اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لو ملازم ... لو مو لازم !

لو ملازم ... لو مو لازم !

نشر في: 12 أغسطس, 2013: 10:01 م

 بغداد / المدى   سيارات الهمر تطوق المكان.. أصوات مختلف أنواع الأسلحة والرشاشات تتهيأ في أيدي المسلحين الذين جاؤوا وطوقوا المبنى من كل اتجاه .. ضباط برتب كبيرة وجنود يصوبون اسلحتهم تجاه النوافذ والابواب.. الامر الذي اثار الرعب في قلوب السكان

 بغداد / المدى

 

سيارات الهمر تطوق المكان.. أصوات مختلف أنواع الأسلحة والرشاشات تتهيأ في أيدي المسلحين الذين جاؤوا وطوقوا المبنى من كل اتجاه .. ضباط برتب كبيرة وجنود يصوبون اسلحتهم تجاه النوافذ والابواب.. الامر الذي اثار الرعب في قلوب السكان المجاورين للمبنى , وهم ينظرون الى هذه القوة بهلع وخوف لمعرفة الشخص الذي أتوا لالقاء القبض عليه .. وماهي الجريمة التي ارتبكها .. وكانت المفاجأة التي حبست أفواههم وأصابتهم بالصاعقة بعد معرفة شخصيته .. لم يكن الشخص الذي قيدت يداه بالأصفاد الحديدية وعصبت عيناه الا احد ضباط الشرطة المهمين والذي يعمل في دائرة أمنية مهمة .. والذي كانوا يخشون الاقتراب منه والتحدث اليه لما يتمتع به من منصب رفيع وجاه .. فماذا جرى ؟ ..

