عندما قلت عن المالكي في عمود الأمس "أنه مرسي بلباس آخر" ما كنت قد قرأت بعد دعوته الى تحويل العراقيين مشاريع للموت من أجل ان يبقى بكرسيه. ولو كنت قد قرأته لما ترددت في إضافة و "أنه صدام بثوب جديد". الرجل قال وبصريح العبارة "سنبقى نحن مشروع استشهاد، كل منا ينبغي أن يكون مشروع استشهاد". قرأت تصريحه فكدت انهار مثل ذلك المحلل السياسي المصري، الذي انهارت أعصابه وهو على الهواء، حين سمع خطاب مرسي الأخير.
أردت واحدا من "اللوامة"، خاصة ممن يدعون الثقافة والشجاعة معا، ان يقول له أحرجتنا أو "خزيتنا" نحن المدافعين عنك فلم اجد. استثني منهم واحدا من المقربين "لدولته" واحيي به شجاعته ونكرانه لذاته اذ كتب له على الفور في صفحته على الفيسبوك: " دولة الرئيس كنا نعتقد ان هذه العبارة سوف تسقط من حياتنا بسقوط صدام أو بعد سقوطه بسنوات ، لكن يبدو أنها الثابت الوحيد في حياتنا".
لم يكف "دولته" ما خسرناه من ارواح كانت في شهر أيار الماضي، لوحده، تفوق ما خسره السوريون. ولم يأبه بهروب المئات من عتاة القتلة من السجون ليزيدوا البلد، الغارق بالدم، غطّة. نسي هذا كله ليعلن، دون ادنى خجل من ضحايانا ودمائنا وليضحك على عقولنا، ان الأمن لم ينهر بعد. يريد القول ما دمت في الكرسي وما دامت الخضراء سالمة غانمة فلا انهيار. مثل صدام بالضبط. كان يقول انه انتصر في ام المعارك لانه بقي على كرسيه ولان القصر الجمهوري عامر.
نعم، يا دولة الدولات" هناك من يليق به" ويطلعله، ان يدعو الناس لتكون مشاريع للشهادة لانه هو كذلك بالفعل. هذه لا يحق لأحد قولها الا من كان من وزن الامام الحسين. عندما قال الحسين لصحبه "قوموا الى الموت يرحمكم الله" كان هو اول القائمين، وكان اول الشهداء ابنه علي الأكبر. فلو كان الحسين مثلك، وحاشى أن يكون، قد قالها وظل مختبئا بقلعة محصنة يحمي بها نفسه وعياله وترك اصحابه يجابهون الموت لوحدهم، لن نجد اليوم من يذرف عليه دمعة واحدة.
ما يطلعلك ان تتغزل بالشهادة وتدعو الناس للموت وانت تخاف ان تتمشى بشارع من شوارع بغداد. وحتى يطلعلك، أخرج من الخضراء وحولها الى مساكن لذوي ضحايا الارهاب وعش بين الناس وامشي معهم حاملا بندقيتك كما كان يفعل هوشي منه في فيتنام.
لقد قال مرسي في خطابه الاخير بعضا مما قلت فخرج عليه المصريون كالطوفان البشري ليزيحوه من كرسيه. عتبي على شعب تدعوه للموت وقد ضحى بما لم يضح به شعب من خلال ولايتيك، ويسمع منك هذا ويسكت.
حبّاب، عد الى كرسيك، الذي صار دينك ودنياك، واترك الناس للموت. أحضنه .. قبّله .. غنّه:
ليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
أما أنا فسأبحث عن سلمان المنكوب كما العراق ليغنيني:
منين أجيب الجابته أمي؟
مـا يطلعلـك
[post-views]
نشر في: 4 أغسطس, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
ahmed ahmed
احسنت