مع ان ازدحام شوارع وأسواق أربيل بعد ساعات الإفطار هو من الأمور المعتادة جدا منذ بداية شهر رمضان المبارك الا ان الأيام العشرة الاخيرة منه تشهد تحولاً في مكان الازدحامات التي باتت في اغلب اسواق المدينة التي افتتحت أبوابها حتى وقت السحور من اجل تغطية ال
مع ان ازدحام شوارع وأسواق أربيل بعد ساعات الإفطار هو من الأمور المعتادة جدا منذ بداية شهر رمضان المبارك الا ان الأيام العشرة الاخيرة منه تشهد تحولاً في مكان الازدحامات التي باتت في اغلب اسواق المدينة التي افتتحت أبوابها حتى وقت السحور من اجل تغطية الطلب على الملابس والتجهيزات الغذائية وغيرها من البضائع فالكل يريد استقبال العيد بحلة جديدة ومميزة .
وتبدأ حركة السوق بعد الإفطار مباشرة وتأخذ بالازدياد بصورة اكبر عقب انتهاء صلاة التراويح وتغطي موجات بشرية اسواق القيصرية وشيخ الله وسيداوه والسوق الكبير في شارع 100 بالاضافة الى المولات الضخمة وغيرها من المجمعات التجارية التي بدأ باعتها بتناول طعام إفطارهم في محالهم التي يفتحون ابوابها من ساعات الظهيرة ويغلقونها في وقت السحور .
ويؤكد بائع ملابس الاطفال في سوق سيداوه حمه نوزاد انه تجهز منذ فترة طويلة لمبيعات العيد وانه حرص على استيراد كميات كبيرة من البضاعة ذات المناشئ الجيدة وذلك لتلافي النقص الكبير الذي حصل عنده في العيد الماضي بالاضافة الى استعانته باثنين من اقربائه لمساعدته في عملية البيع التي يؤكد ان أرباحه في هذه الأيام العشرة تعادل نسبة كبيرة من مبيعاته في باقي ايام السنة ولا استطيع اكمال المحاورة مع نوزاد لان حدة الزحام تصاعدت في محله ويضاف اليها بكاء الأطفال الذين يقوم أهلهم بتجريب الملابس الجديدة عليهم .
وبالرغم من ان عملية التسوق مكلفة جداً لسامان صباح وهو اب لخمسة أطفال إلا انه يجيبك بان العيد فرحة وليست هناك فرحة اكبر من رؤية الابتسامة على وجه ابنك وهو سعيد بملابسة الجديدة وعن المبلغ الذي انفقه يبين انه اقترب من 300 الف دينار ومازالت أمامه ملابسه هو وزوجته التي سيشتريانها من سوق القيصرية .
ويتكرر المشهد ذاته في سوقي الأقمشة والملابس النسائية داخل سوق القيصرية ولامجال هنا للقاء او الحديث مع بائع او زبون فالكل منهمك في البحث والقياس والمساومة على الأسعار وانتظر عند بداية السوق بانتظار الخارجين الذين كانت هيفين كريم احدهم ومعها مجموعة من زميلاتها الموظفات في وزارة كهرباء الاقليم واستفسر منهت عن مشترياتها التي كانت مجموعة مختلفة من الأقمشة المخصصة لخياطة الزي النسائي الكردي المسمى (فقيانه).
وتعرب هيفين عن املها في الحصول على موعد لدى واحدة من اشهر خياطات ومصممات الازياء النسوية الكردية التي اتفقت معها مبدئياً منذ بداية شهر رمضان على خياطة اربعة ازياء لها ولزميلاتها لان زيارة الاقارب والاصدقاء والخروج في الاحتفالات والنزهات الجماعية لابد لها من زي جديد وليس هناك اجمل من الزي الكردي الذي يضج بالألوان والاكسسوارات البراقة .
ولايختلف الوضع في محال الملابس او الأقمشة الرجالية فحالة الاستنفار هي ذاتها التي يعلنها كل من في السوق والاختلاف البسيط هو ان اغلب المتبضعين يفضلون اختصار مواعيد الخياطين والكلفة المرتفعة بشراء الأزياء الجاهزة سواء كانت ملابس تقليدية كردية او اخرى من الموديلات الحديثة وبالنسبة للنوع الاول فإن الأناقة لا تكتمل الا بشراء الحذاء الكردي (الكلاش) المشهور بقوته ومتانته بالاضافة الى فائدته الطبية ويفتخر اشهر صانعيه في اربيل وهو الأسطى صديق هورامي بان الكلاش الكردي هو البضاعة الوحيدة التي لم تقلده الصين الى الان .
ويمكنك من الان معرفة عدد وحجم السياح الذين سيقضون العيد في اربيل وكردستان من خلال ملاحظة كمية الزبائن القادمين من المحافظات الوسطى والجنوبية ومنهم علاء القاضي الذي اصطحب هو وشقيقه أسرتيهما لقضاء الأيام الأخيرة من رمضان والعيد في اربيل ومصيف شقلاوة ، مبيناً انه جاء الى كردستان مبكراً لتلافي الازدحام الكبير الذي سيحصل عند المدخل البري الرئيسي ومطار اربيل مع اقتراب عطلة العيد .
ويؤكد القاضي ان مشتريات الملابس لهذا العيد كانت مختلفة لان اصغر ابنائه (حمودي) يريد زياً كردياً وهو ما جاء يبحث عنه في سوق القيصرية وربما يشتري لنفسه ايضاً ويعتزم كذلك شراء زي نسوي كردي لابنته علياء مبيناً وهو يبتسم ان هذا العيد سيكون كردياً خالصاً له ولعائلته.