على الشعراء الشعبيين الذين طبلوا له ولقادسيته أيام الحرب مع إيران.
طفت صباح الأمس على بعض من صفحات "المثقفين" الذين ثبرونا بتهمة عدم الحياد و"الشخصنة"، وان تركيزنا على تشخيص أخطاء المالكي دون غيره، تقف وراءه مصالح شخصية وجهات محلية وأخرى دولية. لم أجد فيهم من راجع نفسه ولو "بقلبه" وليس بلسانه وأعطانا الحق بعد قمع المتظاهرين العزل في ساحة التحرير يوم الجمعة الفائت.
تفضلوا يا سادة وكونوا مكاننا ونفذوا ما كنتم تدعوننا إليه. أما كنتم تقولون، ولو كان بيدكم أمرنا لما قلتم بل لفرضتم علينا، إننا يجب أن نحترم "المهنية" و"الموضوعية". وعندما نسألكم: شلون؟ يأتي جوابكم، المضحك والمبكي في آن: يجب أن تذكروا معه علاوي وبارزاني والنجيفي لعلكم تفلحون؟
تعالوا يا دعاة "الحيادية" الجدد ويا أيها المتباكون على "المهنية" واكتبوا بأنفسكم: إن قمع المتظاهرين في ساحة التحرير واعتقالهم ومنع وسائل الإعلام من التقرب جاء بأوامر من المالكي وبارزاني وعلاوي والنجيفي. ادعوكم لهذا لأننا بصراحة قد نتحمل الكثير، لكن أن نقول شيئاً يضحك أطفال الروضة علينا، فهذه، بعد أن نلتمسكم العذر والدعاء، لا نتحملها.
يا أخوتي مخطئ من يتصور أن المالكي شخص أو انه يمثل نفسه. أنه مرسي بلباس آخر. انه أيديولوجية ومشروع شمولي يرى أغاني داخل حسن سفاهة وموالات فرج عبد الوهاب تفاهة ومائدة نزهت عورة. المالكي حزب يرى أننا سنضل الطريق الى الله ان هو ضل الطريق لولاية ثالثة. انه يمثل فكرا متكاملا يرى ان أهل "الثقة" افضل مليون مرة من اهل العلم. المالكي يمثل القابعين في سراديب الخضراء الذين يؤمنون بان الذي ينتقد دولته "عاص" لا عصمة له. ومن لا عصمة له يحل عليه الكذب وتلفيق التهم والضرب بعصي الطاعة. سلوا من ذهب يوم الجمعة لساحة التحرير وسيخبركم افضل مني لانه من "العصاة". اسأل مجرب ولا تسأل حكيم.
سلوا المتظاهريـن
[post-views]
نشر في: 3 أغسطس, 2013: 10:01 م