تساؤلات يطرحها الشارع الرياضي عن اهمية اللقاء التجريبي الأخير الذي خاضه منتخبنا الوطني وخرج خاسرا بسداسية نظيفة من الاهداف امام نظيره منتخب تشيلي الذي تنزه كيفما شاء على خطوط الطول والعرض لملعب بروندبي في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن التي تعد تحضيرية لمباراته المرتقبة في الخامس عشر من تشرين الاول المقبل امام منتخب السعودية في مدينة دبي الاماراتية برسم الجولة الثالثة من المرحلة الاولى للتصفيات المؤهلة لكاس آسيا 2015 .
السؤال الاول الذي يدور في الأفق وفي مخيلة كل متابع وحتى غير متابع: لماذا اُختير منتخب تشيلي ليكون خصما للعراق في هذه المباراة ؟ ومن الذي اختار هذه المباراة بهذا التوقيت ؟
منتخبنا الوطني يمر الان بحالة من التجديد التي طرأت على جميع خطوطه وجعلت طابع الشبابية يغلب على التوليفة الاساسية له , فكيف ارتضى رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ناجح حمود ان يسمح بتلك المهزلة ان تمر وان يجعل من اسود الرافدين نزهة يتفسح بها لاعبو اندية برشلونة الاسباني والميلان الايطالي واشبيلية الاسباني ومان يونايتد الانكليزي وغيرهم من لاعبي الاندية الاوروبية ذائعة الصيت , وان يجعل من اسود الرافدين حقل تجارب للصربي بيتروفيتش الذي اطلق رصاصة الرحمة برأس اسود الرافدين الذين اعتلوا منصات التتويج بالامس في نيلهم كاس القارة الصفراء , ليدع حمود الحبل على الغارب ويسلم زمام الامور لمدرب كأنه أتى للعراق بتوصية ممن يحمل للعراق الحقد والكراهية وكثيرين اصبحوا اعداءنا خلال الآونة الاخيرة , ليدع منتخبه متقهقرا مترنحا في المركز الرابع بعد المائة حسب آخر تصنيف (فيفا) , فالى أين ياحمود تروم الوصول بكرتنا ؟ التي عادت الى ذلك النفق المعتم!
ظهر لاعبو منتخبنا خلال تلك المباراة بصورة محيرة ولا تمت لأي منتخب في العالم بأية صلة من دون خطة لعب مفككين منهارين بائسين لا يتمكنون من مجابهة خصمهم الذي نقل الكرة وبلمسة واحدة لفترة من الوقت من دون ان يجرأ اي لاعب عراقي من لمسها والاحتفاظ بها , لا اعرف كيف سمح حمود ومن معه من اعضاء الاتحاد بمرور تلك المهزلة الذي بات منتخبنا وساحته مسرحا أزاءها للكرات التشيلية في ليلة غاب فيها ضوء القمر وابتسمت مدرجات الملعب وأضواؤه الكاشفة لسانشيز وزملائه الذين تمتعوا حقا بتسعين دقيقة من الزمن ايما متعة !
الشيء الوحيد الجميل الذي حصل عليه العراق من هذه المباراة الودية هو زيارة العاصمة كوبنهاغن والتمتع بأجوائها الساحرة للبعض من رجال البعثة العراقية الذين لم يحالفهم الحظ بزيارتها سابقا , فضلا عن التبضع من مولاتها واسواقها العامرة , اضافة الى التقاط بعض الصور التذكارية مع نجوم الكرة الاوربية قبل وبعد المباراة ونشرها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتبادل الابتسامات مع هؤلاء اللاعبين والتحية لهم فضلا عن الابتعاد عن اجواء التفجيرات التي تعيشها العاصمة بغداد ومحافظاتنا العزيزة والتي راح ضحيتها مئات الشهداء الابرياء الذين طالهم الموت المجنون كل يوم ليكون اسود الرافدين في منأى بحالهم عن تلك الاجواء المشحونة بدخان وغازات تلك العبوات والسيارات المفخخة وكذلك للهروب من حرارة الجو التي اصبحت لا تطاق .
لا أعرف اين سيضعنا التصنيف المقبل وفي اية خانة بعد ان اصبحت جميع المنتخبات الاسيوية والعربية امامنا في التصنيف الدولي ولم يبق وراءنا في الترتيب سوى جزر القمر وتيمور الشرقية ومدغشقر واريتريا وكمبوديا والصومال وجيبوتي وجنوب السودان وغيرها من الدول التي لا تمتلك حتى رصيد في التصنيف العالمي .
اصبحنا كالذي ينفخ في جربة مثقوبة لاننا كلما تحدثنا وطالبنا اتحاد الكرة بوضع حلول مناسبة لتدهور الكرة العراقية يكون القادم اتعس بكثير لا اعرف هل هي مسألة عناد راح ضحيتها منتخبنا وتأريخه وسمعته أم على ماذا يراهن اتحادنا الموقر من خلال اقامة مثل هكذا مباريات , وهل نبقى نتعكز على بطولتين غير رسميتين هما غرب آسيا وخليجي 21 اللتين حقق فيهما منتخبنا المركز الثاني أم ان هناك في الأُفق يلوح بصيص أمل يعيد كرتنا الى سابق عهدها ؟!
إلى أين يا حمود ؟
[post-views]
نشر في: 16 أغسطس, 2013: 10:01 م