تضمنت جلسة اتحاد الأدباء والكتاب ليوم الأربعاء 31/7 تضييف الأديب خضير ميري ليدهشنا بتجربته التي بدأت من مصحة الأمراض النفسية والعقلية مروراً بتفاصيل وصفها مقدم الجلسة عمر السراي بأنها تشكل ظاهرة أدبية ينفرد بها الميري لوحده فهو كالماسة يمارس بريقه من
تضمنت جلسة اتحاد الأدباء والكتاب ليوم الأربعاء 31/7 تضييف الأديب خضير ميري ليدهشنا بتجربته التي بدأت من مصحة الأمراض النفسية والعقلية مروراً بتفاصيل وصفها مقدم الجلسة عمر السراي بأنها تشكل ظاهرة أدبية ينفرد بها الميري لوحده فهو كالماسة يمارس بريقه من كل زاوية, فقد كتب القصة ببعد نفسي مميز لكنه سرعان ما سقط في فخ الشعر من خلال كتابه (نصوص وشذرات) برغم ادعائه انه ليس بشاعر.
وأوضح ميري في معرض حديثه اننا نجد احراجاً حين تدخل الكتابة تفاصيل الحياة الشخصية وتأخذ حيزا في مجال النص, كيف عشنا وأي حماقات ارتكبنا قد يتقبلها القارئ أو يرفضها, لقد طلقت امرأة بعد زواجي منها لأن أهلها لم يتقبلوا فكرة أني كنت في مصحة للأمراض النفسية والعقلية ولم يكونوا يعلمون بذلك قبل الزواج.. أعظم حياة هي التي نعيشها ببساطة, ولكن من الصعب جداً أن نعبر عنها بسهولة, لأنه ينبغي أن تتحرر من كل شيء حتى تستطيع ان تكتب, من الديانات والتقاليد الاجتماعية وغيرها, ينبغي ان لا نأخذ من الثقافة حصانات نتحصن بها, نكتب بسهولة عن اشياء صعبة, وبصعوبة عن اشياء سهلة, فقد تعلمت ان اكتب الحياة وأنا قائم بذاتي, وما شعرت ببهجة الكتابة الا في العراق, لأن الانجاز الحقيقي حين يكون للمنجز جذور.. أنا أول كاتب عراقي غير أخلاقي, ولم اعتذر عن ذلك لأني أردت ان ابين حقيقة ان الكتابة ليست مهنة, الكتابة معاناة.. في الواقع الثقافي العربي هناك موضوعات لا نعدها مهمة مثل المرأة والجنس والموت أشياء نقرأ عنها ولكننا لم نعشها.. حياتي ضاعت في كتبي حتى صارت كتبي تمثلني.. في القاهرة كتبت رواية (جن وحنون وجريمة) حين طلب مني صاحب دار نشر ان اكتب رواية سافلة لأغراض مادية وقد نجحت في توزيعها, في حين لم تنجح رواية الثانية (ضوء الليل) التي كتبتها عن شخصيات أوربية, فقد فشلت ولم تلق نجاحاً.. دخلت الى الثقافة المصرية من باب الدهشة, سبب نجاحي في مصر هي سيرتي, وحدها التي ساعدتني ولم يساعدني غيرها, من خلالها حققت نجاحاً حتى حين اتخذت من التفاهة موضوعاً.
وفي مداخلة للناقد والشاعر فاضل ثامر قال: خضير ميري في كتابته نجح ان يجمع بين شخصيتين المتصعلك والفيلسوف, وهي ليست مجرد كتابة عادية اكيد فيها الكثير من التكنيك والفن, وهو في حال لا يتعدى ان يكون كذاباً ملفقاً, لا نعرف مدى خلطه بين الخيال والحقيقة فقد روى لي مرة انه تعلم الفرنسية في باريس التي ادعى انه عاش فيها والتقى بشخصيات معروفة, وقد خطفته الاستخبارات العراقية ووضعته في تابوت وجاءت به الى العراق ثم وضعته في السجن.. لكننا نستطيع ان نقول ان تجربته رائعة وتركت اثراً ادبياً, كما انه يمتلك ثقافة واسعة في مجال الفلسفة ويمتلك قدرة نقدية في التحليل للظواهر الادبية كالشعر والرواية, ولكن ينقصه الصبر.. نتمنى منه ان يطور قابلياته في هذا المجال.