TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بيان الحزب الحاكم

بيان الحزب الحاكم

نشر في: 6 أغسطس, 2013: 10:01 م

ينزعج بعض القياديين والعناصر في حزب الدعوة الإسلامية أشد الانزعاج لوصف حزبهم بالحزب الحاكم، مع أن كون أيّ حزب حاكم ليس سبّة ولا منقصة، فمعظم دول العالم تحكمها أحزاب لا ترى ضيراً أو غضاضة في تقرير ما هو واقع، بل إن ذلك مصدر فخر لها، إذ أن هذه الأحزاب تنشط وتخوض الانتخابات من أجل الوصول الى سدة الحكم وهي تعلن عن هذا صراحة في دعايتها الحزبية والانتخابية، وعندما تفوز وتصبح أحزابا حاكمة تحتفل بالمناسبة أي احتفال.. فعلامَ الزعل يا أصدقاء؟
يكون الحزب حاكماً عندما يصبح هو القوة السياسية المتنفذة في الدولة ومؤسساتها الرئيسة. ولا يُشترط أن يهيمن هيمنة مطلقة على كل مفاصل الدولة والمجتمع .. هذا يحدث فقط مع الأحزاب الشمولية الحاكمة أما الأحزاب الديمقراطية فلا تفرض سيطرتها المطلقة على الدولة والمجتمع.
حزب الدعوة الإسلامية في العراق في أيديه الآن رئاسة الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة وقيادات الجيش والشرطة وقوى الأمن والمخابرات الأخرى، فضلاً عن وزارات ومؤسسات وإدارات عامة، وله ولقيادته نفوذ طاغ على هيئات "مستقلة"، وبالأخص مؤسسة الدولة الاعلامية التي هي في الواقع مؤسسة الحكومة ورئاستها. وبهذا كله فان حزب الدعوة حزب حاكم بامتياز. فعلام الزعل مرة أخرى؟
اذا كان الحزب يريد النأي بنفسه عن الفشل المتواصل للحكومة، فكان من باب أولى أن يبحث بعمق وجدية أسباب هذا الفشل والقدر من المسؤولية عنه الذي تتحمله قيادة الحزب، وسبل الخروج من نفق الفشل المظلم إلى فضاء النجاح.
اول من أمس أصدر الحزب بياناً، في صيغة تصريح صحفي لمكتبه الاعلامي، عبّر فيه بنجاح عن كونه حزباً حاكماً، ولكن ليس من نمط الاحزاب الديمقراطية. البيان في سداه ولحمته أراد القول بان البلد لا يواجه مشكلة عدم استقرار، وانما المشكلة تكمن فقط في ما وصفه البيان بـ"التهويلات الإعلامية والتصريحات المبالغ فيها التي تصبّ في خدمة أهداف الإرهابيين ومخططاتهم، وتؤثر سلباً على معنويات أبناء الشعب العراقي"، داعياً "جميع وسائل الإعلام وأعضاء مجلس النواب وقادة الكتل والأحزاب السياسية إلى "الكف عن مثل هذه التهويلات والتصريحات".
هذا خطاب ينتمي كلية الى خطاب الأحزاب الشمولية وأنظمتها .. الدنيا بخير والأمن مستتب والشعب شبعان ويقف خلف قيادته الحكيمة صفاً واحداً، والشرّ كله في المعارضة وتصريحاتها المبالغ فيها وفي الاعلام وتهويلاته. .. هكذا كان حزب البعث يفعل في السابق، وكم سخرنا منه يوم كنا نعارضه مع أهل الدعوة.
كان الأجدى لحزب الدعوة، ولنا جميعاً معه، أن يعترف البيان بان البلد يواجه محنة حقيقية وان الحكومة التي وُضعت بين ايديها مقاليد الامور ومقادير البلاد والناس لم تنجح في أي شيء على الإطلاق وبالاخص على صعيدي الأمن والخدمات، وان من مسؤولية الجميع التفكّر والتدبّر. أما هذا البيان الذي يعيد انتاج روح بيانات حزب البعث فما من نفع فيه ولا طائل منه.. صدقونا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. المدقق

    ومن يصدقكم وقد بانت كل اكاذيبكم يا اشباه الكتاب ؟؟

  2. الحمية

    سوال الى حسين عدنان. هل في العراق احزاب حاكمة ام حزب واحد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثانين هذا الحزب الي تتكلم علية هل يستطيع ان يختار وزير وينصبه في مكان ما بدون ما ان يرجع الى البرلمان؟؟؟؟؟؟؟ فاذا قلت لا فهو ليس باحاكم. واذا قلت نعم يجب عليك ان ترجع الى الى القواعد

  3. مواطن

    هل الكاتب مزعوج من زعلهم ؟؟!!لتكون زعلت لا تزعل.

  4. حسين محيي الدين

    حزب الدعوة حزب في في كل المقايس في ادارة الدولة وحتى ادارة محافظة ويمكنني ان أؤكد ان الحزب غير قادر على ادارة مقر من مقاره الحزبية ولا استغرب ذلك فالاداء الحزبي في العراق يحتاج الى الكثير من الالمعية والذكاء ونحن اليوم امام كارثة حقيقية جلبتها لنا احزاب ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram