كانت الناس تحلم بعراق أجمل وأفضل من هونغ كونغ، لا بل ومن اليابان أيضا. مرت السنينواذا بحالنا كحال من صام وفطر على أيام أتعس مما كانت عليه أيام صدام. نعم كنا رغم فرحنا بسقوط الصنم نتوقع ان نمر بمطبات كثيرة قد يمر بها أي بلد تسقط به الفاشية. لكن ان تسلّم أمريكا رقبة العراق بيد الإسلاميين ليعودوا به إلى زمن ما قبل العصور الوسطى، فهذا ما كان يخطر بالبال. حسبناها خطوة غبية وغير مخططة من قبل الأمريكان. بعضنا منحها العذر على أساس أنها "غشيمة" أو من أهل الله كما يقولون.
كان الواقع يفرض علينا أن لا نشك بنوايا أمريكا وهي تحتضن إسلاميي العراق الشيعة .ظننا أنها فعلت ذلك بسبب حرب القوى الإسلامية السنية المتطرفة ضدها، وفي مقدمتها القاعدة. ولنا بما حدث لها في 11 سبتمبر أبسط مثال.
دارت رحى الأيام ليشن الإرهابيون المتسترون باسم الإسلام حربا على أرضنا ضد أمريكا المحتلة فتكبدت من القتلى مئات أضعاف ما تكبدته في أول أيام غزوها العراق وتحريره من قبضة صدام. لا عاقل في كل هذه الدنيا وضع  في حسبانه ان يجد أمريكا تحتضن قتلة أبنائها، في يوم من الأيام، تحت أي ظرف من الظروف.
من كان منا يتوقع ان أمريكا ستقف مع الإخوان بمصر ومناديهم ينادي أن أعيدونا للحكم وإلا فالعمليات الإرهابية في سيناء لن تتوقف!أعترف أيها الناس بأني ربما أكون من أول المخطئين يوم تصورت ان أمريكا آخر من يمكن ان يساند، بالمال والعتاد، من يريد تحويل مصر إلى دولة دينية بالعنتكة. لم أكن لأتخيل حتى في اشد  الكوابيس فزعا ان أسمع السناتور ماكين يصف ما حدث بمصر بالخطأ الكبير ويهاجم الإعلام المصري الذي وقف مع شعبه الذي خرج كما البحر الهائج رافضا الظلام والاستبداد والقهر باسم الإسلام. تصوروا أن ماكين يدافع عن الشريعة. سمعه الإخوان فهوسوا: يا ماكين يا ماكين انت أخونا ملّة ودين. معقووووولة؟!
قالها ماكين من هنا وخرجت كوندليزا رايز من هناك  غاضبة حتى  أنها كادت ان تشق زيجها من الألم لتصرخ : ان ما حدث في مصر يوم أسود!!
ولج هاي من صدك ما ينلبس عليها ثوب.