وسائل الإعلام العراقية ، اعتادت أن تتلقى من الجهات الرسمية ، ومن مكاتب الوزراء رسائل عبر الهاتف، تدعو مراسليها إلى حضور مؤتمر صحفي أو أي نشاط آخر مع إشارة تتضمن "إحداثيات دقيقة" بأن يكون التجمع أمام مطعم "حيدر دبل " ، والدعوة أيضا تشمل وسائل إعلام أجنبية ، الأمر الذي دفع احد الصحفيين الأجانب إلى الاستعانة بزملائه العراقيين لمعرفة السيرة الذاتية لمستر "دبل" لإعداد قصة لجريدته يسلط فيها الضوء على تفاصيل تتعلق بدور المطاعم الشعبية في صناعة القرار السياسي في العراق .
في مذكرات السياسيين والشخصيات الأدبية والفنية وفي الدراسات التاريخية عند تناول مرحلة ما من تاريخ العراق السياسي الحديث، ترد أسماء مطاعم وبارات ، ويجد القارئ ان الكثير من رجالات العهد الملكي من مسؤولين وساسة ، كانوا من زبائن مطعم "باجة الحاتي " أما بار شريف وحداد الواقع مقابل جسر الأحرار، فكان هو الآخر ملتقى "الأفندية" ، ومطعم الجندول في شارع أبو نؤاس، شهد هروب صدام حسين من سجانيه يوم كان معتقلا في سجن رقم واحد، وبار كاردينيا وغيره في الشارع ذاته، كان مسرح أحداث عشرات القصص القصيرة لكتاب من الجيل الستيني والسبعيني لم يكن في زمنهم وجود لمطعم " حيدر دبل ".
في معظم دول العالم اكتسبت الأماكن أهميتها من روادها ، ومع كل التقدير والاعتزاز لصاحب مطعم حيدر دبل ، فإنه الوحيد اكتسب دعاية مجانية من الجهات الرسمية ، وفاقت شهرته أشهر المطاعم في بغداد ، بشهادة زبائنه ، وهؤلاء لطالما تحدثوا عن إعجاب كبار المسؤولين وأسرهم المقيمين في المنطقة الخضراء بفلافل المطعم وصمونته الكبيرة ومنها اكتسب لقبه الدبل، بصياغة محلية بحت ، على عكس المنطقة ذات التسمية الأميركية "الكرين زون " المحتفظة بماركتها المسجلة حتى بعد إتمام انسحاب قوات الاحتلال ، وخروج العراق من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة ، والمنطقة كانت تعرف باسم كرادة مريم ، ثم حملت اسم حي التشريع ، وحتى الآن لم تفكر الجهات الرسمية بإعادة الاسم القديم لتزيح من الأذهان ما خلفته الخضراء المحصنة بسور سليمان بأعداد كبيرة جدا من العناصر الأمنية وقوات سوات من انطباع سلبي لدى معظم أهالي العاصمة ، لأن المنطقة تتميز بتجهيز 24ساعة من الطاقة الكهربائية ، وطريقها إلى المطار سالك للجميع في كل الأوقات ، وتضم مطاعم وصالونات تجميل نسائية وقاعات رشاقة ، فضلا عن مساجد وحسينيات ، بأعداد تناسب حجم المكونات في المجتمع العراقي .
شهرة المطعم بحسب الزبائن من العاملين في وسائل الإعلام لم تدفع صاحبه للدخول في المعترك السياسي ، والترشيح للانتخابات المحلية والنيابية ، ويراهن الزبائن على سمعة حيدر دبل في تولي مناصب مهمة في الدولة ، في حال ضمان إجراء انتخابات نزيهة شفافة ونظام انتخابي عادل يوفر للعراقيين فرصة التخلص من أبناء القائمة المغلقة ، وموعدنا الساعة العاشرة أمام مطعم حيدر دبل.
الرئيس "حيدر دبل "
[post-views]
نشر في: 14 أغسطس, 2013: 10:01 م