علامات الإعلام الخانع للسلطة المستبدة، كعلامات المنافق: إذا حَدَّثَ كذب وإذا وَعدَ أخلف وإذا أؤتمن خان. يفعل هذا لأن همّهُ الأول والأخير ان يرضي "دولة" السلطان ولا يهمه حتى وان صار مهزلة او مضحكة للناس. ويفعله أيضا لأنه فقد الحس فما عاد ليستحي، ولأن السلطان يسنده فلا يخاف.
عندما كذب إعلام الإخوان على المصريين دفَّعهم الشعب ثمناً أقله انه أعادهم الى ما كانوا عليه قبل ثمانين عاماً. كان الفضل الأول في ردهم الى أيامهم الأولى يعود الى وقفة مثقفي مصر بوجه استفحال ظاهرة الكذب والنفاق والضحك على ذقون البسطاء. عندما طغى سلطان الكذب وفاحت روائحه، بمصر، كان أول المنتفضين ضده مثقفوها. ساروا نحو وزارة ثقافة غسل الأدمغة بالأكاذيب تحت غطاء الدين، فعزلوا وزيرها واحتلوها ولم يغادروها إلا أنهب الشعب صارخا بوجه المستبد: إرحل.
مؤخرا، كشف رئيس كتلة التحالف الكردستاني فؤاد معصوم كذب ونفاق شبكة الإعلام العراقي التي فصّلت تصريحاته وخيطتها ثم "قرّمتها" حسب مقاس حاجة في نفس "دولته" صارت تلّح عليه وتؤرقه. لا يؤرق السلطان المتشبث بكرسي السلطة شيء مثل خوف السقوط من الكرسي. اقسم انه لا يبالي من اجل البقاء في مكانه حتى لو كان الثمن عراقا بلا شعب. كانت نفسه تئن: ألا فاسقني من كأس الولاية، وقللي هي الثالثة. واجهر بها يا صاح ان أمكن الجهر. هوّس "الصاح" على الشبكة: عد عينك يا من تنخانه. وفعلا لبّى نداء سيده الخائف فسقاه كأساً ولاية "مركّز": أبشر فقد أعلنت كتلة التحالف الكردستاني على لسان رئيسها عدم معارضتها بقاء "دولتك" لولاية ثالثة. صاح المقربون "الله اكبر" .. اللهم صلّ على محمد والى محمد". تنفس "دولته" "الصعداء" ولاحت على وجهه علامات البشر والفرح. لكن يا فرحة الما دامت . كذّب معصوم الخبر وكشف زيف المدعين معلنا ان قرار حرمان "دولتهم" من الولاية الثالثة ما زال نافذاً وان إعلام السلطان قوّله ما لم يقل.
يا حاشية السلطان: ها انتم قد سمعتم الحقيقة فلمن تهللون وعلى من تصلون بعد ان تبين لكم ولنا خيط الكذب الأسود من خيط الصدق الأبيض؟
يا الهي .. أما آن الأوان لهؤلاء أن يستحوا؟