وماذا عمل هذا الضابط لتعصب عيناه وتوثق يداه من الخلف ويوضع في صندوق سيارة الهمر .. ويداس ويصفع بأقدام وأيدي الجنود ! ماذا يجري في هذا الزمان من حوادث غامضة.. يقبض على ضابط ويهان بهذه الطريقة المهينة دون مراعاة لمركزه الوظيفي ؟ .. الا ان الجيران في النهاية لم يملكوا غير الدهشة بعد ان عجزوا عن التوصل الى الأسباب .
في احد أحياء بغداد الراقية نشأ (ح) لأب يعمل مستشاراً في إحدى الوزارات .. وسط ثلاثة أشقاء .. وكان هو اصغرهم.. لذا كان هو الفتى المدلل الأمر الذي افسد حياته منذ الصغر .. كان طموحه ان يصبح ضابط شرطة .. فعاش في هذا الوهم .. يعامل الجميع على هذا الأساس لدرجة انه في احد الايام وهو طالب في الثانوية عاد يوماً الى بيته مرتدياً زي طلبة كلية الشرطة .. الأمر الذي ازعج والده ووضعه في موقف محرج أمام الجيران والمعارف .. ونصحه الأب بعدم تكرار ذلك حتى لايلقى القبض عليه ويتهم بتهمة انتحال صفة ويزج في السجن ويضيع مستقبله.. لكن الابن لم يرتدع وتمادى في سلوكه ما اجبر الأب يوماً لاصطحابه الى احد الأطباء النفسانين بعد ان تحول الأمر الى سلوك مَرَضي اصبح يسيطر عليه وعلى كافة مجريات حياته .. كانت المفاجأة ضربة قاضية للاب عندما اخبره الطبيب ان نجله يعاني من حالة مرضية شديدة تستلزم علاجه في احد المصحات النفسية .. ورغم المصيبة التي ابتلي بها الاب .. انصاع لنصائح الطبيب خشية تحول الأمر الى فضيحة او كارثة تؤثر على سمعته ومستقبل أبنائه الذين التحقوا بالعمل في مؤسسات امنية مهمة . ارسل الاب ابنه مع والدته الى احدى الدول العربية حيث رقد في احد مستشفياتها الخاصة بالأمراض النفسية .. واستمر علاجه اكثر من سنتين واثناء فترة العلاج حصل الابن على شهادة الثانوية العامة ..عاد بعدهاالى بغداد وكل طموحه ان يلتحق بكلية الشرطة ويقبل فيها بعد حصوله على الشهادة .. إلا ان والده رفض ذلك ومنعه من التقديم لأية كلية عسكرية.. وذلك لظروفه الصحية التي لاتزال قلقة أمام أنظار والديه..
بعد مرور عام على رجوعه إلى بغداد وحصوله على الثانوية العامة .. ضغطت إلام وتوسلت بزوجها لتقديم ابنها (ح) إلى إحدى الكليات الأهلية لتكملة دراسته فيها .. بعد إن أوهمته بان ابنها تحسنت صحته وشفي من جنون ( إن يصبح ضابطاً ) والذي سيطر عليه طيلة فترة المراهقة .. وافق الأب على مضض .. وقبل الابن بالكلية الأهلية واخذ يخرج صباحاً للذهاب إليها ويأتي إلى البيت في المساء وكأنه احد طلابها .. كان الأب مشغولاً دائماً بالايفادات خارج العراق وإعمال أخرى مما كان يعطي المجال للابن إن يسرح ويمرح بدون مراقبته وعندما كان يلتقي به ويطالبه بنتائج المرحلة الدراسية .. يجلب إليه شهادات مزورة بنجاحه .. في حين كانت والدته تعطيه كل ما يرغب فيه من أموال حيث بدأت تصرف عليه ببذخ بعد إن ورثت عن أبيها مبالغ طائلة ! فاستغل الابن المدلل هذه الأموال والعطف الخاص من والدته فاشترى له سيارة فاخرة تشابه إحدى سيارات المخصصة لكبار الضباط في الشرطة؟ كذلك اقتنى أنواعا من الأسلحة والمسدسات وقام باستئجار سائق خاص يقود سيارته مع شلة من (البودي كارد) .. وذهب إلى احد محال الخياطة وفصل له ملابس عسكرية , واوهم نفسه انه صار ضابطاً يتصرف على هذا الأساس .. فأصبح بإمكانه إن يقدم المساعدة لمن يحتاج من المواطنين والأصدقاء لقاء عمولات ورشا كذلك ارتكب العديد من جرائم التزوير والاحتيال على أصحاب المحال ومعارض السيارات .. وعندما نفدت الأموال التي كانت تعطيها والدته من يديه اخذ يلجأ إلى الاستدانة من أشخاص معينين واتجه أخيرا إلى الاحتيال على أصحاب معارض السيارات حيث قام بشراء سيارات حديثة بالتقسيط .. بعد إن يوهم أصحابها بأنه ضابط مهم في وزارة الداخلية .. ثم يبيعها بعد أيام إلى أشخاص آخرين وبأسعار بخسة سداً للديون التي تراكمت عليه ..وفي أحد الأيام .. اشترى من احد المعارض سيارة حديثة بالإقساط بعد إن دفع نصف ثمنها .. على إن يدفع النصف الثاني بعد أسبوع .. مر أسبوع على ذلك ولم يحضر الضابط .. ولم يرد على مكالمات الموبايل ما وضع صاحب المعرض بالشك والريبة من هذا التصرف .. حيث كان المحمول دائما مغلقاً.. على اثر ذلك تحدث مع احد ضباط الاستخبارات الذي كان يعرفه وطلب منه عنوان ومحل اشتغال الضابط الذي باع له السيارة .. فما كان من ضابط الاستخبارات بعد إن رجع إلى دائرته واستفسر عن اسم هذا الضابط وعنوانه .. كانت المفاجأة قوية جداً .. عندما علم إن الضابط مزيف ولا يوجد اسم له في قسم المعلومات في وزارته .. بدأ بعد ذلك جمع المعلومات عن عنوان وسكن الضابط المزيف حيث توصل بعد أيام إلى عنوان مسكنه فأصدر امرأ بالقبض عليه بتهمة الاحتيال !.
وقع الخبر كالصاعقة على الأب عندما اخبره ابنه الأكبر الذي كان خارج العراق بأمر إلقاء القبض على ابنه المدلل .. فعاد على الفور وقدم أوراق ابنه للمحكمة التي تفيد بأن ابنه مصاب بمرض مزمن أعراضه أن يكون .. ضابط شرطة ! وطلب من قاضي التحقيق إيداعه لمستشفى الإمراض العقلية للكشف عن قواه العقلية !!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram