أشعر بمرارة كبيرة لما يعانيه أحد رجالات كرة القدم العراقية منذ زمن طويل الإداري النزيه محمد جواد الصائغ بعدما أسهمت صراحته المدوية كالمدفع في هـدم سواتر وهمية حاول بعض العاملين في اتحاد كرة القدم إحاطة أعماله بها لإيهام الإعلام والجمهور بأنه ماضٍ لأداء واجباته بمنتهى العفة وهو بريء منها.
حديث الصائغ ليس جديداً ومن دون شك لن يكون الأخير بخصوص ملاحظاته الواقعية عن آلية عمل الاتحاد الذي يُعد جزءاً مهماً من كيانه بعد التغيير عام 2003 حيث تواجد الصائغ في أكثر من لجنة وتفاعل معها بغيرته العراقية الأصيلة من دون أن يضع للربح والخسارة ناتجاً يُعـلـِّي أو يحط ّ من قيمته الشخصية في المجتمع الرياضي ، بل العكس كان همه الوحيد ان تكون خلاصات جهوده ملبية لمتطلبات المرحلة الصعبة التي تمرّ بها منظومة الكرة العراقية على مدى السنين الماضية ولم تجد مَن ينقذها من تشرذم المواقف والتسقيط العَمْد لبعض الأعضاء من غير الموالين لرئيس الاتحاد منهجاً وتصرفاً حيث آثروا الإنزواء بعيداً عن المشاركة في القرارات المهمة حتى تنجلي الصورة النهائية بعيد تهميشهم قسرياً وضعف علاقاتهم التي تأسست على مصالح انتخابية آنية حقق الرئيس غايته منها فتشجّع على فتح ملف الإقصاء عقب إغلاق الصندوق ! الصائغ يتأسف (وله الحق في ذلك ) على سنوات عمره في دعم اللعبة محلياً ودولياً بـ 12 دراسة كما قال في حديث سابق تصبّ جلها في تحديث وتطوير مفاصل حيوية بشأن مناهج المنتخبات الوطنية وتوأمتها مع استحقاق دوري النخبة حتى أعلن يأسه من عدم الأخذ بمشورته وهناك استبداد بالرأي من متنفذين في الاتحاد يجهلون مصير عنادهم وسياساتهم التي حامت حولها الشكوك وزادت من معسكر المناوئين لهم وأجّجت المشاكل بلا حصر تجاوزت حدود المحلية ، بدليل ان هناك دعوتين قضائيتين لم يستطيعوا حسمهما لصالحهم في قضية طعون المعترضين على سير الانتخابات التي تأخر إصدار القرار الفصل من محكمة (كاس) بسبب بطء إجراءات مكتبها الإداري وهي تتلقى ملفات يومية من جميع أنحاء العالم ، وايضاً عقد المدرب البرازيلي زيكو حيث يُطالب اتحاد الكرة بتسديد ما يناهز 8 مليارات دينار عراقي كشرط جزائي !! وقريباً تتم تسوية الموضوع معه مثلما سرَّبت بعض المواقع عن وجود لقاء قريب بينه وبين رئيس الاتحاد في دولة خليجية مقابل إبطال الدعوى.
شخصياً لا ألوم الصائغ في إطلالته كل مرة ثائراً وغاضباً وفاضحاً من اجل حقوق اللعبة فهناك أكثر من قضية تؤكد دقة توجيه فوهات مدفع صراحته ضد اتحاد كرة القدم الذي يعتقد ان ما تحقق في مونديال تركيا للشباب تحت 20 عاماً يجعله في مأمن من الحساب والرقيب فسقط في فضيحة السائحين 45 في طريقهم للقاء تشيلي ودياً اليوم الأربعاء التي لعب الإعلام دوراً مشرفاً في تبصير البرلمان والحكومة والشعب عن خيوطها ، ويكفي تقليص الاتحاد قائمته الى 20 عضواً دليلاً دامغاً على قانونية التحقيق معه لبيان أسباب زيادة أعضاء الوفد في قائمته الرسمية ثم تراجعه ومسارعته في شطب المتورطين بإضافتهم ، وهي ليست سابقة في تاريخ الاتحاد فهناك إيفادات لا حصر لها استكثر الاتحاد تواجد عددٍ كافٍ من رجال الصحافة ليمارسوا تغطيتهم فيها من دون ضغوط في الوقت الذي تواجد معهم شخوص لا همَّ لهم سوى الإشباع البدني و...النفسي !!
إذاًً .. من فم عضو الاتحاد محمد جواد الصائغ يمكن لمجلس النواب أن يعد ورقة استدعاء لرئيس اتحاد كرة القدم ومَن معه للتقصي عن حقيقة الاتهامات الخطيرة التي يواجهها مجلس الإدارة الحالي منذ عامين، وأسباب الإخفاقات الإدارية المتوالية في تنظيم شؤون إنفاقه المالي على صفقات المدربين الأجانب ، والخواء المستمر في ميزانيته والمتزامن مع البطولات الخارجية أو المباريات الودية ! وأسباب عدم اتخاذ إجراءات قانونية بشأن غياب عدد من أعضاء الاتحاد لفترة طويلة خلافاً لما تنص عليه لوائح العمل في مجالس الاتحادات الرياضية وغيرها من القضايا التي يمكن أن تنصف الاتحاد وتبرئه من الاتهامات أو تسحب الثقة منه لتستقيم الأمور وتجد الكرة العراقية الأيدي الأمينة على مصالحها حاضراً ومستقبلاً.
الصائغ .. ورقة البرلمان !
[post-views]
نشر في: 13 أغسطس, 2013: 10:01 م