تعودنا منذ زمن طويل ان يكون مدرب اي فريق سواء كان منتخبا او فريقا محليا وعلى مر الازمنة متحليا بأخلاق عالية وفراسة وفطنة وثقافة وادراك ووعي وصبر وغيرها من الصفات التي من شأنها أن تجعله قدوة لجميع اللاعبين الذين يسيرون خلفه ويحذون حذوه , فبالتأكيد انه الاكبر والارجح عقلا من جميع من يسير خلفه بحكم عمره وسعة صدره وخبرته الطويلة في الملاعب سواء المحلية او الدولية .
لكننا عندما نفاجأ بأن يتعرض مدرب الفريق الى حالة طرد من قبل حكم المباراة بسبب تصرف مرفوض قام به ازاء الحكم أو مدرب الفريق الخصم او الجمهور او غيرهم من المتواجدين داخل ملعب المباراة , فتلك حالة محيرة تماما ، بل انها تشكل حالة غير حضارية وغير صحية من الممكن ان تقلل من قيمة هذا المدرب او حتى تؤثر سلبيا على اداء ونتائج فريقه الكروي الذي ينافس في بطولة الدوري .
ما بالنا عندما نرى المدرب ثائر أحمد الذي يقود كرة فريق بغداد خلال منافسات الموسم الحالي من دوري النخبة قد تعرض الى حالات طرد عدة من قبل عدد من الحكام بسبب صراخه المستمر تجاههم , فمن غير المنصف ان نقول ان جميع الحكام الذين اشهروا البطاقة الحمراء بوجه هذا المدرب هم مخطئون , وقد يكون احدهم مخطئا بحقه سواء بقصد أو بغير قصد , لكن ان يشهر تلك البطاقة عدد من الحكام هذا أمر غير طبيعي ويجب الوقوف عنده , فكيف لهذا المدرب ان يقود فريقا بحجم وسمعة واسم فريق بغداد ان تهتز صورته في كل مباراة يخوضها فريقه والطامة الكبرى نشاهده يُطرد من المباراة سواء كان فريقه فائزا او خاسرا للمباراة , وصار أمرا طبيعيا ان نشاهده يصرخ من على مدرجات الملعب , لا أعرف كيف يتعامل لاعبو الفريق الذي يقوده أحمد مع تنفيذهم للواجبات والخطط التكتيكية التي يرسمها لهم وهم يشاهدونه في كل مباراة يُطرد أمام مرأى الجميع !
كنا في زمن مضى نرى اللاعب الذي يتعرض للطرد لا يستطيع مواجهة الجمهور وحتى لاعبي فريقه بعد حالة الطرد كونه يشعر بالندم أزاء الخطأ الذي ارتكبه أو الاساءة التي صدرت منه لتكون تلك الحالة بمثابة الدرس القاسي الذي يحاول من خلاله تصحيح مسار حياته , لكننا اليوم أمام حالة فريدة من نوعها عندما نرى مدربا يقود فريقا دخل بقوة هذا الموسم وقد شاهدنا بأم عيوننا كيف بذخت ادارة ناديه اموالا طائلة لأجل ضم هذه النخبة من اللاعبين الذين مثلوا فريق بغداد هذا الموسم وتوقع الجميع ان يكون الحصان الاسود في بطولة الدوري وانه سينافس عاجلا أم آجلا على زعامة فرق النخبة وخطف اللقب لكن سرعان ما شاهدنا الفريق يمر باسوأ حالاته وهو يستقر في مركز لا يتلاءم مع ما صُرفت له من اموال طائلة وفي كل مباراة نشاهد مدربه متشنجا مرهقا يصرخ خلال 90 دقيقة ولا يعجبه العجب ولا الصيام بشهر رجب معللا اخفاقه في بلوغ مركز جيد بلائحة ترتيب فرق الدوري بان الحكام ظلموه وظلموا فريقه لذلك عادة ما نشاهده يطرد من المباريات وكان آخر طرد تعرض له خلال مباراة فريقه امام فريق اربيل في الجولة الماضية وانتهت لصالح فريقه بهدف نظيف .
كلمة اخيرة نقولها للمدرب ثائر احمد كفاك صراخاً ودع النتائج تتحدث عن مهارة وابداع المدربين , وتطلع الى راضي شنيشل وثائر جسام والسوريين حسام السيد ومحمد قويض كيف تمكنوا من قيادة فرقهم الى بر الامان من دون صراخ وبطاقات حُمر؟